الكلام على حديث : ( لن يجمع الله عز و جل على هذه الأمة سيفين )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الإمام أحمد 24035 : ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء قال ثنا إسماعيل
بن عياش عن سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول :

” لن يجمع الله عز و جل على هذه الأمة سيفين سيفا منها وسيفا من عدوها”

 وكذا رواه أبو داود (4303)

أقول : هذا إسنادٌ ظاهره الصحة ، ولكن له علة ، وقبل ذكر العلة أنبه على
أنه في عدد من نسخ المسند وقع غلط وهو قوله في السند (سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر
بن مالك) وهذا غلط بل صوابه ( يحيى بن جابر عن عوف بن مالك ) وذلك لأن أحمد أورده في
مسند عوف بن مالك ولا يوجد صحابي اسمه (يحيى بن جابر بن مالك )

وأما علة الخبر

فقال العلائي في جامع التحصيل ص100 :” يحيى بن جابر الطائي أخرج له
أبو داود عن عوف بن مالك وجبير بن نفير والترمذي والنسائي عن المقداد بن معدي كرب وروى
أيضا عن عبد الله بن حوالة وأبي ثعلبة النهدي والنواس بن سمعان وذكر المزي في التهذيب
أن حديثه عن هؤلاء كلهم مرسل لم يلقهم “

وعليه فالخبر منقطع ، ولم أجد له شاهداً

وتصحيح السند لا يتجه بعد كلام المزي والعلائي في نفي سماع يحيى بن جابر
من عوف بن مالك

وما قالاه متجه فإنه مشهور بالرواية عن التابعين

ووافقهم ابن حجر في التقريب فذكر يحيى بن جابر في الطبقة السادسة وهي طبقة
:” طبقة عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، كابن جريج

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم