والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
بعد :
أن صاروا يمدحون الجاهليين أهل وأد البنات على حساب النبي صلى الله عليه وسلم
فرأيت مقالاً لأحدهم يزعم أن من العرب من كان يتنزه عن السبي وذكر تغلب وذكر دريد
بن الصمة
المنقطعة المعضلة ويكفر بالمتواترات في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
الله عليه وسلم في العفو عن أناس تمكن منهم والقيود التي فرضت في أمور السبي مما
يدل على أنها ليست عملية شهوانية محضة مع أن الملحد لا يملك دليلاً مادياً على كون
هذا الشيء فاسداً
ضدك والمرأة المسبية والرجل المسبي هو جزء من منظومة تشجع على وأد البنات وعلى سبي
المسلمات حتى ولو على الطريقة القديمة التي تحولهن لبغايا إذا لزم الأمر وجاء
الإسلام بتحريمها
مُوسى بن إسماعيلَ، حدَّثنا حمّاد، أخبرنا ثابت
مكةَ هَبَطُوا على النبيّ -صلَّى الله عليه وسلم- وأصحابِه من جبال التَنْعيم عند
صلاة الفجر ليقتُلُوهم، فأخذَهم رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- سَلْماً،
فأعتَقَهُم رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم-، فأنزلَ اللهُ عز وجل: {وَهُوَ
الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ}
إلي آخر الآية
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنَا
سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَأَبُو سَلَمَةَ أَنَّ جَابِرًا أَخْبَرَهُ ح و
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ
أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ أَنَّ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا
مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ
فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ
بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ
شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ
وَهُوَ لَا يَشْعُرُ بِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ قُلْتُ اللَّهُ فَشَامَ
السَّيْفَ فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ
وعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم
أمانته ، وكان بعض الصحابة يريد قتله
عليه أنه جس للمشركين ( يعني صار جاسوساً لهم ) وهذه في القوانين الوضعية الحديثة
تسمى الخيانة العظمى وكثير منهم يعاقب عليها بالقتل
فأجلاهم ولم يقتلهم وسمح لهم بأخذ أزوادهم معهم واكتفى بتركهم للنخل
في الطعام
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا فَجِيءَ بِهَا
فَقِيلَ أَلَا نَقْتُلُهَا قَالَ لَا فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مشركي قريش الذين قاموا بتعذيب أصحابه قبل الهجرة بل قتلوا بعضهم ، وقاطعوا بني
هاشم من أجله ومن أشد ما يقع على المرء أن يرى أهله يؤذون من أجله ، ثم إنهم هجوه
بالشعر ووصفوه بالمجنون وخططوا لاغتياله حتى هاجر وطاردوه في هجرته ثم لما آواه
الأنصار هددوهم ثم بدأوهم بالقتال وفي يوم أحد شج رأس النبي صلى الله عليه وسلم
وكسرت رباعيته ، وقتلوا في هذه الحروب العديد من أصحابه وصدوه عن المسجد الحرام
وقتلوا عامر بن فهيرة وخبيب بن عدي بعد أن عطوهم الأمان بعد هذا كله وغيره كثير
عفا عنهم في الفتح وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) [ وهذه القصة احتج بها الإمام
الشافعي وهي متلقاة بالقبول عند أهل السير وفي صحيح مسلم ما يؤيد صحتها من ذكر وصف
الطلقاء ]
) وقال ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء )
عفا عنهم حصة الأسد من الغنائم تأليفاً لهم
منقولة عن جاهليين الأعداد فيها يسيرة ولم يكونوا بقوة النبي صلى الله عليه وسلم
ولا منعته ولا فعل بهم ما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم
حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت : لما
قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سبايا بنى المصطلق وقعت جويرية بنت الحرث في
السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له وكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة
ملاحة لا يراها أحد الا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم تستعينه في
كتابتها قالت فوالله ما هو الا ان رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى
منها ما رأيت فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحرث بن أبى ضرار سيد
قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس
أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي قال فهل لك في خير من
ذلك قالت وما هو يا رسول الله قال أقضي كتابتك وأتزوجك قالت نعم يا رسول الله قال
قد فعلت قالت وخرج الخبر إلى الناس ان رسول الله صلى الله عليه و سلم تزوج جويرية
بنت الحرث فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلوا ما بأيديهم
قالت فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق فما أعلم امرأة كانت
أعظم بركة على قومها منها.
الجارية على البغاء ولا ضربها على وجهها ولا وطئها قبل أن تحيض ولا التفريق بينها
وبين ولدها بل الوثنية في عامة المذاهب لا توطأ ولا توطأ الحامل ولا يجوز أن
يتوارد رجلان على جارية واحدة
عدم جواز وطء الوثنيات بملك اليمين
الْفَصْلُ الثَّانِي: أَنَّ مَنْ حُرِّمَ نِكَاحُ حَرَائِرِهِمْ مِنْ
الْمَجُوسِيَّات، وَسَائِرِ الْكَوَافِرِ سِوَى أَهْلِ الْكِتَابِ، لَا يُبَاحُ
وَطْءُ الْإِمَاءِ مِنْهُنَّ بِمِلْكِ الْيَمِينِ. فِي قَوْل أَكْثَرِ أَهْلِ
الْعِلْمِ، مِنْهُمْ؛ مُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ
جُبَيْرٍ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَمَالِكٌ،
وَالشَّافِعِيُّ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: عَلَى هَذَا جَمَاعَةُ فُقَهَاءِ
الْأَمْصَارِ، وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ، وَمَا خَالَفَهُ فَشُذُوذٌ لَا يُعَدُّ
خِلَافًا”
بعدهم يدل على أنه تلقوه من الصحابة ، وهذا الواقع العملي أقوى من مجرد الروايات
الآحادية والتي لا تعارض هذا صراحة
إنما حللن للمسلمين لأنهن أسلمن بعد أسرهن وقبلها لا يحللن وهذا ما مال إليه أحمد
هوازن والمشهور أنهم أعيدوا للمشركين بعدما أسلم المشركون
الشافعي ومن قال بقوله من العلماء أن المسبية من عبدة الأوثان وغيرهم من الكفار
الذين لا كتاب لهم لا يحل وطؤها بملك اليمين حتى تسلم، فما دامت على دينها فهي
محرمة، وهؤلاء المسبيات كن من مشركي العرب عبدة الأوثان، فيؤول هذا الحديث وشبهه
على أنهن أسلمن، وهذا التأويل لا بد منه
وحده بل كل الناس حتى ابن حزم المشهور بشذوذه
الخبر الوارد من طريق أبى سعيد الخدرى إذ
غشيانهن فأنزل الله عزوجل: (والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم) فهن لكم
حلال إذا انقضت عدتهن وبينا انهن بيقين متفق عليه وثنيات من سبايا هوازن ووطؤهن لا
يحل للمسلمين حتى يسلمن بلا خلاف مناومن الحاضرين من المخالفين وبنص تحريم
المشركات حتى يؤمن، فصح أن مراد الله تعالى بذلك إذا اسلمن”
الأخلاقية فهذا أمر متعارف عليه في ذلك الزمان وكان المشركون يفعلونه بنساء
المسلمين أشد مما يفعل المسلمون وبدون استبراء ولو فرضنا أن هذا ظلم فما الذي
يجعلنا نتحدث عن الأخلاق في سياق إلحادي وما نحن إلا حيوانات متطورة فهذا يكون كافتراس
أسد لغزال ، أمر ضروري لاستمرار الطبيعة ، وإذا كان لا توجد آخرة فلماذا يخاف
القوي من سحق الضعيف وإفراغ شهوته وما يريد
اقرأ في سفر القضاة إباحة الخطف والسبي لسبط بنيامين ولا ذكر للاستبراء
إسلامها قبل السبي لم يجز سبيها ، وأن هذا فقط يفعل في أهل الكتاب _ وهذه شريعتهم
أصلاً _ وهم مخيرون بين الجزية والإسلام وكتبهم تأمرهم بأداء الجزية
وجهه وأن في السبي فوائد عظيمة أهمها صيانة المرأة من أن تكون كلأ مباحاً بعد
هزيمة قومها أو تترك هكذا بلا رجل يصونها ويعولها ولكن في الوقت نفسه لا تجعل
كالمسلمات وقد فضلت الكفر فإن أسلمت صار عتقها قربة من أعظم القرب بل يستحب أن
يعتقها ويتزوجها وهناك تفصيلات أخرى وأحكام جليلة في المسألة كتب فيها كثيرون
والمقصود التنبيه
الحديث وهو رواية واحد عن واحد عن واحد ويجحد آيات النبي صلى الله عليه وسلم
المتواترة وشمائله فسبحان الله
السبايا أنفسهن أو أنفسهم لم يكونوا يصورونها بل كثير منهم كانوا يسلمون ويحبون
الإسلام وأهله
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ،
حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ: كُنَّا فِي الْبَحْرِ وَعَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ قَيْسٍ الْفَزَارِيُّ وَمَعَنَا أَبُو [ص:486] أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ،
فَمَرَّ بِصَاحِبِ الْمَقَاسِمِ وَقَدْ أَقَامَ السَّبْيَ، فَإِذَا امْرَأَةٌ
تَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: فَرَّقُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ
وَلَدِهَا، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِ وَلَدِهَا حَتَّى وَضَعَهُ فِي يَدِهَا،
فَانْطَلَقَ صَاحِبُ الْمَقَاسِمِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ فَأَخْبَرَهُ،
فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي أَيُّوبَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟
قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ
فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْأَحِبَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
لها أو تعتق على قولين للفقهاء وهذا كله كان مفقوداً في الجاهلية
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ خَصَاهُ أَيُعْتَقُ عَلَيْهِ فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟
بِعَبْدِ امْرَأَتِهِ أَوْ بِخَادِمِهَا؟
نَقَصَ وَلَا يُعْتَقُ عَلَيْهِ إلَّا أَنْ تَكُونَ مُثْلَةً فَاسِدَةً
فَيَضْمَنَهُمْ وَيُعْتَقُونَ عَلَيْهِ.
أَيُّوبَ عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «كَانَ
لِزِنْبَاعٍ عَبْدٌ يُسَمَّى سَنْدَرًا أَوْ ابْنَ سَنْدَرٍ فَوَجَدَهُ يُقَبِّلُ
جَارِيَةً لَهُ فَأَخَذَهُ فَجَبَّهُ وَجَدَّعَ أُذُنَيْهِ وَأَنْفَهُ فَأَتَى
إلَى رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَأَرْسَلَ إلَى
زِنْبَاعٍ فَقَالَ: لَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا
تَأْكُلُونَ وَاكْسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَمَا كَرِهْتُمْ فَبِيعُوا وَمَا
رَضِيتُمْ فَأَمْسِكُوا وَلَا تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ مَثَّلَ بِعَبْدِهِ أَوْ
أَحْرَقَ بِالنَّارِ فَهُوَ حُرٌّ وَهُوَ مَوْلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ
فَأَعْتَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
أَوْصِي بِهِ فَقَالَ: أُوصِ بِكَ كُلَّ مُسْلِمٍ» .
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَتْهُ وَلِيدَةٌ قَدْ ضَرَبَهَا
سَيِّدُهَا بِالنَّارِ وَأَصَابَهَا بِهِ فَأَعْتَقَهَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ
مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ مِثْلُ
ذَلِكَ قَالَ: وَضَرَبَ عُمَرُ سَيِّدَهَا وَأَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ سَيِّدَهَا أَحْمَى لَهَا رَضْفًا
فَأَقْعَدَهَا عَلَيْهِ فَاحْتَرَقَ فَرْجُهَا، فَقَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ مَا
وَجَدْتَ عُقُوبَةً إلَّا أَنْ تُعَذِّبَهَا بِعَذَابِ اللَّهِ، قَالَ:
فَأَعْتَقَهَا وَجَلَدَهُ.
أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَيَحْيَى وَرَبِيعَةَ أَنَّ الْعَبْدَ
يُعْتَقُ فِي الْمُثْلَةِ الْمَشْهُورَةِ.
كَثِيرَةٌ وَقَالَ رَبِيعَةُ يَقْطَعُ حَاجِبَيْهِ وَيَنْزِعُ أَسْنَانَهُ هَذَا
وَمَا أَشْبَهَهُ.
مِثْلًا فِي الْإِسْلَامِ عَظِيمٌ يُعَاقَبُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَيُعْتَقُ
عَلَيْهِ الْعَبْدُ.
بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: إنَّ زِنْبَاعًا كَانَ يَوْمَئِذٍ كَافِرًا.
والبخاري وابن تيمية وغيرهم أنه يفعل به كما فعل بالعبد لحديث من قتل عبده قتلناه
ومن جدع عبده جدعناه
أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا أبو عوانة عن فراس عن ذكوان أبي صالح عن
زاذان أبي عمر قال أتيت ابن عمر وقد أعتق مملوكا قال فأخذ من الأرض عودا أو شيئا
فقال ما فيه من الأجر ما يسوى هذا إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه
فضيلة والتشريعات الإسلامية ملأى بذكر العتق ككفارات وكعمل صالح عظيم
أمام العرب بل من خصائص المسلمين أمام كل الأمم فلا يوجد أمها في تشريعها هذا
فَآمَنَهُ الْمُثَنَّى وَسَارَ مَعَهُ يَوْمَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْعَشِيُّ
هَجَمَ عَلَى الْقَوْمِ، فَإِذَا النَّعَمُ صَادِرَةٌ عَنِ الْمَاءِ، وَإِذَا
الْقَوْمُ جلوس بافنيه الْبُيُوتِ، فَبَثَّ غَارَتَهُ، فَقَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ،
وَسَبَوُا الذُّرِيَّةَ، وَاسْتَاقُوا الأَمْوَالَ، وَإِذَا هُمْ بَنُو ذِي
الرُّوَيْحِلَةِ، فَاشْتَرَى مَنْ كَانَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ رَبِيعَةَ
السَّبَايَا بِنَصِيبِهِ مِنَ الْفَيْءِ، وَأَعْتَقُوا سَبْيَهُمْ، وَكَانَتْ
رَبِيعَةُ لا تُسْبَى إِذِ الْعَرَبُ يَتَسَابُونَ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ
يسبون بالجاهلية !
الكذاب والقصة أصلاً فضيلة للمسلمين لأنهم لما علموا أن ربيعة لا يسبون بالجاهلية
أرجعوا عليهم السبي وأعتقوه !
كغيرهم كانوا يسبون وهناك روايات تاريخية كثيرة في الباب هي أقوى من هذه أو مثلها
من ربيعة )
بالغنائم والنهاب
كلثوم التغلبيّ على بني تميم ثم مرّ من غزوه ذلك على حيّ من بني قيس بن ثعلبة،
فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا؛ وكان فيمن أصاب/ أحمد بن جندل السّعديّ، ثم
انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم أناس من عجل، فسمع به [8] أهل حجر [9]؛ فكان
أوّل من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر. فلما رآهم عمرو بن
كلثوم ارتجز فقال:
سقى الماء ولا أرعى الشّجر
بجانب الدّوّ [12] يدهدون العكر
حدّثني محمد بن الحسن الأحول عن ابن الأعرابيّ قال:
تميم ثم مرّ من غزوه ذلك على حيّ من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى
وسبايا؛ وكان فيمن أصاب/ أحمد بن جندل السّعديّ، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة
وفيهم أناس من عجل، فسمع به [8] أهل حجر [9]؛ فكان أوّل من أتاه من بني حنيفة بنو
سحيم عليهم يزيد بن عمرو بن شمر. فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز فقال:
سقى الماء ولا أرعى الشّجر
بن الصمة أعتق سبايا وما فهموا فقد مر معنا صنيع الصحابة والسلف وقبلهم النبي صلى
الله عليه وسلم وهو الذي استعاذت منه امرأة فتركها وقد تزوجها زواجاً من أوليائها
انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، أَتَوْا الطَّائِفَ وَمَعَهُمْ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ،
وَعَسْكَرَ بَعْضُهُمْ بِأَوْطَاسٍ، وَتَوَجَّهَ بَعْضُهُمْ نَحْوَ نَخْلَةَ،
وَلَمْ يَكُنْ فِيمَنْ تَوَجَّهَ نَحْوَ نَخْلَةَ إلَّا بَنُو غِيَرَةَ مِنْ
ثَقِيفٍ، وَتَبِعَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ
سَلَكَ فِي نَخْلَةَ مِنْ النَّاسِ، وَلَمْ تَتْبَعْ مَنْ سَلَكَ الثَّنَايَا.
بْنِ أُهْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ سَمَّالِ بْنِ
عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الدُّغُنَّةِ وَهِيَ
أُمُّهُ، فَغَلَبَتْ عَلَى اسْمِهِ، وَيُقَالُ: ابْنُ لَذْعَةَ فِيمَا قَالَ ابْنُ
هِشَامٍ- دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ جَمَلِهِ وَهُوَ يَظُنُّ
أَنَّهُ امْرَأَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُ فِي شِجَارٍ لَهُ، فَإِذَا بِرَجُلِ،
فَأَنَاخَ بِهِ، فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِذَا هُوَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ
وَلَا يَعْرِفُهُ الْغُلَامُ، فَقَالَ لَهُ دُرَيْدٌ: مَاذَا تُرِيدُ بِي؟ قَالَ:
قَالَ: أَنَا رَبِيعَةُ بْنُ رُفَيْعٍ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِسَيْفِهِ،
فَلَمْ يُغْنِ شَيْئًا، فَقَالَ: بِئْسَ مَا سَلَّحَتْكَ أُمُّكَ! خُذْ سَيْفِي
هَذَا مِنْ مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ، وَكَانَ الرَّحْلُ فِي الشِّجَارِ، ثُمَّ اضْرِبْ
بِهِ، وَارْفَعْ عَنْ الْعِظَامِ، وَاخْفِضْ عَنْ الدِّمَاغِ، فَإِنِّي كُنْتُ
كَذَلِكَ أَضْرِبُ الرِّجَالَ، ثُمَّ إذَا أَتَيْتَ أُمَّكَ فَأَخْبِرْهَا أَنَّكَ
قَتَلْتُ دُرَيْدَ ابْن الصِّمَّةِ، فَرُبَّ وَاَللَّهِ يَوْمٍ قَدْ مَنَعْتُ
فِيهِ نِسَاءَكَ. فَزَعَمَ بَنُو سُلَيْمٍ أَنَّ رَبِيعَةَ لَمَّا ضَرَبَهُ
فَوَقَعَ تَكَشَّفَ،، فَإِذَا عِجَانُهُ [1] وَبُطُونُ فَخِذَيْهِ مِثْلُ
الْقِرْطَاسِ، مِنْ رُكُوبِ الْخَيْلِ أَعْرَاءً [2] ، فَلَمَّا رَجَعَ رَبِيعَةُ
إلَى أُمِّهِ أَخْبَرَهَا بِقَتْلِهِ إيَّاهُ، فَقَالَتْ: أَمَا وَاَللَّهِ لَقَدْ
أَعْتَقَ أُمَّهَاتٍ لَكَ ثَلَاثًا.
سباهن وتركهن والواقع أن معناه أنه أنقذهن من السبي لأن بنو سليم وهوازن شيء واحد
في الجاهلية
قاتله
عَنْهُمْ … وَقَدْ بَلَغَتْ نَفُوسُهُمْ التَّرَاقِي
مِنْهُمْ … وَأُخْرَى قَدْ فَكَكْتَ مِنْ الْوَثَاقِ
على أنهم كانوا حلفاً واحداً ومن نظر في نسب الفريقين فهم أن هذا أمر طبيعي وإلا
دريد بن الصمة مشهور بالسبي
عبيدة: أمّا قوله «أو نديمي خالد»، فإنه يعني خالد بن الصّمّة؛ فإن بني الحارث بن
كعب غزت بني جشم بن معاوية، فخرجوا إليهم فقاتلوهم فقتلت بنو الحارث خالد بن
الصّمّة، وإيّاه عنى. وقال غير أبي عبيدة:
هو عمّه خالد بن الحارث أخو الصّمّة/ بن الحارث قتلته أحمس (بطن من شنوءة)، وكان
دريد بن الصّمّة أغار عليهم في قومه فظفر بهم واستاق إبلهم وأموالهم وسبى نساءهم
وملأ يديه وأيدي أصحابه، ولم يصب أحد ممّن كان معه إلّا خالد بن الحارث عمّه، رماه
رجل منهم بسهم فقتله؛ فقال دريد بن الصّمّة يرثيه:
وخالد الرّيح إذ هبّت بصرّاد [5]
وخالد الحرب إذ عضّت بأزراد [6]
وخالد الحيّ لمّا ضنّ بالزاد
أخاه خالدا:
وشدّي على رزء ضلوعك وابأسي
كمثل أبي جعد فعودي أو اجلسي
مخلود [7] لدى كلّ مجلس
ضيف وخيرا لمجلس”
الحاقد على أنه لو كان المقصود بالعتق العتق فكم أعتق المسلمون وكم عفوا شيء لا
يدخل في الحصر إن حصرناه
والأطفال والرهبان
– أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ
عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ
رَبِيعَةَ إِلَى بَلَنْجَرَ فَحَاصَرْنَا أَهْلَهَا فبينما نحن كذل إِذْ رُمِيَ
سَلْمَانُ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ رَأْسَهُ فَقَالَ إِنْ مِتُّ فَادْفِنُونِي فِي
أَصْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ حَيْثُ قَالَ فحَاصَرْنَا
أَهْلَهَا ففَتَحْنَا الْمَدِينَةَ وَأَصَبْنَا سَبْيًا وَأَمْوَالًا كثيرة وأصاب
رجل مِنَّا أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَكْثَرَ فَلَمَّا أَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ انتهيا
إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ السَّدُّ فَلَمْ نُطِقْ أَنْ نَأْخُذَ فِيهِ حَتَّى
اسْتَبْطَنَّا الْبَحْرَ فَخَرَجْنَا عَلَى مُوقَانَ وَجِيلَانَ وَالدَّيْلَمِ
فَجَعَلْنَا لَا نَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا سالوننا الصُّلْحَ وَأَعْطَوْنَا
الرَّهْنَ حَتَّى أَيِسَ النَّاسُ مِنَّا ههنا يَعْنِي بِالْكُوفَةِ وَبَكَوْا
عَلَيْنَا وَقَالَ فِينَا الشُّعَرَاءُ قَالَ فَاشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه يَهُودِيَّةً بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا مَرَّ
بِرَأْسِ الْجَالُوتِ نَزَلَ بِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ
هَلْ لَكَ فِي عَجُوزٍ مِنْ قَوْمِكَ تَشْتَرِيَهَا مِنِّي فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ
أَخَذْتُهَا وسبعمائه دِرْهَمٍ فَقَالَ وَلَكَ رِبْحُ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ
قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا قُلْتُ وَاللَّهِ
لَتَأْخُذَنَّهَا بِمَا قَامَتْ أَوْ لَتَكْفُرَنَّ بِدِينِكَ الَّذِي أَنْتَ
عَلَيْهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِشَيْءٍ أَبَدًا قَالَ
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه ادْنُ فَدَنَا مِنْهُ
فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا فِي التَّوْرَاةِ إِنَّكَ لَا تَجِدُ مَمْلُوكًا مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ إِلَّا اشْتَرَيْتَهُ بِمَا قَامَ فَأَعْتَقَهُ قَالَ {وَإِنْ
يَأْتُوكُمْ أسرى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَّرَمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} الْآيَةَ فَقَالَ
وَاللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّهَا مِنْكَ بِمَا قَامَتْ قَالَ فَإِنِّي حَلَفْتُ أَنْ
لَا أَنْقُصَهَا مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ فَجَاءَهُ بِأَرْبَعَةِ
آلَافِ دِرْهَمٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ وَأَخَذَ أَلْفَيْنَ قَالَ
عَبْدُ خَيْرٍ فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أُسَلِّمُ
عَلَيْهِ وَقَدْ أَصَابَ رقيقاً كثيراً
الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فَأَعْتَقَهُمْ.
يخبرك من شهد الوقيعة أنني *** أغشى الوغى وأعف عند المغنم )
والواقع أنه كان يقاتل مع قومه قتالات عصبية وظلم ويسبون ويغنمون وهو يفخر أنه سبب
في كونهم يغنمون ومع ذلك يتنزه عن أن يكون من أوائل من تمد يديه للغنيمة
معلوم للفقراء والمساكين في المغنم
وأما قصة وفيي همدان الذين أعادوا اثني عشر امرأة سبوها من أهل دينهم وجوارهم في حرب الله أعلم بها عدل أم ظلم
فالإسلام جاء بأعظم من هذا فحرم سبي المسلمة كانت قريبة أو بعيدة وحرم وطء الحامل وإن كان مثلها يحل بالسبي وحتى وإن مثلها لا يطمع بالمفاداة فيه فهؤلاء القوم ما صنعوا إلا أن فادوا وقد تقدم معنا صنيع النبي والصحابة في العفو عن سبي هوازن والعفو عن أقوام أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وعامة فقهائنا على أن الوثنية لا تمس
وقصة هؤلاء بلا إسناد بخلاف ما اشتهر وتواتر وملأ كتب الفقهاء من صنيع المسلمين
والقصة حجة عليهم لأنهم خطفوهن وتركونهن عندهم وذلك أنهم لو لم يأخذونهن لصرن نهبة ولو أن المسلمين أخذوا نساء المشركين وجعلوهن عندهم لغير غرض المفاداة كما فعل وفيي همدان للزم أن ينفقوا عليهن وأن يتركن بلا أزواج او سادة مما سيعرضهن للفساد مع تكليفهن للناس الشيء العظيم مما لا يطاق مثله
وفعل هؤلاء لم يكن إلا تبرعاً من عند أنفسهم نادراً فأين هذا من تشريعات عامة توجب الحقوق وتحمي المسلم من أن يمس مسلمة بالسبي وتمنع من الأمور التي ذكرناها كلها
وصحبه وسلم