الكلام على حديث : ( من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال النسائي في سننه 4845 : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ
بْنُ مُصَفَّى قَالَا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ
مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ 
.

أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ
ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ جَدِّهِ مِثْلَهُ سَوَاءً

هذا الحديث وقع فيه اختلاف في وصله وإرسالة ما أريد بسطه هنا

فإن فيه علةً هي أشد وضوحاً وهي عنعنة ابن جريج

و قال الدارقطنى : تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا
فيما

سمعه من مجروح مثل إبراهيم بن أبى يحيى ، و موسى بن عبيدة ، و غيرهما ،
و أما

ابن عيينة فكان يدلس عن الثقات .

و قال قريش بن أنس ، عن ابن جريج : لم أسمع من الزهرى شيئا إنما أعطانى
جزءا  فكتبته ، و أجاز له .

وهؤلاء الذين سماهم الدارقطني ضعفاء جداً

وقال الألباني في جلباب المرأة المسلمة ص45 :” فتبين من كلمات الأئمة
أن حديث ابن جريج المعنعن ضعيف شديد الضعف لا يستشهد به لقبح تدليسه “

فهذا السند ضعيف جداً لا يصلح في الشواهد

قال أبو داود في سننه 4589 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا
حَفْصٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنِى
بَعْضُ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى أَبِى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- :

 أَيُّمَا طَبِيبٍ تَطَبَّبَ عَلَى
قَوْمٍ لاَ يُعْرَفُ لَهُ تَطَبُّبٌ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَعْنَتَ فَهُوَ ضَامِنٌ .

 قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَمَا
إِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّعْتِ إِنَّمَا هُوَ قَطْعُ الْعُرُوقِ وَالْبَطُّ وَالْكَىُّ.

وهذا مرسل وقد يكون معضلاً ، فإن عبد العزيز له رواية عن بعض أتباع التابعين
، وعامة روايته عن صغار التابعين وجمع من المحققين على أن مراسيل صغار التابعين لا
تصلح في الشواهد ، وعلى قول من رجح الإرسال في السند الأول يحتمل أن يكون مخرج المرسلين
واحداً

فالحديث لا يثبت بهذه الطرق

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم