الكلام على زيادة ( قيام الليل شرف المؤمن )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الحاكم في المستدرك [ 8002] :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُذَكِّرُ الرَّازِيُّ ، ثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، ثَنَا عِيسَى بْنُ صُبَيْحٍ
، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي
حَازِمٍ ، قَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
، قَالَ:

جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ:   يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ
، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ
مَجْزِيٌّ بِهِ

 ثُمَّ قَالَ: ” يَا مُحَمَّدُ
شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ

أقول : زافر بن سليمان ضعيف

وقال العقيلي في الضعفاء [464] :

داود بن عثمان الثغري كان يحدث بمصر عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل منها
ما حدثناه يحيى بن عثمان بن صالح قال حدثنا داود بن عثمان الثغري قال حدثنا عبد الرحمن
بن عمرو الأوزاعي عن أبى معاذ عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: شرف المؤمن صلاة بالليل وعزه في النهار استغناؤه عما في أيدي الناس

هذا يروى عن الحسن وغيره من قولهم وليس له أصل مسند.

وقال ابن الجوزي في الموضوعات : فأما طريق أبى هريرة فالمتهم به داود
.اهـ

أقول : وعليه فلا يصلح هذا الخبر لعضد خبر زافر للجرح الشديد في داود
ولحكم العقيلي على الحديث بالبطلان وقوله ( ليس له أصل مسند ) يعني ليس له إسناد قائم

قال ابن عساكر في معجمه [619] :

أخبرنا عبد الجامع بن لامع بن أحمد بن محمد أبو المظفر بن أبي بكر الفارسي
الواعظ بقراءتي عليه بهراة: أخبرنا أبو سهل نجيب بن ميمون بن سهل: أخبرنا منصور بن
عبد الله بن خالد الخالدي الهروي: أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري: حدثنا
محمد بن عمير بن هشام الرازي: حدثنا حصين بن وهب يعني ابن وزير الكناني الأرسوفي: حدثنا
زفر بن الغطريف: حدثنا عبدالرزاق: حدثني إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني: حدثني أبي،
عن عكرمة، عن ابن عباس :

قالَ جبريلُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا محمدُ، عِشْ ما شئتَ فإنَّك
ميتٌ، وأَحببْ مَن شئتَ فإنَّك مُفارقُهُ، واعملْ ما شئتَ فإنَّك مُلاقيهِ، واعلمْ
يا محمدُ أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ، وعزُّه استغناؤُهُ عن الناسِ.

أقول : إبراهيم بن الحكم ضعيف جداً .

و قال المزي في تهذيب الكمال :

قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ يقول
:

في سبيل الله دراهم أنفقناها في الذهاب إلى عدن ، إلى إبراهيم بن الحكم
بن أبان .

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عنه

فقال : ليس بشيء ، ليس بثقة .

و سألت أبى عنه فقال : وقت ما رأيناه لم يكن به بأس ، ثم قال أبى :
أظنه كان حديثه يزيد بعدنا ، و لم يحمده .

و قال عباس الدوري و أحمد بن سعيد بن أبى مريم ، عن يحيى : ضعيف ، زاد
ابن أبى مريم : ليس بشيء .

و قال إسحاق بن منصور عن يحيى : لا شيء .

و قال البخاري : سكتوا عنه .

و قال النسائي : ليس بثقة ، و لا يكتب حديثه .

و قال أبو زرعة : ليس بالقوى ، و هو عندي ضعيف .

و قال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث ساقط .

و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ساقط .

و قال عبدان الأهوازي : سمعت عباس بن عبد العظيم يقول ـ و ذكرنا له
أو ذكر له إبراهيم بن الحكم بن أبان ـ فقال : كانت هذه الأحاديث في كتبه مرسلة ليس
فيها ابن عباس و لا أبو هريرة ـ يعنى أحاديث أبيه عن عكرمة ـ .

و قال محمد بن أسد الخشني : أملى علينا إبراهيم بن الحكم بن أبان من
كتابه الذي لم نشك أنه سمعه من أبيه عشية الخميس السابع من رجب سنة ثلاث و تسعين و
مئة ،

و هو ضعيف عند أصحابنا ـ فذكر عنه حديثا .

و قال أبو أحمد بن عدى : و بلاؤه ما ذكروه أنه كان يوصل المراسيل عن
أبيه ،

و عامة ما يرويه لا يتابع عليه .

روى له ابن ماجة في التفسير . اهـ .

وزاد في التهذيب :

قال الدارقطني : ضعيف .

قال الآجري : سألت أبا داود عنه فقال : لا أحدث عنه .

و ذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم ، و قال أيضا : لا يختلفون
فى ضعفه .

قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .

و قال العقيلى : ليس بشيء و لا بثقة . اهـ .

أقول : وعامة هذه جروح شديدة , وزفر بن الغطريف لم أجد له ترجمة , وعبد
الرزاق عمي بآخره فأدخلت عليه أحاديث .

وقال الطيالسي [ 1755 ] :

عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم : قال جبريل صلى الله عليه و سلم يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحب
من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك لاقيه.

أقول : لم يذكر هنا زيادة ( قيام الليل شرف المؤمن ) فلا يصلح لعضد
الروايات السابقة والحسن تالف

وقال أبو نعيم في الحلية في ترجمة جعفر الصادق :

القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدثنا محمد بن الحسين بن
حفص، وعلى بن الوليد بن جابر، قالا: حدثنا علي بن حفص بن عمر، حدثنا الحسن بن الحسين،
عن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن
علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال لي جبريل عليه السلام: يا محمد أحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل
ما شئت فإنك ملاقيه، وعش ما شئت فإنك ميت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد أوجز لي جبريل في الخطبة ” . هذا حديث غريب من حديث جعفر عن أسلافه متصلاً
لم نكتبه إلا من هذا الوجه .

أقول : فيه مجاهيل وليس فيه زيادة ( قيام الليل شرف المؤمن ) فلا يصلح
لعضد الأخبار السابقة

وعليه فإن زيادة ( شرف المؤمن قيامه بالليل ) لا تصح ، وضعفها الشوكاني
في الفوائد المجموعة وأقره المعلمي

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم