الكلام على حديث : ( كَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَفَانِى )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو داود 5060 : حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ
يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ  الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِى كَفَانِى وَآوَانِى وَأَطْعَمَنِى وَسَقَانِى وَالَّذِى مَنَّ عَلَىَّ
فَأَفْضَلَ وَالَّذِى أَعْطَانِى فَأَجْزَلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ اللَّهُمَّ
رَبَّ كُلِّ شَىْءٍ وَمَلِيكَهُ وَإِلَهَ كُلِّ شَىْءٍ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ
.

أقول : هذا سند ظاهره الصحة ولكن له علة بينها أبو حاتم كما سيأتي

قال الخرائطي في مكارم الأخلاق 912 : حدثنا أبو يوسف القلوسي ، حدثنا أبو
معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثني حسين المعلم ، حدثني عبد الله بن بريدة ، حدثني ابن
عمران ، قال :

 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تبوأ مضجعه قال : الحمد لله الذي كفاني وأواني ، وأطعمني وسقاني ، ومن علي فأفضل
، وأعطاني فأجزل ، والحمد لله على كل حال ، اللهم أنت رب كل شيء  قال أبو بكر الخرائطي : فقال له أبو علي العنزي
: كنت حدثت به مرة ، فقلت ابن عمر .

 فقال : ذاك خطأ وأنكر ذلك ، وقال
: اجعله ابن عمران .

وقال في الخطيب في الكفاية 693 : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن
عبد الله بن مهدي البزاز ، وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، قالا : أنا إسماعيل
بن محمد الصفار ، ثنا عباس بن محمد ، ثنا أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، حدثني حسين المعلم
، حدثني عبد الله بن بريدة ، حدثني أبو عمران ، قال أبو معمر ، وعبد الصمد بن عبد الوارث
يقول في هذا حدثني أبو عمر ، وأنا أقول في هذا : حدثني أبو عمران ، أنه قال :

 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا تبوأ مضجعه الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني ، ومن علي وأفضل ،
وأعطاني فأجزل ، الحمد لله على كل حال ، اللهم رب كل شيء ومليك كل شيء ولك كل شيء ،
أعوذ بك من النار .

قال ابن أبي حاتم في العلل :” 2049 سألت أبي عن حديث رواه عبد الصمد
بن عبد الوارث عن أبيه عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال حدثني ابن عمر عن النبي انه
كان يقول اذا دخل مضجعه الحمد لله الذي كفاني وآواني وذكر الحديث

ورواه أبو معمر المنقري عن عبد الوارث عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال
حدثني ابن عمران ان النبي قلت لابي ايهما أصح

قال حديث أبي معمر أشبه .

قلت لابي : ابن عمران من هو قال لا أدري

قلت فابن بريدة ادرك ابن عمر ؟ قال أدركه ولم يبين سماعه منه”

أقول : قد جاء عن أنس حديثٌ يوافق بعض ما ورد في حديث ابن عمر هذا وسنده
ضعيف

قال الحاكم [ 2001 ] أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أحمد بن زهير بن
حرب ثنا موسى بن إسماعيل ثنا خلف بن المنذر ثنا بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني
وآواني الحمد لله الذي أطعمني وسقاني الحمد لله الذي من علي فأفضل اللهم إني أسألك
بعزتك أن تنجني من النار فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم “

أقول : خلف بن المنذر لم يوثقه معتبر ترجم له البخاري في التاريخ ولم يذكر
فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وليس في حديث أنس قوله (وأعطاني فأجزل ، الحمد لله على كل
حال ، اللهم رب كل شيء ومليك كل شيء ولك كل شيء) ، وهذا مما انفرد به حديث ابن عمر
، وانفرد حديث أنس بقوله (النار فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم ) فيبقى الخبران
على ضعفهما

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم