قال أحمد في مسنده 23324 : حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ ـ قَالَ عَفَّانُ
فِي حَدِيثِهِ ـ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ: ” مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ ـ قَالَ حَسَنٌ: ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ـ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ
الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ
الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا
دَخَلَ الْجَنَّةَ “
هذا إسناد منقطع نعيم بن أبي هند لم يسمع حذيفة وبيان ذلك من وجوه
أولها : أن ابن حجر في التقريب ذكره في الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين
وهذه الطبقة ليس فيها من أدرك حذيفة الذي توفي سنة 36
ثانيها : أن نعيماً توفي سنة 110 أي بين وفاته ووفاة حذيفة 74 عاماً ومع
هذا الفارق الكبير يبعد السماع
ثالثها : أن نعيماً إنما يروي عن حذيفة بواسطة ربعي بن حراش كما في حديث
رقم 23463 في المسند
وغيرها من الأدلة
وقد رواه ابن الشجري في أماليه بذكر الواسطة بين نعيم وحذيفة
قال ابن الشجري (1/17) : أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد عن داود
الأصفهاني. قال حدثنا أبو أيوب الشاذكوني. قال حدثنا سفيان ابن حبيب. قال حدثنا عثمان
البتي عن نعيم ابن أبي هند الأشجعي، عن أبي مسهر عن حذيفة. قال: دخلت على النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في وجعه الذي توفى فيه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام مسنده إلى
صدره، فقلت لعلي عليه السلام: دعني فقد سهرت منذ الليلة، فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: دعه فهو أحق، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أدن مني يا
حذيفة، فدنوت منه، فقال يا حذيفة: من ختم له بصوم يوم يريد به وجه الله تعالى أدخله
الله به الجنة، يا حذيفة من ختم له بإطعام مسكين يريد به وجه الله أدخله الله به الجنة.
يا حذيفة من ختم له بلا إله إلا الله مخلصاً أدخله الله الجنة “.
الشاذكوني كذاب فلا يعتمد عليه في وصل الحديث
وقال الطبراني في مسند الشاميين 2392 : حدثنا الحسن بن علي المعمري ، ثنا
محمد بن أبان الواسطي ، ثنا داود بن أبي الفرات ، عن أبي رجاء محمد بن سيف الأزدي ،
عن عطاء الخراساني ، عن نعيم بن أبي هند ، عن أبي المسهر ، عن حذيفة ، قال : دخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض في مرضه الذي مات فيه ، وعلي قد أسنده إلى صدره
، فقلت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله كيف تجدك ؟ قال : « صالح » قلت لعلي : ألا تدعني
فأسند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صدري ، فإنك قد سهرت وأعييت ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : « لا هو أحق بذلك يا حذيفة ، ادن (1) مني » فدنوت منه ، فقال
: « يا حذيفة من ختم له بصوم يوم يبتغي به وجه الله أدخله الله الجنة ، يا حذيفة من
ختم له بصدقة على مسكين يبتغي به وجه الله أدخله الله الجنة » قلت : بأبي وأمي أعلن
أم أسر ؟ قال : « بل أعلن »
أبو مسهر هذا ما عرفته
وقال البيهقي في الأسماء والصفات 652 – وَقَدْ قِيلَ عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي،
نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى، أنا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، نا الْحَسَنُ
بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ،
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَا حُذَيْفَةُ، مَنْ خُتِمَ لَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ صَادِقًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ لَهُ
بِصَوْمٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الْلَّهِ دَخَلَ الْجَّنَةَ، يَا حُذَيْفَةُ مَنْ خُتِمَ
لَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ دَخَلَ
الْجَنَّةَ؟»
الحسن بن أبي جعفر منكر الحديث وقد خالفه من هو أوثق فأسقط ذكر ربعي
وقال أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان 1332 – أخبرنا إسحاق
بن محمد بن علي ، قال : ثنا عمر بن شبة ، قال : ثنا عمر بن علي بن مقدم ، قال : ثنا
هشام بن القاسم ، وهو أخو روح بن القاسم ، وهو أنبل من روح ، قال : سمعت نعيم بن أبي
هند ، يحدث عن حذيفة ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مزينة فرأيته
يهم بالقعود وعلي عنده يمتد به يعني من النعاس فقلت : يا رسول الله ما أرى عليا إلا
قد سهرك في ليلته هذه أفلا أدنو منك ؟ قال : « علي أولى بذلك » . فدنا منه فسانده فسمعته
يقول : « من ختم له بإطعام مسكين محتسبا على الله دخل الجنة ، من ختم له بصوم يوم محتسبا
على الله دخل الجنة ، من ختم له بقول لا إله إلا الله محتسبا على الله دخل الجنة »
هشام بن القاسم مجهول الحال ، وقد أبدل ذكر الصدقة بإطعام المسكين وإطعام
المسكين أخص من عموم الصدقة
ولا زالت علة الانقطاع فيه قائمة
وقال الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/77) : حدثنا علي
بن العباس البجلي حدثنا الحسن بن محمد المزني حدثنا سعيد بن عثمان الحرار حدثني عمرو
عن جابر الجعفي عن عبدالرحمن بن حذيم عن أخيه تميم بن حذيم قال سمعت عليا يقول سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ومن ختم له بلا إله إلا الله
دخل الجنة
عمرو هو ابن شمر رافضي كذاب
وعليه فإن الحديث بهذا اللفظ لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم