الكلام على زيادة ( فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الترمذي في جامعه 3340 : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ،
وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، المَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:

 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى العَصْرَ هَمَسَ – وَالهَمْسُ فِي قَوْلِ
بَعْضِهِمْ تَحَرُّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ – فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِذَا صَلَّيْتَ العَصْرَ هَمَسْتَ؟

قَالَ:   إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ كَانَ أُعْجِبَ
بِأُمَّتِهِ فَقَالَ: مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟

 فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ
أَنْ خَيِّرْهُمْ بَيْنَ أَنْ أَنْتَقِمَ مِنْهُمْ وَبَيْنَ أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ
عَدُوَّهُمْ، فَاخْتَارُوا النِّقْمَةَ، فَسَلَّطَ عَلَيْهِمُ المَوْتَ، فَمَاتَ مِنْهُمْ
فِي يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا .

معمر عن ثابت ضعيف كما قال ابن معين ، وقد روى سليمان بن المغيرة وحماد
بن سلمة هذا الحديث عن ثابت وخالفوا معمراً في متنه

قال أحمد في مسنده 18937 :  حَدَّثَنَا عَفَّانُ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ:

 كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى هَمَسَ شَيْئًا، لَا نَفْهَمُهُ، وَلَا يُحَدِّثُنَا
بِهِ.

 قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  فَطِنْتُمْ
لِي؟  قَالَ قَائِلٌ: نَعَمْ.

 قَالَ: ” فَإِنِّي قَدْ
ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أُعْطِيَ جُنُودًا مِنْ قَوْمِهِ؟

 فَقَالَ: مَنْ يُكَافِئُ هَؤُلَاءِ،
أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ ” أَوْ كَلِمَةً شَبِيهَةً بِهَذِهِ، شَكَّ سُلَيْمَانُ

 قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:
اخْتَرْ لِقَوْمِكَ بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا
مِنْ غَيْرِهِمْ، أَوِ الْجُوعَ، أَوِ الْمَوْتَ  قَالَ: فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا:
أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ، نَكِلُ ذَلِكَ إِلَيْكَ، فَخِرْ لَنَا . قَالَ:  فَقَامَ إِلَى صَلَاتِهِ  قَالَ:  وَكَانُوا
يَفْزَعُونَ إِذَا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ  قَالَ: ” فَصَلَّى، قَالَ: أَمَّا عَدُوٌّ مِنْ
غَيْرِهِمْ فَلَا، أَوِ الْجُوعُ فَلَا، وَلَكِنِ الْمَوْتُ

 قَالَ:   فَسُلِّطَ
عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، فَهَمْسِي
الَّذِي تَرَوْنَ أَنِّي أَقُولُ: اللَّهُمَّ يَا رَبِّ، بِكَ أُقَاتِلُ، وَبِكَ أُصَاوِلُ،
وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .

18938 : حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
بِهَذَا الْحَدِيثِ سَوَاءً بِهَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ، وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ
يَقُلْ فِيهِ: كَانُوا إِذَا فَزِعُوا فَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ

أقول : المخالفة وقعت في موطنين

الأول : قول معمر ( فمات منهم في يوم سبعون ألفاً ) خالفه سليمان وحماد
فنصا على أن هذا الموت حصل في ثلاثة أيام وليس يوماً واحداً حيث قال (فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ
الْمَوْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ) ، ورواية معمر منكرة ورواية الجماعة هي الصحيحة

الثاني : ذكر معمر التخيير بين أمرين ، والبقية ذكروا التخيير بين ثلاثة
أمور وهو أصح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم