قال البخاري في الأدب المفرد 544: حَدثنا مُوسَى، قَالَ: حَدثنا مُبَارَكٌ،
قَالَ: حَدثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم:
مَا تَحَابَّا الرَّجُلاَنِ إِلاَّ
كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.
استنكره ابن عدي في الكامل على مبارك ، وكذا أورده البزار في مسنده المعلل
وقال الطبراني في الأوسط 3009 : حدثنا إبراهيم قال : نا نصر قال : نا عبد
الله بن الزبير الحميدي قال : نا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
ما تحاب رجلان في الله إلا كان
أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه » لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عبد الله
بن الزبير
وهذا غلط من محقق الأوسط فإن عبد الله بن الزبير هو الباهلي وليس الحميدي
فالحميدي لم يدرك ثابتاً
والسبب في استنكار هؤلاء لرواية مبارك وعبد الله بن الزبير أن حماد بن
سلمة خالفهما وهو أثبت الناس في ثابت فروى الخبر مرسلاً
جاء في علل الدارقطني :” 2366 : وسُئِل عَن حَدِيثِ ثابِتٍ ، عَن
أَنَسٍ ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : ما تَحابّ رَجُلانِ فِي الله
عَزّ وجَلّ إِلاّ كان أَفضَلُهُما أَشَدَّهُما حُبًّا لِصاحِبِهِ.
فَقال : يَروِيهِ مُبارَكُ بن فَضالَة ، وعَبد الله بن الزُّبَيرِ الباهِلِيُّ
، عَن ثابِتٍ ، عَن أَنَسٍ.
وَرَواهُ حَمّاد بن سَلَمَة ، عَن ثابِتٍ مرُسلاً ، وهُو الصَّوابُ“
وكذا أعله الخطيب البغدادي بالإرسال حيث قال في تاريخ بغداد (9/ 446)
:” وإيصاله وهم على حماد بن سلمة، لأنَّ حمادًّا إنَّما يرويه عن ثابت عَنْ مُطَرِّفِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: كنا نتحدث أنه ما تحاب رجلان في اللَّه،
وذلك يحفظ عنه.
فلعل الصفار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عَنْ أَنَسٍ، واللَّه
أعلم”
* قال ابن أبي شيبة في المصنف 36285: حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ مُطَرِّف قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ
أَنَّهُ لَمْ يَتَحَابَّ رَجُلاَنِ فِي اللهِ إِلاَّ كَانَ أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا
حُبًّا لِصَاحِبِهِ
فهذا هو الصواب في الخبر
وتعقب الضياء المقدسي إعلال الدارقطني
بما لا طائل تحته
حيث أتى بحديث رواه سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن أنس ، وخالفه حماد فرواه مرسلاً وهو حديث الأعرابي الذي سأل النبي
صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ثم قال النبي :” لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ”
والتعقب على الدارقطني بهذا لا يتجه من وجهين
الأول : أن الدارقطني أعل الحديث الذي احتج به الضياء المقدسي عليه مع
وروده في صحيح مسلم فجاء في كتاب العلل له :” 2369 – وسُئِل عَن حَديث ثابت ،
عن أنس سأل رجل من أهل البادية رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، فقال : من خلق
السماء ؟ فقال : الله.
فقال : يرويه سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس .
وخالفهما حماد بن سلمة ؛ فرواه عن ثابت مرسلاًً.
وحماد بن سلمة أثبت الناس في حديث ثابت”
الثاني : سليمان بن المغيرة ثقة ثبت من أثبت أصحاب ثابت لا يقاس عليه مبارك
بن فضالة والباهلي الذي قال فيه الدارقطني :” صالح ” وقال أبو حاتم
:” مجهول ” ، فأعلى ما قيل في الباهلي ما قاله الدارقطني نفسه الذي يتعقب
عليه الضياء فتأمل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم