الكلام على زيادة ( وليتفل عن يساره ثلاثاً ) في حديث : لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يُقَالُ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال النسائي في السنن الكبرى 
10497 : أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الله بن هارون بن أبي عيسى قال حدثني أبي
قال حدثني بن إسحاق وأخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عمي قال
حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني عتبة بن مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

 يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم
حتى يقول قائلهم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله فإذا قالوا ذلك فقولوا الله أحد الله
الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله
من الشيطان وقال عمرو ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليتعوذ من الشيطان

هذا إسنادٌ ظاهره الحسن ولكن زيادة التفل ثلاثاً عن اليسار انفرد بها ابن
إسحاق وقد روى هذا الحديث الأكثر من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه  ولم يذكروا هذه الزيادة

قال أحمد في مسنده 9027 : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى
يُقَالُ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ؟ ” قَالَ:
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ” فَوَاللهِ، إِنِّي لَجَالِسٌ يَوْمًا إِذْ قَالَ
لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ ؟

 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَعَلْتُ
أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ صِحْتُ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، اللهُ
الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ

وعمر صدوق يخطيء

وقال مسلم 266- […] وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الرُّومِيِّ ، حَدَّثَنَا
النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَزَالُونَ يَسْأَلُونَكَ يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ حَتَّى يَقُولُوا : هَذَا اللَّهُ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ قَالَ
: فَبَيْنَا أَنَا فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَنِي نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ ، فَقَالُوا
: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، هَذَا اللَّهُ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ قَالَ : فَأَخَذَ
حَصًى بِكَفِّهِ فَرَمَاهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : قُومُوا قُومُوا صَدَقَ خَلِيلِي.

وقد روى هذا الحديث عن أبي هريرة كل من

1- عروة بن الزبير

2- محمد بن سيرين

3- يزيد بن الأصم

وكلهم أخبارهم في صحيح مسلم ولم يذكروا تلك الزيادة ولا تقبل زيادة ابن
إسحاق من دون كل هؤلاء فإن غاية أمره أن يكون صدوقا ، والصدوق لا تقبل زيادته من دون
الثقات

قال الذهبي في السير (7/ 41) في شأن ابن إسحاق :” وأما في أحاديث
الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن الا فيما شذ فيه، فإنه يعد
منكرا”

وقال في الميزان :” فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح
الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم