الكلام على حديث ( كفالة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

يروى عن مجاهد أنه قال :” كان من نعم الله على علي بن أبي طالب رضي
الله عنه ما صنع الله له و أراده به من الخير أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة

و كان أبو طالب في عيال كثير فقال : رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه
العباس و كان من ايسر بني هاشم : يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال و قد الناس
ما ترى من هذه الأزمة فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله أحد من بنيه رجلا و تأخذ أنت
رجلا فنكفلهما عنه

فقال العباس : نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب : إنا نريد أن نخفف عنك من
عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا
ما شئتما

 فأخذ رسول الله صلى الله عليه
و سلم عليا فضمه إليه و أخذ العباس جعفرا فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله
عليه و سلم حتى بعثه الله نبيا فاتبعه و صدقه و أخذ العباس جعفرا و لم يزل جعفر مع
العباس حتى أسلم و استغنى عنه “

رواه الحاكم 6463 وابن هشام (1/245) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق حدثني
ابن أبي نجيح عن مجاهد به

قلت : وهذه الرواية منقطعة فقد قال العلائي في أحكام المراسيل :”
وقال ليحيى بن معين يروى عن مجاهد أنه قال خرج علينا عليا رضي الله عنه قال

ليس هذا بشيء وقال يحيى القطان إبراهيم يعني النخعي عن علي أحب إلي من
مجاهد عن علي “

قلت : النخعي لم يسمع من أحد من الصحابة كما في ترجمته في التهذيب وعليه
تكون رواية مجاهد عن علي منقطعة

ونقل العلائي عن أبي حاتم قوله :” مجاهد أدرك عليا رضي الله عنه ولكن
لا يذكر رؤية ولا سماعا “

وجزم أبو زرعة بانقطاع روايته عن علي فقال :” مجاهد عن علي رضي الله
عنه مرسل “

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم