قال الإمام مسلم (970) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثتا حفص بن غياث عن
ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر ؛ قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر. وأن يقعد عليه. وأن يبنى
عليه
قلت : هذا الحديث لا شك في صحته غير أنه زاد فيه بعض الرواة ( وأن يكتب
عليه)
فقد جاءت هذه الزيادة من حديث سليمان بن موسى عن جابر
قال النسائي في المجتبى ( 2026) أخبرنا هارون بن اسحق قال حدثنا حفص عن
ابن جريج عن سليمان بن موسى وأبي الزبير عن جابر قال:
-نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يزاد عليه أو
يجصص زاد سليمان بن موسى أو يكتب عليه
قلت : وهذه الزيادة منكرة في سندها ثلاث علل
الأولى : تدليس ابن جريج
قال الأثرم عن أحمد إذا قال ابن جريج قال فلان وقال فلان وأخبرت جاء مناكير
وإذا قال أخبرني وسمعت فحسبك به
وقال جعفر بن عبد الواحد عن يحيى بن سعيد كان بن جريج صدوقا فإذا قال حدثني
فهو سماع وإذا قال أخبرني فهو قراءة وإذا قال قال فهو شبه الريح
وقال الدارقطني تجنب تدليس بن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فما
سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبي يحيى وموسى بن عبيدة _ انظر هذه الأقوال في ترجمة
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج في التهذيب _
الثانية : الإنقطاع بين سليمان بن موسى وجابر
وقال ابن معين سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر مرسل وعن جابر مرسل
الثالثة : الضعف في سليمان بن موسى وقد يحتمل تفرده ولكنه هنا انفرد بزيادة
من دون أبي الزبير ولا يحتمل من مثله
قال أبو حاتم محله الصدق وفي حديثه بعض الاضطراب ولا أعلم أحدا من أصحاب
مكحول أفقه منه ولا أثبت منه
وقال البخاري عنده مناكير
وقال النسائي أحد الفقهاء وليس بالقوي في الحديث وقال في موضع آخر في حديثه
شيء
وذكر العقيلي عن ابن المديني كان من كبار أصحاب مكحول وكان خولط قبل موته
بيسير
ووثقه غيرهم
وعليه فإن هذه الزيادة منكرة
وقد وردت هذه الزيادة من حديث حفص بن غياث عن ابن جريج
قال الحاكم 115 : حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا محمد بن عبد
الله بن سليمان الحضرمي، ثنا سلم بن جنادة بن سلم القرشي، ثنا حفص بن غياث النخعي،
ثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يبنى على القبر، أو يجصص، أو
يقعد عليه، ونهى أن يكتب عليه
قلت : وهذه الزيادة شاذة من حديث حفص بن غياث فقد روى هذا الحديث عنه
1- أبو بكر بن أبي شيبة وحديثه عند مسلم (970)
2- هارون بن إسحاق وحديثه عند النسائي في المجتبى ( 2026)
ولم يذكراها
وعليه فهي شاذة من حديث حفص وقد وردت حديث أبي معاوية عن ابن جريج
قال الحاكم 116 : حدثناه أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، ثنا محمد بن عبد
الرحمن الشامي، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن
جابر قال:
نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن تجصيص القبور، والكتابة فيها،
والبناء عليها، والجلوس عليها
قلت : وأبو معاوية محمد بن خازم في حديثه عن غير الأعمش كلام فلا يحتمل
تفرده بزيادة من دون الجماعة
وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش
مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا
وقد روى هذا الحديث عن ابن جريج جماعة ولم يذكروا الزيادة
1- حفص بن غياث وقد تقدم ذكر حديثه وأن الراجح عنه عدم ذكرها
2- حجاج بن محمد وحديثه عند مسلم (970)
3- عبد الرزاق بن همام وحديثه عند مسلم (970)
وتابع أيوب ابن جريج عند مسلم أيضاً فلم يذكرها
فلا يحتمل تفرد أبي معاوية من دون هؤلاء ولا يصلح تقوية الزيادات الشاذة
بعضها ببعض لأنه من باب تقوية الواهيات ببعضها البعض ، وعليه فلا تصح هذه الزيادة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم