الكلام على زيادة ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) في خبر لا عدوى ولا طيرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الطبري في تهذيب الآثار 1283 : وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ
بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن جابر بن عبد الله ، أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال :

 لا عدوى ، ولا طيرة وكل إنسان
ألزمناه طائره في عنقه .

معاذ بن هشام صدوق له أوهام وقتادة لم يسمع جابراً والحديث ثابت عن جابر
من طرق بدون هذه زيادة (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)

قال مسلم في صحيحه   5850-
[107-2222] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو
خَيْثَمَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ عَدْوَى ، وَلاَ طِيَرَةَ ، وَلاَ غُولَ.

5851- [108-…] وحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ حَيَّانَ
، حَدَّثَنَا بَهْزٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ وَهُوَ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ عَدْوَى ، وَلاَ غُولَ ، وَلاَ صَفَرَ.

[109-…] وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ ، وَلاَ غُولَ.

وَسَمِعْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ ، أَنَّ جَابِرًا فَسَّرَ لَهُمْ
قَوْلَهُ : وَلاَ صَفَرَ ، فَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : الصَّفَرُ : الْبَطْنُ ، فَقِيلَ
لِجَابِرٍ : كَيْفَ ؟ قَالَ : كَانَ يُقَالُ دَوَابُّ الْبَطْنِ ، قَالَ وَلَمْ يُفَسِّرِ
الْغُولَ ، قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ : هَذِهِ الْغُولُ : الَّتِي تَغَوَّلُ.

قال أحمد في مسنده 14878 : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ،
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: طَائِرُ كُلِّ إِنْسَانٍ فِي عُنُقِهِ .

 قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: يَعْنِي
الطِّيَرَةَ .

ابن لهيعة ضعيف مدلس وليس في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا الآية
، بل فيه أنه قال ( طائر إنسان في عنقه ) ، وتفسيره بالطيرة عن ابن لهيعة وليس مرفوعاً

وقد قال ابن كثير في تفسيره (5/50) :” وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة،
حدثنا ابن لَهِيعة، عن أبى الزبير، عن جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“لَطَائر كل إنسان في عنقه” .

 قال ابن لهيعة: يعني الطيرة  .

وهذا القول من ابن لهيعة في تفسير هذا الحديث، غريب جدًا، والله أعلم”

وقد صح عن قتادة أنه فسر الآية بغير الطيرة

قال الطبري في تفسيره حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة،
قوله( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) : إي والله بسعادته
وشقائه بعمله.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: طائره:
عمله.

فدل على نكارة رواية معاذ بن هشام ، وتفسير قتادة هذا هو تفسير عامة السلف 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم