قال أحمد في مسنده 20761 – حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ، عَنِ
الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: ابْنُ عُمَيْرِ بْنِ
جُدْعَانَ ، أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ
وُضُوئِهِ قَالَ: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي
كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ، إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ»
ودروس العلم من ذكر الله عز وجل خصوصاً ما
كان فيه قراءة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وأما استحباب الطهارة لقراءة القرآن
ووجوب ذلك لمس المصحف فأمر معلوم وليس هذا محل بحثه
قال ابن حبان في صحيحه بعد تخريج هذا
الحديث :” فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ كَرَاهِيَةَ
الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِكْرَ اللَّهِ إِلَّا عَلَى
طَهَارَةٍ، كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ الذِّكْرَ عَلَى طَهَارَةٍ أَفْضَلُ، لَا أَنَّ
ذِكْرَ الْمَرْءِ رَبَّهُ عَلَى غَيْرِ الطَّهَارَةِ غَيْرُ جَائِزٍ، لِأَنَّهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ”
وقال الخطيب في الجامع لآداب الراوي
وأخلاق السامع 982 – أنا الحسن بن علي الجوهري ، نا محمد بن العباس الخزاز ، نا
عثمان بن جعفر بن اللبان ، نا محمد بن نصر المروزي ، نا يحيى بن يحيى ، أنا محمد
بن حميد ، عن معمر ، وأنا علي بن أبي علي ، أنا جعفر بن محمد بن أحمد بن البهلول ،
وعبيد الله بن محمد بن إسحاق ، قالا : نا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثني ابن
زنجويه ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : « لقد كان يستحب ألا تقرأ
الأحاديث التي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا على وضوء ، وفي حديث عبد الرزاق
إلا على طهارة »
وهذا إسناد قوي إلى قتادة وهو تابعي جليل
وقال خيثمة في حديثه 127 – حدثنا أحمد بن
محمد البرتي القاضي ، بغدادي ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا يزيد ، يعني ابن
إبراهيم حدثنا الحسن ، قال : كانوا يستحبون أن لا يذكروا الله عز وجل إلا على
طهارة
وهذا إسناد صحيح إلى الحسن
وقال أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام 218
– وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حِمْدَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
السَّرَاجُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ سَمِعْتُ ابْنَ
أَبِي أُوَيْسٍ يَقُولُ كَانَ خَالِي مَالِكٌ لَا يُحَدِّثُ حَدِيثَ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا عَلَى طَهَارَةٍ
وقال مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (3/230):”
وذكر مصعب الزبيري عن مالك قال: اختلفت إلى جعفر زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث
خصال: إما مصلي، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلا على طهارة، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء
العباد الزهاد الذي يخشون الله، ولقد حججت معه سنة فلما أتى الشجرة أحرم، فكلما
أراد أن يهل يغشى عليه، فقلت له: لا بد لك من ذلك، وكان يكرمني وينبسط إلي، فقال: يا
ابن أبي عامر أخشى أن قول: لبيك اللهم لبيك فيقول: لا لبيك ولا سعديك”
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة أبي
أحمد العسال (3/69):” وقيل: كان أبو أحمد لا يمس جزءًا إلا على طهارة، وإنه
صلى بالختمة في ركعة”
يريد بالجزء جز الحديث
وقال الذهبي في السير في ترجمة أبي القاسم
الشاطبي صاحب الشاطبية (15/403) :” قَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: قِيْلَ: اسْمُهُ
وَكُنْيَتُه وَاحِدٌ، وَلَكِنْ وجدت إِجَازَات أَشيَاخِه لَهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ
القَاسِم. وَكَانَ نَزِيْلَ القَاضِي الفَاضِلِ فَرتَّبَهُ بِمَدْرَسَتِه
لإِقْرَاءِ القُرْآنِ، وَلإِقْرَاءِ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَكَانَ يَتجنَّبُ
فضولَ الكَلاَمِ، وَلاَ يَنطقُ إلَّا لِضرُوْرَةٍ، وَلاَ يَجْلِسُ لِلإِقْرَاءِ
إلَّا عَلَى طهارة”
وقال في ترجمة البغوي من السير (19/441)
:” وَكَانَ البَغَوِيُّ يُلَقَّبُ بِمُحْيِي السُّنَّةِ وَبِرُكْنِ الدِّين،
وَكَانَ سَيِّداً إِمَاماً، عَالِماً علاَّمَة، زَاهِداً قَانِعاً بِاليَسِيْرِ،
كَانَ يَأْكُلُ الْخبز وَحْدَه، فَعُذِلَ فِي ذَلِكَ، فَصَارَ يَأْتَدِمُ بزَيْت،
وَكَانَ أَبُوْهُ يَعمل الفِرَاء وَيبيعُهَا، بُورِكَ لَهُ فِي تَصَانِيْفه،
وَرُزِقَ فِيْهَا القبولَ التَّام، لِحُسن قَصده، وَصِدق نِيَّتِه، وَتنَافس
العُلَمَاءُ فِي تَحصيلهَا، وَكَانَ لاَ يُلقِي الدّرسَ إِلاَّ عَلَى طهَارَةٍ”
وقد ذكر ابن السمعاني في أدب الاملاء
والاستملاء آثاراً عديدة في هذا الباب فلتراجع
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم