فمن المعلوم عند طلبة العلم أن الثابت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام وقبل الركوع وبعده
وورد حديث في أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل حفض ورفع وهذا الحديث أعله بعض أهل العلم بمخالفة
الحديث الوارد في الصحيح الحاصر لمواضع الرفع وقالوا الحديث صوابه ( كان يكبر في كل
خفض ورفع ) ، لذا كرهوا رفع اليدين بين السجدتين ( يعني قبل السجدة الثانية )
وكنت
أميل إلى هذا حتى وقفت على أثر صحيح لأنس بن مالك رضي الله عنه فيه أنه كان يرفع يديه
بين السجدتين
قال ابن أبي شيبة في المصنف 2811- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَنَسٍ ؛ أَنَّهُ كَانَ
يَرْفَعُ يَدَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
وليس أنس بن مالك فقط بل صح هذا عن أربعة من كبار فقهاء التابعين
قال ابن أبي شيبة في المصنف 2813- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ
، قَالَ :
رَأَيْتُ نَافِعًا وَطَاوُوسا
يَرْفَعَانِ أَيْدِيَهُمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
2814- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ الْحَسَنِ
، وَابْنِ سِيرِينَ
أَنَّهُمَا كَانَا يَرْفَعَانِ
أَيْدِيَهُمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
2815- حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، قَالَ : رَأَيْتُهُ
يَفْعَلُهُ.
وهذه أسانيد صحاح
وما ورد أن أحداً من الصحابة أنكر على أنس فعله هذا ، فدل على أن هذا الفعل
ليس ببدعة
وصح عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه إذا قام من السجدة الأولى
قال ابن أبي شيبة في المصنف 2812: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ
إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأَولَى.
وهذا إسناد صحيح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم