الكلام على زيادة ( إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 12648 – حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ
أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرًا، وَكَانَ
يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدِيَّةَ مِنَ
الْبَادِيَةِ، فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
” إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ ” . وَكَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّهُ، وَكَانَ رَجُلًا دَمِيمًا
، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ
مَتَاعَهُ ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَلَا يُبْصِرُهُ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي  مَنْ هَذَا، فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ لَا يَأْلُو مَا أَلْصَقَ ظَهْرَهُ
بِصَدْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ عَرَفَهُ، وَجَعَلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” مَنْ يَشْتَرِي
الْعَبْدَ ؟ ” فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذًا وَاللهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا
، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَكِنْ عِنْدَ
اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ: ” لَكِنْ عِنْدَ اللهِ أَنْتَ غَالٍ “

معمر ضعيف الرواية عن ثابت بل لعله منكر
الرواية عنه

قال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/136)
:” قال علي _ يعني ابن المديني _ : (( وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب
ومنكرة ، وذكر علي أنها أحاديث أبان بن أبي عياش )) .

وقال العقيلي : (( أنكرهم رواية عن ثابت
معمر )) .

وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى ابن معين قال :((حديث
معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام )) “

أقول : وأبان بن أبي عياش متروك فإن كان
الأمر كما قال ابن المديني ، فخبره عن ثابت ضعيفٌ جداً

وهل حقاً احتج البخاري ومسلم بروايته عن
ثابت

الجواب : لا

فأما البخاري فلم يخرج له إلا حديثاً
واحداً معلقاً _ وهو متابعة _

قال البخاري 3594 – حدثنا علي بن مسلم: حدثنا
حبان بن هلال: حدثنا همام: أخبرنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه:

أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه
وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما.

وقال معمر، عن ثابت، عن أنس: إن أسيد بن
خضير، ورجلا من الأنصار. وقال حماد: أخبرنا ثابت، عن أنس: كان أسيد بن حضير وعباد
ابن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم

قلت : وعليه لا يصح القول بأن رواية معمر
عن أيوب على شرط البخاري

وأما الإمام مسلم فروى من طريق معمر عن
ثابت حديثين كلاهما متابعة

قال مسلم (148) حدثني زهير بن حرب. حدثنا
عفان. حدثنا حماد. أخبرنا ثابت عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“لا تقوم الساعة حتى لا يقال في
الأرض: الله، الله”.

حدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا
معمر عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله،
الله”.

وقال أيضاً (2041) حدثنا محمد بن العلاء،
أبو كريب. حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:

دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل. فانطلقت
معه. فجيء بمرقة فيها دباء. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء
ويعجبه. قال: فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه ولا أطعمه. قال فقال أنس: فما زلت،
بعد، يعجبني الدباء.

وحدثني حجاج بن الشاعر وعبد بن حميد. جميعا
عن عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن ثابت البناني وعاصم الأحول، عن أنس بن مالك؛ أن رجلا
خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد: قال ثابت: فسمعت أنسا يقول: فما
صنع لي طعام، بعد، أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع.

قلت : وعليه لا يصح القول بأن رواية معمر
عن ثابت على شرط مسلم

وقال الطبراني في الكبير  5310 – حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا شاذ بن
الفياض ثنا رافع بن سلمة قال سمعت أبي يحدث عن سالم عن رجل من أشجع يقال له زاهر
ابن حرام الأشجعي قال وكان رجلا بدويا لا يأتي النبي صلى الله عليه و سلم إذا أتاه
إلا بطرفة أو هدية يهديها فرآه رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسوق يبيع سلعة
ولم يكن أتاه فاحتضنه من ورائه بكفيه فالتفت وأبصر رسول الله فقبل كفيه فقال : من
يشتري العبد ؟ قال : إذن تجدني يارسول الله كاسدا قال : ولكنك عند الله ربيح

سلمة بن زياد مجهول وليس فيه قوله (إِنَّ
زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ)

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم