الكلام على حديث : ( من شرار أمتي الذي غذوا بالنعيم , الذين يطلبون ألوان الطعام …..)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في الزهد 402: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَنَّ أَمَةَ اللَّهِ فَاطِمَةَ
بِنْتَ حُسَيْنٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ :

 إِنَّ مِنْ شِرَارِ أُمَّتِي الَّذِينَ
غُذُّوا بِالنَّعِيمِ ، الَّذِينَ يَطْلُبُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، وَأَلْوَانَ
الثِّيَابِ ، يَتَشَادَقُونَ بِالْكَلاَمِ.

هذا مرسل وفاطمة من صغار التابعين

وقد روي موصولا والمرسل هو الصواب وهذا ما رجحه الحافظ الدارقطني حيث جاء في العلل  : 
3936: وسُئِل عَن حَدِيثِ فاطِمَة بِنتِ الحُسَينِ ، عن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : شِرارُ أُمَّتِي الَّذِين غُذُّوا فِي النَّعِيمِ ، الَّذِين يَأكُلُون أَلوان الطَّعامِ ، ويَلبَسُون أَلوان الثِّيابِ ، ويَتَشَدَّقُون فِي الكَلامِ.

فَقال : يَروِيهِ عَبد الحَمِيدِ بن جَعفَرٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ عَلِيُّ بن ثابِتٍ الجَزَرِيُّ ، عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ جَعفَرٍ ، عَن عَبدِ الله بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ، عَن أُمِّهِ فاطِمَة بِنتِ الحُسَينِ ، عَن فاطِمَة بِنتِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم وخالَفَهُ أَبُو بَكرٍ الحَنَفِيُّ ؛

فَرَواهُ عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ جَعفَرٍ ، عَنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ ، عَن أُمِّهِ فاطِمَة بِنتِ الحسَينِ ، عَن رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، مُرسَلاً ، وهُو أَشبَهُ.انتهى 

قال ابن المبارك في الزهد 745 : 
أخبرنا الأوزاعي ، عن عروة بن رويم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:

 شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم
، وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام .

هذا مرسل بل معضل فعروة بن رويم من صغار التابعين ومراسيل صغار التابعين
لا تصلح في الشواهد

قال ابن كثير في الباعث الحثيث :” والذي عول عليه كلامه _ يعني الشافعي
_ في الرسالة ” أن مراسيل كبار التابعين حجة، إن جاءت من وجه آخر ولو مرسلة، أو
اعتضدت بقول صحابي أو أكثر العلماء، أو كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ
يكون مرسله حجة، ولا ينتهض إلى رتبة المتصل “

فخص مراسيل كبار التابعين بقابلية الاعتضاد

وقال العراقي في التقييد والإيضاح (1/39) :” “قوله” حكاية
عن نص الشافعي رضى الله عنه في مراسل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه
مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعى إلاول في كلام
له ذكر فيه وجوها من إلاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر انتهى كلامه
وفيه نظر من حيث أن الشافعي رضى الله عنه إنما يقبل من المراسيل التي اعتضدت بما ذكر
مراسيل كبار التابعين بشروط أخرى في من أرسل كما نص عليه في الرسالة”

وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 543) :” وهذا الذي عليه
جمهور المحدثين، ولم أر تقييده بالكبير صريحا عن أحد، لكن نقله ابن عبد البر عن قوم
، بخلاف ما يوهمه كلام المصنف. نعم قيد الشافعي المرسل الذي يقبل – إذا اعتضد – بأن
يكون من رواية التابعي الكبير.

ولا يلزم من ذلك، أنه لا يسمى ما رواه التابعي الصغير مرسلا.

والشافعي مصرح بتسمية رواية من دون كبار التابعين مرسلة وذلك في قوله:
“ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين بدلائل
ظاهرة”

فهذه المراسيل لا تصلح للتقوية 

قال البزار في مسنده 9415: حدثنا محمد بن معمر حدثنا عَبْد الله بن يزيد
حدثنا عَبْد الرَّحْمن بن زياد عن عمارة بن راشد عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
, قال : قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم
ونبتت عليه أجسامهم.

عبد الرحمن بن زياد ضعيف بل ضعيف جداً ، وليس في خبره (الَّذِينَ يَطْلُبُونَ
أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، وَأَلْوَانَ الثِّيَابِ ، يَتَشَادَقُونَ بِالْكَلاَمِ)

وقال الطبراني في الكبير 7513 : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا
محمد بن حفص الأوصابي ثنا محمد بن حمير ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن
أبي أمامة قال :

 قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام
ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان اللباس ويتشدقون في الكلام أولئك شرار أمتي

أبو بكر بن أبي مريم قال فيه الدارقطني :” متروك ” 

وهذه الطرق لا تصلح للتقوية فالخبر ضعيف 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم