الليث ومالك

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الخطيب البغدادي في تاريخه أخبرني الأزهري، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عياض، قَالَ: سمعت حرملة بْن يحيى يقول:
سمعت ابْن وهب يقول: كان الليث بْن سعد يصل مالك بْن أنس بمائة دينار في كل سنة، فكتب مالك إليه إن عليّ دينا، فبعث إليه بخمسمائة دينار.
وَقَالَ المصري: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عياض أبو علانة قال: سمعت حرملة ابن يحيى يقول: سمعت ابْن وهب يقول: كتب مالك إلى الليث إني أريد أن أدخل ابنتي على زوجها، فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر. قَالَ ابْن وهب: فبعث إليه اللّيث بثلاثين جملا عصفرا، فصبغ منه لابنته، وباع منه بخمسمائة دينار، وبقي عنده فضلة.

إسناده قوي وهذا مع ما كان بين الرجلين من مناظرات مشهورة في الفقه ومنافسة تصل أحياناً إلى الحدة في الخطاب والتي لا تخرج عن حدود الأدب والتقدير المتبادل بين الرجلين

قال أبو نعيم في الحلية حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَاهِينَ، ثنا ابْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: قَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: «كَانَ اللَّيْثُ يَسْتَغِلُّ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ , وَمَا وَجَبَ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ , وَأَعْطَى ابْنَ لَهِيعَةَ أَلْفَ دِينَارٍ , وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَلْفَ دِينَارٍ , وَأَعْطَى مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ أَلْفَ دِينَارٍ , وَجَارِيَةً تُسَاوِي ثَلَاثَمِائَةِ دِينَارٍ»

وقال الخطيب البغدادي في تاريخه أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطيّ، حدثنا أبو الفوارس إبراهيم بن أحمد بن محمّد الفارسيّ، حدثنا أبو الحسين يحيى بن محمد بن قلب، حدّثنا مسبح ابن حاتم، حَدَّثَنَا عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ أن عبد الله بن المبارك كان يتجر في البز، كان يقول: لولا خمسة ما اتجرت، فقيل له: يا أبا محمد من الخمسة؟ فقال: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن السماك، وابن علية، قال: وكان يخرج فيتجر إلى خراسان، فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج، والباقي يصل به إخوانه الخمسة