قال الترمذي في جامعه 3291 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ
أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ
مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا فَسَكَتُوا، فَقَالَ: ” لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى
الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا
أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قَالُوا: لَا
بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ .
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ
إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: “
كَأَنَّ زُهَيْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الَّذِي وَقَعَ بِالشَّامِ لَيْسَ هُوَ الَّذِي يُرْوَى
عَنْهُ بِالعِرَاقِ، كَأَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ قَلَبُوا اسْمَهُ، يَعْنِي: لِمَا يَرْوُونَ
عَنْهُ مِنَ المَنَاكِيرِ “.
وَسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ
البُخَارِيَّ، يَقُولُ: أَهْلُ الشَّامِ يَرْوُونَ
عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنَاكِيرَ، وَأَهْلُ العِرَاقِ يَرْوُونَ عَنْهُ أَحَادِيثَ
مُقَارِبَةً.انتهى
فهنا الترمذي ضعف هذا الخبر والذي يظهر أن ضعفه شديد فقول البخاري : (
ما روى عنه أهل الشام مناكير ) يعني به أنها أحاديث منكرة والمنكر من قسم الضعيف جداً
والمنكر أبداً كما قال الإمام أحمد ، وقد استنكر العقيلي وابن عدي والذهبي هذا الحديث
بعينه
والنكارة فيه بادية فانفراد أهل الشام بسنة من طريق أهل المدينة المعروفين
بسلسلة مدنية معروفة ابن المنكدر عن جابر محل نكارة
قال البزار في مسنده 5853: حَدَّثنا عَمْرو بن مالك، حَدَّثنا يَحْيَى
بن سُلَيْم، حَدَّثنا إِسْمَاعِيل بْنِ أُمَيَّة، عَن نافعٍ، عَن ابْنِ عُمَر؛ أَن
النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ عَلَى أَصْحَابِهِ،
فَسَكَتُوا، فَقَالَ: لقد كان الجن أحسن ردًا منكم، كلما قرأتُ عليهم: {فبأي آلاء ربكما
تكذبان} ، قَالُوا: لا بِشَيْءٍ مِنْ آلائِكَ رَبَّنَا نكذبُ، فَلَكَ الْحَمْدُ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيه وَسَلَّم إلاَّ مِن هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
يحيى بن سليم الطائفي صدوق سيء الحفظ فلا يحتمل منه التفرد
فإذا حكمنا على السند الأول بالنكارة تبعاً للعقيلي وابن عدي والبخاري
لم يصلح هذا لتقويته ويبقى الخبر ضعيفاً كما ذهب إليه الترمذي
وقال ابن وهب في تفسيره 169: قَالَ: وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ أَبَانِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَرَأَ سُورَةَ الرَّحْمَنِ حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى آخِرِهَا، قَالَ: يَا مَعْشَرَ
الإِنْسِ، مَا لِي أَرَى الْجِنَّ أَسْرَعَ إِجَابَةً مِنْكُمْ مَا قَرَأْتُ عَلَيْكُمْ:
{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} ، إِلا قَالُوا: لا بِأَيِّ شيءٍ، يَا رَبِّ،
مِنْ نِعْمَتِكَ نُكَذِّبُ.
أبان متروك وهذا مرسل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم