الكلام على حديث : ( وقصد في علم خير من فضل في عبادة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البيهقي في الشعب 5751 : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي
إملاء أنا أبو بكر محمد بن علي بن أيوب بن سلمويه ثنا محمد بن يزيد السلمي ثنا حفص
بن عبد الرحمن ثنا محمد بن عبد الملك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

إن الله عز و جل أوحى إلي أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق
الجنة

 ومن سلبت كريمته أثبته عليهما
الجنة .

وقصد في علم خير من فضل في عبادة وملاك الدين الورع

محمد بن يزيد السلمي ضعفه الدارقطني

قال ابن حبان في المجروحين :” 955 : مُحَمَّد بن عبد الْملك أَبُو
عبد الله الْأنْصَارِيّ من أهل الْمَدِينَة سكن الشَّام يروي عَن بن الْمُنْكَدر وَنَافِع
وَالزهْرِيّ عَنهُ أهل الشَّام كَانَ مِمَّن يَرْوِي الموضوعات عَن الْأَثْبَات لَا
يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على جِهَة الْقدح فِيهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا
عَلَى سَبِيل الِاعْتِبَار وَهُوَ الَّذِي روى عَنهُ الْأَوْزَاعِيّ وروى عَن الْمُغيرَة
بن شُعْبَة عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يجلد بِمَكَّة رجل من
قُرَيْش عَلَيْهِ نصف عَذَاب الْعَالم وَرَوَى عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكًا فِي
طَلَبِ الْعِلْمِ سهل الله لَهُ طَرِيقاإِلَى الْجَنَّةِ وَفَضْلٌ فِي عِلْمٍ خَيْرٌ
مِنْ فَضْلٍ فِي عِبَادَةٍ وَمِلاكُ الدِّينِ الْوَرَعُ أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدُوسٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِالرَّمْلَةِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
مَحْمِشٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ هِشَامِ بن عُرْوَة عَن أَبِيه”

أقول : فهذا السند ضعيفٌ جداً

وقد ذكر ابن عدي في الكامل أن محمد بن عبد الملك الأنصاري كان يضع هذا
الحديث وأورد هذا الخبر في ترجمته

وقال الطبراني في الكبير 10969 : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أبو
صالح عبد الله بن صالح ( ح ) وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا معلى بن مهدي الموصلي قالا
: ثنا سوار بن مصعب عن ليث عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم :

 فضل العلم أفضل من العبادة
وملاك الدين الورع

سوار ضعيف جداً

وقوله في حديث عائشة ( قصد في علم خير من فضل في عبادة ) يختلف عن قوله
في حديث ابن عباس ( فضل العلم خير من فضل العبادة )

ففي الأول تفضيل القليل من العلم على الكثير من العبادة وفي الثاني
تفضيل الكثير من العلم على الكثير من العبادة

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 78 : وحدثنا سعيد بن نصر
، نا قاسم بن أصبغ ، نا محمد بن وضاح ، نا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع ،
ثنا سفيان ، عن عمرو بن قيس الملائي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 فضل العلم خير من فضل العبادة
وملاك الدين الورع.

وهذا معضل فعمرو من أتباع التابعين

وقال أيضاً 82 : وحدثني خلف بن القاسم ، نا ابن السكن ، ثنا أحمد بن
محمد بن هارون الربعي بالبصرة قال : حدثني صهيب بن محمد بن عباد ، ثنا بشر بن إبراهيم
، ثنا خليفة بن سليمان ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :

 العلم خير من العبادة وملاك
الدين الورع .

وبشر وضاع فاللفظة المذكورة لا تثبت

وقوله ( فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ،
وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ ) الصواب أنه كلام التابعي مطرف  [المعرفة ليعقوب بن سفيان 1/82  ]

هذا وصل اللهم على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم