قال أحمد في مسنده 17924: حَدَّثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثنا بَقِيَّةُ،
حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً يَخِرُّ
عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى يَوْمِ يَمُوتُ هَرَمًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
بقية يدلس عن المجاهيل والهلكى فإن قلت أنه صرح بالتحديث هنا
قلت : التصريح لم أجده إلا في مسند أحمد وأخشى أن يكون أوهام ابن المذهب
قال الذهبي في الميزان :” الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بالمتقن،
وكذلك شيخه ابن مالك، ومن ثم وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد”
ومما يزيد الشك في شأن التصريح الوارد في مسند أحمد أن البخاري روى هذا
الخبر من طريق حيوة في تاريخه بالعنعنة
حيث قال 17 – وقال لنا حيوة : حدثنا بقية ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن
معدان ، عن عتبة بن عبد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
لو أن رجلا يخر على وجهه
من يوم ولد إلى أن يموت هرما في مرضاة الله لحقره يوم القيامة .
وكذا رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ من طريق حيوة بدون تصريح
حيث قال ( 1/159) : حدثني حيوة بن شريح والوليد بن عتبة قالا: حدثنا بقية بن الوليد
عن بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في مرضاة الله لحقره
يوم القيامة.
وهذان إمامان نقادان لو كان الخبر عندهما بالتصريح ما فوتا هذه الفائدة
التي ترفع الحديث من الضعف إلى الصحة ، ويعضد هذا أنه قد رواه جمع عن بقية بدون ذكر
التحديث وهم
1- سويد بن سعيد وحديثه عند الطبراني في الكبير (303)
2- أحمد بن الفرج أبو عتبة وحديثه عند تمام في الفوائد (1538) ، والبيهقي
في الشعب (767)
3-أبو طالب
4- أبو همام وحديثهما عند أبي نعيم في الحلية (1/417)
ثم قال لي الأخ عبد الله التميمي أن بقية قد خولف فروي الخبر موقوفاً وهو
أصح
قال أحمد في مسنده 17650 : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ،
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النِّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “
لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ، إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرَمًا
فِي طَاعَةِ اللهِ، لَحَقَّرَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَلَوَدَّ أَنَّهُ رُدَّ إِلَى الدُّنْيَا
كَيْمَا يَزْدَادَ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ “
وهو في الزهد لابن المبارك
والخبر الموقوف أشبه بالصواب.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم