الكلام على حديث ( كَانَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال النسائي في الكبرى 10700 : أخبرني زكريا بن يحيى قال حدثنا علي بن
عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا عثام بن علي عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت :

 كان رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذا تضور من الليل قال لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما
العزيز الغفار

وهذا الحديث حذفه النسائي من الصغرى ، وتجد السبب في العلل لابن أبي حاتم

قال ابن أبي حاتم في العلل :” 1987: وَسَأَلْتُ أَبِي ، وَأَبَا زُرْعَةَ
، عَنْ حَدِيثٍ ؛ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ عَثَّامٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ
إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ.

قَالا : هَذَا خَطَأٌ ، إِنَّمَا هُوَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ
، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ نَفْسَهُ ، هَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ بِهَذَا الْحَدِيثِ
، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ”

فأبو حاتم وأبو زرعة يعلان الحديث بالقطع على عروة ، وقد اعترض عليهما
بأن يوسف بن عدي ثقة والزيادة من الثقة مقبولة ، وأن جريراً ساء حفظه لما كبر

وهذا الاعتراض منتقض بأن جريراً لم يسلك الجادة لهذا رجحوا روايته فإن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً جادة مطروقة روي فيها العشرات من الأحاديث والراوي
إذا ساء حفظه فإنه يرفع الموقوف ويصل المرسل في العادة ، أما الرواية المقطوعة فهذه
لا يحفظها إلا حافظ فما قاله أبو حاتم وأبو زرعة هو الصواب وقد وافقهما الوادعي في
أحاديث معلة .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم