الكلام على حديث ( كان يقرأ في الظهر والعصر بـ سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البزار في مسنده 7262: حَدَّثنا مُحَمد بن مَعْمَر ، حَدَّثنا روح
بن عبادة ، حَدَّثنا حماد بن سلمة ، عن ثابتٍ وقتادة وحميد ، عَن أَنَس :

 أَن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ، و{هل أتاك حديث الغاشية}.

هذا الحديث أورده البزار في مسنده المعلل واجتنبه مسلم مع أنه على شرطه
، وهذا يوجب الريبة في الخبر

ومحمد بن معمر صدوق وقد خولف في سند الخبر فرواه عبد الرحمن بن مهدي عن
حماد عن سماك عن جابر بن سمرة

قال البزار في مسنده 4260: حدثنا محمد بن المثنى قال : نا عبد الرحمن بن
مهدي عن حماد بن سلمة عن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} ، و{هل أتاك حديث الغاشية} .

وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سماك إلا حماد بن سلمة .

وهذا أصح فهذا سند لا يحفظه إلا حافظ وعبد الرحمن بن مهدي أوثق من روح
بن عبادة وإن كان الحمل على تلميذه محمد بن معمر

وهل حديث حماد هذا صحيح ؟

الصواب : أن زيادة ( هل أتاك حديث الغاشية ) شاذة وكذلك زيادة صلاة العصر
فإن حماد بن سلمة يخطيء في غير حديث ثابت وقد انفرد بها من دون شعبة

قال مسلم في صحيحه 962- [171-460] وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ
، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَفِي الصُّبْحِ
بِأَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ.

وقال أيضاً 961- [170-459] وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكٍ
، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ بِـ {اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، وَفِي الْعَصْرِ نَحْوَ ذَلِكَ
، وَفِي الصُّبْحِ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ.

وقد اضطرب حماد في المتن

قال ابن أبي شيبة في المصنف 3590:  حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
، عَنْ سِمَاكٍ بْنِ حَرب ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِـ : {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} ، وَ{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}.

وهذا يعضد رواية ابن مهدي من جهة السند ويخالفها في المتن ورواية ابن مهدي
أرجح فأبو داود له أخطاء

قال مسلم في التمييز ص51 :” وحماد يعد عندهم، إذا حدث عن غير ثابت،
كحديثه عن قتادة، وأيوب، ويونس، وداود بن أبي هند، والجريري، ويحيى بن سعيد، وعمرو
بن دينار، وأشباههم، فإنه يخطئ في حديثهم كثيراً.

وغير حماد في هؤلاء أثبت عندهم، كحماد بن زيد، وعبدالوارث، ويزيد بن زريع
وابن علية”

ولهذا فإن زيادته من دون شعبة شاذة اجتنبها مسلم .

 فالوارد في صحيح مسلم أنه كان
يقرأ في صلاة الظهر ب( سبح اسم ربك الأعلى ) وأما زيادة قراءة هل أتاك حديث الغاشية
فشاذة ، وكذلك ذكر صلاة العصر إنما الثابت قوله ( وفي العصر نحو ذلك )

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم