الكلام على حديث ( مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقال ابن حبان في صحيحه 87 : أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، قَالَ:
أَنْبَأَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ
أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:

 إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:  مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا
أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ
ذَلِكَ كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ .

أقول : أبو صخر حميد بن زياد قال فيه الحافظ :” صدوق يهم ” وقد
خولف

قال ابن أبي شيبة في المصنف 35761: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ : أَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ : مَا
مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُ ، لاَ يَغْدُو ، وَيَرُوحُ
إِلاَّ لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا ، أَوْ يُعَلِّمُهُ ، أَوْ يَذْكُرَ اللَّهَ ، أَوْ يُذَكِّرَ
بِهِ إِلاَّ مَثَلُهُ فِي كِتَابِ اللهِ كَمَثَلِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ.

أقول : وهذا أصح فعبيد الله بن عمر ثقة ثبت فروايته أرجح ولا شك وأبو بكر
بن الحارث مدني وكعب شامي فيبعد عندي سماعه من كعب

وقد ورد حديث آخر في هذا الباب

قال الحاكم في مستدركه 311 : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ ،
ثنا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
” مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ
يَعْلَمَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ مُعْتَمِرٍ تَامِّ الْعُمْرَةِ ، فَمَنْ رَاحَ إِلَى
الْمَسْجِدِ لَا يُرِيدُ إِلَّا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يُعَلِّمَهُ فَلَهُ أَجْرُ
حَاجٍّ تَامِّ الْحِجَّةِ “” قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِثَوْرِ بْنِ
يَزِيدَ فِي الْأُصُولِ وَخَرَّجَهُ مُسْلِمٌ فِي الشَّوَاهِدِ ، فَأَمَّا ثَوْرُ بْنُ
يَزِيدَ الدِّيلِيُّ فَإِنَّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ “

شيخ الحاكم :

قال  الوادعي في رجال الحاكم :”

1214 – محمد بن أحمد القنطري:

* قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 52 ح 2) أخبرناه أبو الحسين محمد بن أحمد
القنطري.

ترجمه السمعاني في «الأنساب» في مادة القنطري وذكر من مشايخه أبا قلابة
الرقاشي.

ومن الرواة عنه الحاكم. اهـ المراد منه.

وذكر الخطيب: (ج 1 ص 283) عن القنطري أنه قال: ولدت في صفر سنة تسع وخمسين
ومائتين.

ثم قال الخطيب: قال محمد بن أبي الفوارس توفي أبو الحسين محمد بن أحمد
بن تميم القنطري يوم الجمعة سلخ شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة. وذكر أنه كان فيه
لين.

وترجم له ابن حجر في «لسان الميزان» وقال: أكثر عنه في «المستدرك» وهو
محدث كبير عن أبي قلابة وابن الأحوص العكبر ونحوهما. اهـ.

أقول : فمثله لا يعتمد على تفرده

وأبو قلابة الرقاشي ذكروا أنه اختلط ببغداد وقال الدارقطني :” صدوق
كثير الخطأ من الأسانيد و المتون ، كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام منه”

أقول : فمثله لا يحتمل منه الانفراد بمثل هذا المتن بهذا الإسناد ، وخصوصاً
أنه بصري وهذه سنة مخرجها شامي ،

وقد نص العراقي على أن سماع القنطري من أبي قلابة بعد الختلاط حيث قال
في ذيل ميزان الاعتدال :”

قلت وَسَمَاع الْقَنْطَرِي من أبي قلَابَة بعد اخْتِلَاطه لَيْسَ بِصَحِيح
قَالَ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه ثَنَا أَبُو قلَابَة بِالْبَصْرَةِ قبل أَن يخْتَلط
وَيخرج إِلَى بَغْدَاد”

ولا يصلح هذا المتن أن يكون شاهداً للمتن الأصل فإن المتن الأصل جعل فيه
المتعلم كالمجاهد وهذا جعله كالحاج

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم