قال البخاري في صحيحه باب إثم من منع ابن السبيل من الماء
2230 حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال سمعت أبا صالح يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا.
أقول : هذا الحديث أصل في إسقاط مركزية الانسان وجعل المركزية للدين لأمر الله ونهيه وهذا ظاهر من قوله : ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا .
هنا نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من جعل المركزية لدنيانا مع إهمال أمر الآخرة
فيرضى المرء عن الإمام الذي يعطيه الدنيا وإن كان داعما للفجور بألوانه بل ولو ظلم غيره خصوصا خارج قطره كما هو حال الكثير من أهل هذا الزمان من المنتسبين للإسلام
وإنك لتجد الطرفين يتنازعون نزاعا شديدا وكلاهما على نهج ( إن أعطي منها رضي وإن منع منها سخط) وأمر الآخرة لا معول عليه عند الطرفين
وجاء الحداثيون ففلسفوا الأمر وصاروا يهونون من شأن السماح بالمنكرات ودعمها بحجة أن هذه حريات شخصية ( مع أنها سلوكيات معلنة تنتهج الدعوة بالفعل )ومتروكة للضمير العام
فتجد المرء اليوم يستهين بحق الله ويسمح للمبطلين بالتهاون على الله ورسوله مع منكرات أخرى عظيمة والأمر هين في نفوس كثيرين حتى اذا أصابهم شيء من التضييق في دنياهم من نفس هذا الحاكم هاجوا وماجوا وتذمروا وربما كرسوا النصوص في دعاويهم
وليس في هذا دعوة لاقرار الظلم في حقوق الناس ولكن دعوة لئن نسخط ونمقت التعدي في حقوق الله عز وجل المحضة والتي لا مصلحة مادية لنا بها كما نمقت التعدي في حقوقنا بل وأكثر بل يكون السبب الرئيسي في مقتنا للتعدي في حقوقنا أنه معصية لله لهذا ينبغي أن نمقت الأمر سواء علينا أو على غيرنا داخل قطرنا أو خارجه على من يسمون بالمواطنين أو من يسمون بالوافدين
هذا والا كنا داخلين في الوعيد المذكور في الحديث