قال أحمد في مسنده 22417 : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ
زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ،
عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ.
قال البرقاني ، عن الدارقطني : “حمصي منكر الحديث ، لم يسمع من ثوبان”
( نقله محقق تهذيب الكمال )
وبعد قول الدارقطني هذا لا ينفعه توثيق ابن حبان له فهذا جرحٌ شديد ، وابن
حبان متساهل
وقد ضعف البيهقي هذا الحديث في سننه (3989) وتعقبه ابن التركماني بما لا
طائل تحته ككثيرٍ من تعقباته إذ حصر الكلام في إسماعيل بن عياش ودافع عنه وقد علمت
أن الشأن في زهير وليس في إسماعيل ، وكذا ضعفه النووي في الخلاصة (2/ 642) وقال
:” روه أَبُو دَاوُد ، وَابْن ماجه . ضعفه الْبَيْهَقِيّ وَغَيره ، وَفِي إِسْنَاده
ضعيفان” وكذا ضعفه ابن حجر في البلوغ (339) ، وتعقبه الفقي بكلام ابن التركماني
الواهي ، وكذا ضعفه شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (23/22)
وقد ذكر أبو داود الطيالسي له – أعني زهيراً – متابعاً
قال الطيالسي في مسنده 997 : قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن
عبيد الكافي عن زهير بن سلام وابن بشار عن عبد الرحمن بن جبير عن ثوبان عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال :
في كل سهو سجدتان بعد التسليم.
أقول : والطيالسي كثير الأوهام وقد انفرد بزيادة ابن بشار في السند من
دون جمع رووه عن إسماعيل بن عياش مما يدل على شذوذ هذه الزيادة وهم
1- الحكم بن نافع وحديثه في مسند أحمد (22417)
2- عمرو بن عثمان
3- عثمان بن أبي شيبة
4- شجاع بن مخلد وهؤلاء الثلاثة حديثهم عند أبي داود (2040)
5- عبد الرزاق بن همام وحديثه في مصنفه (3533)
6- هشام بن عمار وحديثه عند ابن ماجه (1219)
وغيرهم ممن روى الحديث عن إسماعيل ولم يذكر ابن بشار ، ولو فرضنا أن ابن
بشار ذكره محفوظ في السند فإن علة الحديث الانقطاع بين عبد الرحمن بن جبير وثوبان إذ
يبعد أن يكون سمعه ، ومكحول لم يدركه
فإن قيل : قد ذكر عبد الرحمن ( أباه ) في بعض طرق الحديث
فالجواب : أن هذا فيه أخذٌ ورد وأكثر الطرق ليس فيه ذكر ( أبيه ) ، وجميع
الطرق التي ورد فيها ذكر ( الأب ) من طريق زهير الضعيف وقد خالفه ابن بشار ( إن كان
ذكره محفوظاً ) ، فلم يذكره فوقع الإرسال
وقد خولف إسماعيل بن عياش في سنده ومتنه
وقال ابن أبي شيبة 4517: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا الْهَيْثُمَّ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ
زُهَيْرٍ الْحِمْصِيِّ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم :
لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ.
أقول : فلم يذكر ( بعدما يسلم ) وأسقط عبد الرحمن بن جبير من سنده ، وبقي
زهير الضعيف في السند
قال أبو يعلى في مسنده 4592 – حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا
حكيم بن نافع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم : ( سجدتا السهو تجزئ في لصلاة من كل زيادة ونقصان )
حكيم بن نافع
قال الذهبي في الميزان : 2226 – حكيم بن نافع الرقى.
يروي عن صغار التابعين.
قال أبو زرعة: ليس بشئ.
وعنه النفيلى.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال – مرة: ثقة.
وقال البخاري: سمع الخراساني وخصيفا.
قلت: ساق له ابن عدي أحاديث ما هي بالمنكرة جدا.
وجاء عن ابن معين تليينه.
وقد استنكر عليه ابن عدي في الكامل هذا الحديث بعينه
ولا شك أن هذا الخبر منكر ، فالانفراد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
بخبر لا يعرف عند أصحاب هشام في الأحكام فلا شك أنه منكر
قال مسلم في صحيحه : فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ
فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ
وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا
عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا
الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ
مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ
حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وجاء في علل الدارقطني :” 3496 – وسُئِل عَن حَديث عُرْوة ، عَن عَائِشَة
قالت : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : سجدتا السهو يجزيان عن كل زيادة ونقصان
في الصلاة .
فقال : يرويه حكيم بن نافع الجزري ، عن هِشام بن عُرْوة ، عن أبيه ، عَن
عَائِشَة.
وحدث به عبد الصمد بن الفضل ، عن علي بن محمد المنجوري ، عن أبي جعفر الرازي
، عن هِشام بن عُرْوة ، عن أبيه ، عَن عَائِشَة.
ووهم في قوله : أبي جعفر الرازي . وهو حكيم بن نافع”
وليس في هذا الخبر المنكر لفظ ( بعدما يسلم )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم