الكلام على حديث : ( كفاك الحية ضربة بالسوط أصبتها أم أخطئتها )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البيهقي في السنن الكبرى 
3253 : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع
بن سليمان المرادي ثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب ثنا حميد بن الأسود عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

 كفاك الحية ضربة بالسوط أصبتها
أم أخطئتها

هذا الحديث انفرد به إسماعيل بن مسلمة بن قعنب وقد استنكره كل من أبي حاتم
والدارقطني

قال الدارقطني في أطراف الأفراد والغرائب :” ( 48 ) حدثنا أبو الحسين
عبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، ثنا الربيع بن سليمان

المرادي، ثنا إسماعيل بن مسلمة بن قَعْنَب، ثنا حميد بن الأسود، عن محمد
بن عمرو، عن

أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفاك
الحيةَ ضربةٌ بالسوط، أصبتها أم

أخطأتها ». هذا حديث غريب من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة،
تفرد

به أبو الأسود حميد بن الأسود عنه، ولا نعلم حدث به غير إسماعيل بن مسلمة
بن قَعْنَب

عنه”

وقال ابن أبي حاتم في العلل :” 2345- وَسَمِعْتُ أَبِي ، وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ الَّذِي اخْتُلِفَ فِيهِ : عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.

فَقَالَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ وَغَيْرُهُ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
أَبِي هَانِئٍ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي
بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.

وَرَوَاهُ غَيْرُ أَصْبَغَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
، هَذَا الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثًا آخَرَ ، فَقَالَ : عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم وَلا أَعْلَمُ سَمِعَ عَبَّاسٌ مِنِ ابْنِ عُمَرَ شَيْئًا ، وَقَدْ
سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.

قَالَ أَبِي : رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : كَفَاكَ الْحَيَّةَ
ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ مَاتَ أَوْ حَيَّ.

قُلْتُ لأَبِي : سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ ؟ قَالَ
: لا ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْهُ وَأَنْكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ
جِدًّا ، وَقَالَ : لَيْسَ لِهَذَا الْكَلامِ أَصْلٌ ، وَلَمْ أَعْرِفْ هَذَا الْكَلامَ
عَنْ أَحَدٍ حَتَّى رَأَيْتُ الآنَ اللَّيْثَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ
بْنِ حَكِيمٍ قَوْلُهُ هَذَا الْكَلامَ.

وعَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْعَمْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ كَانَ يَرْمِي الْحَيَّةَ بِالْعَصَا وَإِنْ كَانَ رَاكِبًا ، لِهَذَا
الْحَدِيثِ”

ووجه الاستنكار والله أعلم أن هذا الحديث لو كان له أصل مرفوع لما انفرد
إسماعيل من دون جميع أهل طبقته والانفراد في هذه الطبقة عسير خصوصاً بحديث مروي من
طريق سلسلة مشهورة ( محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة )

لهذا استغربه الدارقطني واستنكره أبو حاتم ، ولهذا أيضاً اجتنبه أصحاب
الكتب الستة بل وعامة أصحاب الكتب المتقدمة من صحاح ومسانيد وسنن

فالخبر لا يصح 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم