قال ابن حبان في صحيحه 4603 : أَخْبَرَنَا خَلَّادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُ
بْنُ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، بِنَهَرِ سَابُسَ عَلَى الدِّجْلَةِ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ،
فَفَزِعُوا إِلَى السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو
هُرَيْرَةَ وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ .
هذا الحديث بهذا الإسناد لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب الستة والمسانيد
المشهورة .
وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن
ليس له أي حديث في الكتب الستة عن مجاهد
وأهل الحديث يعتنون بأحاديث مجاهد وأبي هريرة ، فهذا كله يوجب الريبة في
هذا الإسناد
ثم وجدت ما يؤكد هذه الريبة
قال البخاري في التاريخ الكبير 3507 : يُونُسُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، ورَوَاهُ أصبغ عَنِ ابْنِ وهب قَالَ أخبرني سَعِيد بْن أَبِي أيوب
عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ يونس بْن يحيى.
ويونس هذا مجهول ، وأصبغ شيخ البخاري فالسند متصل وابن وهب أوثق من المقريء
والحديث بيونس بن غياث أو ابن يحيى أليق به من مجاهد لهجران الأئمة لتخريجه ، ولعدم
وروده عن أحد من أصحاب مجاهد المعروفين
والترقفي نفسه قد خالفه ابن أبي عمر العدني صاحب المسند
قال ابن حجر في المطالب العالية 1982 : وقال ابن أبي عمر : حدثنا
المقرئ ، ثنا سعيد هو ابن أبي أيوب ، ثنا محمد بن عبد الرحمن هو أبو الأسود عن يونس
بن خباب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
:
موقف ساعة في سبيل الله تعالى
أفضل من شهود ليلة القدر عند الحجر الأسود .
خالفه عباس الترقفي ، عن المقرئ
، فقال : عن مجاهد ، بدل يونس أخرجه ابن حبان في صحيحه
ويونس بن خباب متروك فصار الحديث يدور بين كونه عن يونس المجهول أو يونس
المتروك وقطعاً ليس هو من حديث مجاهد ، فالحديث لا يثبت
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم