الكلام على حديث : ( لا تحل الصدقة إلا لخمسة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو داود 1638 : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
بِمَعْنَاهُ ( وأصل الحديث لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إِلاَّ لِخَمْسَةٍ : رَجُلٍ اشْتَرَاهَا
بِمَالِهِ ، أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ عَلَيْهَا ، أَوِ ابْنِ السَّبِيلِ ، أَوْ فِي سَبِيلِ
اللهِ ، أَوْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ فَتَصَدِّقَ عَلَيْهِ فَأَهْدَى لَهُ).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدٍ كَمَا قَالَ
مَالِكٌ وَرَوَاهُ الثَّوْرِىُّ عَنْ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِى الثَّبْتُ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم-.

أقول : هذا حديث ظاهره الصحة غير أن الأئمة أعلوه بالإرسال

قال ابن أبي شيبة في المصنف 10785: وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم :

 لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إِلاَّ
لِخَمْسَةٍ : رَجُلٍ اشْتَرَاهَا بِمَالِهِ ، أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ عَلَيْهَا ، أَوِ
ابْنِ السَّبِيلِ ، أَوْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوْ رَجُلٍ كَانَ لَهُ جَارٌ فَتَصَدِّقَ
عَلَيْهِ فَأَهْدَى لَهُ.

وقال مالك في الموطأ 604 : عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال :

لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة لغاز في سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم
أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغني
.

أقول : فخالف كل من مالك وسفيان معمراً فرووه مرسلاً .

وهذا ما رجحه أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني .

 ومعمر انفرد عنه برواية الوصل
عبد الرزاق ، فلا أدري الوهم منه أو من معمر

قال ابن أبي حاتم في العلل :”642: وسألتُ أبِي ، وأبا زُرعة ، عَن
حدِيثٍ ؛ رواهُ عبدُ الرّزّاقِ ، عن مَعْمَرٍ ، عن زيدِ بنِ أسلم ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ
، عن أبِي سعِيدٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : لا تحِلُّ الصّدقةُ إِلاَّ
لِخمسةٍ : رجُلٍ اشتراها بِمالِهِ ، أو رجُلٍ عامِلٍ عليها ، أو غارِمٍ ، أو غازٍ فِي
سبِيلِ اللهِ تعالى ، أو رجُلٍ لهُ جارٌ فيتصدّقُ عليهِ فيُهدِي لهُ.

فقالا : هذا خطأٌ رواهُ الثّورِيُّ ، عن زيدِ بنِ أسلم ، قال : حدّثنِي
الثّبتُ ، قال : قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وهُو أشبهُ.

وقال أبِي : فإِن قال قائِلٌ : الثّبتُ من هُو أليس هُو عطاءُ بنُ يسارٍ.

قِيل لهُ : لو كان عطاء بن يسارٍ لِم يُكنِّ عنهُ.

قُلتُ لأبِي زُرعة : أليس الثّبتُ هُو عطاءٌ ؟ قال : لاَ ، لو كان عطاءً
ما كان يُكنِّي عنهُ وقد رواهُ ابنُ عُيينة ، عن زيدٍ ، عن عطاءٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم ، مُرسلا.

قال أبِي : والثّورِيُّ أحفظُ “

وجاء في العلل للدارقطني:” س 2279 : وسُئِل عَن حَدِيثِ عَطاءِ بنِ
يَسارٍ ، عَن أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : لا
تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلاّ بِخَمسَةٍ … الحَدِيثَ.

فَقال : حَدَّث بِهِ عَبد الرَّزّاقِ ، عَن مَعمَرٍ ، والثَّورِيُّ ، عَن
زَيدِ بنِ أَسلَم ، عَن عَطاءِ بنِ يَسارٍ ، عَن أَبِي سَعِيدٍ ، قالَهُ ابن عَسكَرٍ
عَنهُ ، وقال غَيرُهُ : عَن عَبدِ الرَّزّاقِ ، عَن مَعمَرٍ وحدَهُ ، وهُو أَصَحُّ.

وَرَوَى هَذا الحَدِيث عَبد الرَّحمَنِ بن مَهدِيٍّ ، عَنِ الثَّورِيِّ
، عَن زَيدِ بنِ أَسلَم ، قال : حَدَّثَنِي الثَّبتُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيه وسَلم ، ولَم يُسَمِّ رَجُلاً ، وهُو الصَّحِيحُ.

حَدَّثنا أَحمَد بن مُحَمدِ بنِ أَبِي شَيبَة ، حَدَّثنا مُحَمد بن سَهلِ
بنِ عَسكَرٍ ، حَدَّثنا عَبد الرَّزّاقِ ، أَنبا سُفيانُ الثَّورِيُّ ، ومَعمَرٌ جَمِيعًا
، عَن زَيدِ بنِ أَسلَم ، عَن عَطاءِ بنِ يَسارٍ ، عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ ،
قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلاّ
بِخَمسَةٍ : العامِلُ عَلَيها ، أَو غازٍ فِي سَبِيلِ الله ، أَو رَجُلٌ اشتَراها بِمالِهِ
، أَو مِسكِينٌ تَصَدَّق بِها عَلَيهِ فَأَهدَى مِنها لِغَنِيٍّ.

حَدَّثنا عَلِيُّ بن عَبدِ الله بنِ مُبَشِّرٍ ، قال : حَدَّثنا أَحمَد
بن سِنانٍ ، حَدَّثنا عَبد الرَّحمَنِ بن مَهدِيٍّ ، عَن سُفيان ، عَن زَيدِ بنِ أَسلَم
، قال : حَدَّثَنِي الثَّبتُ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم ، قال : لا
تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ إِلاّ بِخَمسَةٍ ، ثُمّ ذَكَر نَحو حَدِيثِ عَبدِ الرَّزّاقِ”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم