الكلام على حديث ( لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال عبد الله بن أحمد في السنة 1311 : حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي
، نا حماد بن سلمة ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم صلى على صبي أو صبية فقال :   لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي .

هذا حديث ظاهره الصحة وأعله أبو حاتم والدارقطني بالإرسال

قال ابن أبي حاتم في العلل :” 1031- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ
المُؤمّلُ ، والعلاءُ بنُ عَبدِ الجبّارِ ، وجماعةٌ ، عن حمّادِ بنِ سلمة ، عن ثُمامة
بنِ عَبدِ اللهِ ، عن أنسٍ : أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم صلّى على صبِيٍّ ، أو
صبِيّةٍ فلمّا دُفِن ، قال : لو عُوفِي أحدٌ مِن عذابِ القبرِ لعُوفِي هذا الصّبِيُّ.

قال أبِي : حدّثنا أبُو سلمة ، قال : حدّثنا حمّادٌ ، عن ثُمامة ، أنَّ
النّبِيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً وهذا أصحُّ ، وأقوى مِن حدِيثِ العلاءِ ، والمُؤمّلِ”

وجاء في علل الدارقطني :” 2390 – وسُئِل عَن حَديث ثمامة ، عن أنس
أن النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلم دفن صبيًّا أو صبية ، وقال : لو نجا أحد من عذاب
القبر ، لنجا هذا.

فقال : يرويه حماد بن سلمة ، واختُلِفَ عنه ؛

فرواه حرمي بن عمارة ، وسعيد بن عاصم الملح – شيخ بصري ، عن حماد بن سلمة
، عن ثمامة ، عن أنس.

وخالفهما وكيع ، وأبو عمر الحوضي ؛ فروياه عن حماد ، عن ثمامة مرسلاًً
، وهُو الصَّحيح”

وأورده ابن عدي في ترجمة ثمامة في الكامل ، واستنكره الذهبي في الميزان

وهنا إشكال وهو :  لماذا لم يرجحوا
الوصل مع أنه زيادة ثقة واجتمع عليها أكثر من واحد

والجواب والله أعلم : أنهم شاهدوا عدم سلوك من أرسل الخبر الجادة ، فإن
ثمامة عن أنس جادة مطروقة ، وثمامة مرسلاً سند صعب لا يحفظه إلا حافظ

وقد يكون الخلل من حماد بن سلمة نفسه فقد كان يخطيء في غير حديث ثابت وحميد
فلعله رواه مرسلاً على الصواب ثم توهم ووصله سلوكاً للجادة  .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم