قال الإمام أحمد 22362 :
ثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز
يعنى بن أبي سلمة الماجشون عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني لا أعلمه الا
حدثه عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال :” تخرج الدابة فتسم
الناس على خراطيمهم ثم يغمرون فيكم حتى يشترى الرجل البعير فيقول ممن اشتريته فيقول
اشتريته من أحد المخطمين وقال يونس يعنى بن محمد ثم يغمرون فيكم ولم يشك قال فرفع
“
أقول : هذا السند رجاله ثقات ، غير أن فيه شبهة انقطاع قوية
فعمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني ، مدني من طبقة شيوخ مالك ،
أي أنه لو كان تابعياً فهو من صغار التابعين
وهو مدني وأبو أمامة شامي ، وقد طعن الأئمة في سماع بعض من هم في طبقته
من أبي أمامة لما تباعدت الأقطار
فهذا سالم بن أبي الجعد الكوفي قد تحقق سماعه من أنس وجابر فهو تابعي
وَقَال التِّرْمِذِيّ في سؤالاته للبخاري : سألت محمدا ، قلت له : سالم
بن أَبي الجعد سمع من أبي أمامة ؟ فقال : ما أرى ، ولم يسمع من ثوبان” (العلل
الكبير ، الورقة 75)
ولا فرق هنا بين تابعي في المدينة ، وتابعي في الكوفة ، فكلهم لم يبلغ
الشام
وهذا عبد الرحمن بن سابط المكي ، هو من طبقة عمر بن عبد الرحمن تقريباً
وقد طعن يحيى بن معين بسماعه من أبي أمامة
قال المزي في تهذيب الكمال (17/125) :” وَقَال عَباس الدُّورِيُّ:
قيل ليحيى : سمع عبد الرحمن بن سابط من سعد ؟ قال : من سعد بن إبراهيم ؟. قالوا : لا
، من سعد بن أبي وقاص.
قال : لا. قيل ليحيى : سمع من أبي أمامة ؟ قال : لا. قيل ليحيى : سمع من
جابر ؟ قال : لا ، هو مرسل ، كان مذهب يحيى ، أن عبد الرحمن بن سابط يرسل عنهم ، ولم
يسمع منهم”
وكذلك يحيى بن أبي كثير اليمامي نص المزي في التهذيب على أن روايته عن
أبي أمامة مرسلة ، وهي في صحيح مسلم فلعلها متابعة
وقد تتبعت الرواة عن أبي أمامة كما ذكرهم المزي في تهذيب الكمال ، فوجدتهم
جميعاً شاميين إلا أبا غالب البصري ، ومن لم يكن منهم شامياً فإما أن تجده مجهولاً
، أو طعن الأئمة في سماعه من أبي أمامة
ولما كان عمر بن عبد الرحمن من شيوخ مالك ، أردت أن أعرف أسانيد مالك إلى
أبي أمامة ، فما وجدت له في الموطأ إلا حديثاً واحداً
قال مالك 1409 : عن العلاء بن عبد الرحمن عن معبد بن كعب السلمي عن أخيه
عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري عن أبي امامة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
:”من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار قالوا وان
كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وان كان قضيبا من أراك وان كان قضيبا من أراك وان
كان قضيبا من أراك قالها ثلاث مرات “
أقول : هنا وصل مالك إلى أبي أمامة بثلاثة وسائط ، مما يدل على أن الأسانيد
العالية عن أبي أمامة لا توجد إلا عند أهل الشام ، مما يقوي احتمال الانقطاع في سندنا
هذا
وقد ورد ما يشهد لبعض هذا الخبر
قال الداني في السنن الواردة في الفتن 699 : حدثنا محمد بن عبد الله ،
قال : حدثنا أبي قال : حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا أحمد بن موسى ، قال : حدثنا
يحيى بن سلام ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن العلاء بن زياد ، أن عبد الله بن عمرو قال
: « لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل البيت على الإناء الواحد فيعرفون مؤمنيهم من كافريهم
، قالوا : كيف ذلك ؟ قال : إن الدابة تخرج حين تخرج وهي دابة الأرض فتمسح كل إنسان
على مسجده ، فأما المؤمن فتكون نكتة بيضاء فتفشو في وجهه حتى يبيض لها وجهه ، وأما
الكافر فتكون نكتة سوداء فتفشو في وجهه حتى يسود لها وجهه حتى إنهم يتبايعون في أسواقهم
، يقول هذا : كيف تبيع هذا يا مؤمن ؟ ويقول هذا : كيف تأخذ هذا يا كافر ، فما يرد بعضهم
على بعض »
أقول : ويحيى بن سلام هذا ضعيف ترجم له الذهبي في الميزان ، وأورد له خبراً
منكراً عن سعيد بن أبي عروبة ، وتعقب الحافظ ابن حجر الذهبي بذكر بعض من وثقه ، ولكن
أبا زرعة مع توثيقه له استنكر عليه حديثاً ، وسعيد اختلط اختلاطاً شديداً ، والعلاء
بن زياد أرسل عن جمع من الصحابة ولا يعرف بالرواية عن عبد الله بن عمرو ، وأحمد بن
موسى لم أعرفه وأخشى أن يكون ابن أبي عمران الوضاع ، وليس في هذا الخبر ذكر المخطمين
، ولا ذكر الوسم على الخرطوم
وقال ابن جرير 20619 – حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا
عمرو بن قيس، عن الفرات القزاز،عن عامر بن واثلة أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري،
قال: إن الدابة حين تخرج يراها بعض لناس فيقولون: والله لقد رأينا الدابة،حتى يبلغ
ذلك الامام، فيطلب فلا يقدر على شيء. قال: ثم تخرج فيراها الناس، فيقولون: والله لقد
رأيناها، فيبلغ ذلك الإمام فيطلب فلا يرى شيئا، فيقول: أما إني إذا حدث الذي يذكرها
قال: حتى يعد فيها القتل، قال: فتخرج، فإذا رآها الناس دخلوا المسجد يصلون، فتجئ إليهم
فتقول: الآن تصلون، فتخطم الكافر، وتمسح على جبين المسلم غرة، قال: فيعيش الناس زمانا
يقول هذا: يا مؤمن، وهذا: يا كافر .
أقول : محمد بن حميد متهم بالكذب ، وهذا الخبر يختلف عن خبرنا الأصل بكثير
.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف [ 38440] :
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ :
تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُضْرَبَ
فِيهَا رِجَالٌ ، ثُمَّ تَخْرُجُ الثَّالِثَةُ عِنْدَ أَعْظَمِ مَسَاجِدِكُمْ ، فَتَأْتِي
الْقَوْمَ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ رَجُلٍ فَتَقُولُ : مَا يَجْمَعُكُمْ عِنْدَ
عَدُوِّ اللهِ ، فَيَبْتَدِرُونَ فَتَسِمُ الْكَافِرَ حَتَّى أَنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَبَايَعَانِ
، فَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُ هَذَا : خُذْ يَا كَافِرُ.
وهذا ليس فيه ذكر المخطمين ، ولا ذكر الوسم على الخرطوم بل ذكر السمة فقط
وقد جاء هذا الخبر من طريق آخر بلفظٍ آخر
وقال ابن جرير 20620 – حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عثمان
بن مطر، عن واصل مولى أبي عيينة، عن أبي الطفيل عن حذيفة، وأبي سفيان، ثنا عن معمر،
عن قيس بن سعد، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، في قوله:أخرجنا لهم دابة من الارض
تكلمهم قال: للدابة ثلاث خرجات: خرجة في بعض البوادي ثم تكمن، وخرجة في بعض القرى حين
يريق فيها الأمراء الدماء، ثم تكمن، فبينا الناس عند أشرف المساجد وأعظمها وأفضلها،إذ
ارتفعت بهم الأرض، فانطلق الناس هرابا، وتبقى طائفة من المؤمنين، ويقولون: إنه لا ينجينا
من الله شيء، فتخرج عليهم الدابة هارب، وتأتي الرجل يصلي، فيقول: والله ما كنت من أهل
الصلاة،فيلتفت إليها فتخطمه، قال: تجلو وجه المؤمن، وتخطم الكافر، قلنا:فما الناس يومئذ
؟ قال: جيران في الرباع، وشركاء في الأموال،وأصحاب في الأسفار.
أقول : عثمان بن مطر متروك ضعفه جمعٌ من الأئمة جداً ، وقيس بن سعد المكي
، لم يسمع من أحدٍ من الصحابة وأبو الطفيل عامر بن واثلة صحابي
قال ابن جرير 20627 – حدثنا صالح بن مسمار، قال: ثنا ابن أبي فديك، قال:
ثنا يزيد بن عياض، عن محمد بن إسحاق، أنه بلغه عن عبد الله بن عمرو، قال: تخرج دابة
الأرض ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فأما الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان،وأما
المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى فيبيض.
أقول : وهذا منقطع بين ابن إسحاق وعبد الله بن عمرو ، وله ما يشهد له ولا
يصح
قال أحمد في المسند 10366 -ثنا بهز قال ثنا حماد قال أنا علي بن زيد عن
أوس بن خالد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :”تخرج الدابة
معها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى
ان أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر “
أقول : وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع من أجل علي بن زيد بن جدعان
وقال ابن جرير 20626 – حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا ابن أبي
مريم، قال: ثنا ابن لهيعة ويحيى بن أيوب، قالا: ثنا ابن الهاد، عن
عمر بن الحكم، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: تخرج الدابة من شعب، فيمس
رأسها السحاب، ورجلاها في الأرض ما خرجتا، فتمر بالإنسان يصلي، فتقول: ما الصلاة من
حاجتك فتخطمه.
أقول : وهذا إسنادٌ قوي .
وقال ابن جرير 20625 – قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر،
عن قتادة،
قال: هي دابة ذات زغب وريش، ولها أربع قوائم تخرج من بعض أوديةتهامة، قال:
قال عبد الله بن عمر: إنها تنكت في وجه الكافر نكتة سوداء، فتفشو في وجهه، فيسود وجهه،
وتنكت في وجه المؤمن نكتة بيضاءفتفشو في وجه، حتى يبيض وجهه، فيجلس أهل البيت على المائدة،فيعرفون
المؤمن من الكافر، ويتبايعون في الأسواق، فيعرفون المؤمن
من الكافر.
أقول : وهذا منقطع بين قتادة وعبد الله بن عمر
وللدابة أخبارٌ أخرى يسر الله جمعها
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم