الكلام على حديث : ( لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 16363 – حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ
يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وَجْهِهِ، فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَرَى السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: ” إِنَّهُ
أَتَانِي مَلَكٌ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ
يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ
عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ
عَشْرًا، قَالَ: بَلَى “

سليمان مولى الحسن مجهول قال النسائي :” لا أعرفه ” ، وانفرد
عنه ثابت بالرواية فالسند ضعيف ، وقد خولف حماد عن ثابت ، وهذه أرجح الروايات عن ثابت

قال أحمد في مسنده  16614- حَدَّثنا
سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ،
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه
وسَلم يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ قَالُوا يَا رَسُولَ
اللهِ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ قَالَ
أَجَلْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ
أُمَّتِكَ صَلاَةً كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ
سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا.

أبو معشر ضعيف ، وليس في روايته قوله (وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ
مِنْ أُمَّتِكَ إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا) فهذه لا شاهد لها في خبر أبي معشر

قال البخاري في الأدب المفرد 642- حَدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدثنا
سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا، وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا
يَتْبَعُهُ، فَخَرَجَ عُمَرُ فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ أَوْ مِطْهَرَةٍ، فَوَجَدَهُ
سَاجِدًا فِي مِسْرَبٍ، فَتَنَحَّى فَجَلَسَ وَرَاءَهُ، حَتَّى رَفَعَ النَّبِيُّ صَلى
الله عَلَيهِ وسَلم رَأْسَهُ فَقَالَ: أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حِينَ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا
فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَنِي فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ.

سلمة بن وردان ضعيف جداً وحديثه عن أنس خاصة فيه مناكير

قال الحافظ في تهذيب التهذيب :” قال ابن حبان : كان يروى عن أنس أشياء
لا تشبه حديثه ، و عن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، كأنه كان قد حطمه السن
، فكان يأتى بالشىء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج ، مات سنة ست و مئة .

و أرخه ابن قانع سنة سبع .

و قال الحاكم : حديثه عن أنس مناكير أكثرها “

وليس في روايته قوله (وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ
إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا) فلا شاهد لها في هذا الخبر فهذه الزيادة ضعيفة

وقال أحمد في مسنده 1662 – حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ
الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا فَسَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى
خِفْتُ – أَوْ خَشِيتُ – أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَوَفَّاهُ – أَوْ قَبَضَهُ – قَالَ:
فَجِئْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ” مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ
” قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قال: فَقَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ
السَّلامُ قَالَ لِي: أَلا أُبَشِّرُكَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: مَنْ
صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ

عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث أبو معاوية ضعيف من قبل ضعفه ، وليس فيه
ذكر التسليم ( عشراً ) وإنما ذكر التسليم فقط فبقيت لفظة ( عشراً ) لا شاهد لها فتبقى
ضعيفة

وقد يتقوى الخبر على مذهب من يذهب للتقوية لمثل هذا وفي القلب من ذلك
شيء

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم