الكلام على حديث ( كانت له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البيهقي في الكبرى 840 : وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأ بو زكريا
بن أبي إسحاق وأ بو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد
بن عبد الله بن عبد الحكم أنا بن وهب ثنا زيد بن الحباب عن أبي معاذ عن بن شهاب عن
عروة عن عائشة :

 أن رسول الله صلى الله عليه و
سلم كانت له خرقة يتنشف بها بعد الوضوء.

 أبو معاذ هذا هو سليمان بن أرقم
وهو متروك .

أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقية عن أبي الحسن علي بن عمر الحافظ ح وأخبرنا
أبو سعد الماليني عن أبي أحمد بن عدي الحافظ وقد روي ذلك بإسناد غير قوي

وحديث عائشة هذا استنكره الإمام أحمد

 قال ابن قدامه في المغني : عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:  كَانَ لِلنَّبِيِّ
– صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مُنْكَرٌ مُنْكَرٌ.اهـ

قال البيهقي في الكبرى 878 : أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الصُّوفِيُّ الْحَافِظُ، ثنا أَبُو
الْعَبَّاسِ بْنُ الشِّيرَازِيِّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا أَبُو
الْعَيْنَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، ثنا أَبُو
عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ:

 أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” كَانَتْ لَهُ خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ

أبو عمرو بن العلاء هو يحيى بن العلاء متهم بالوضع وعلى بلائه اضطرب في
سنده

قال ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن أبي عمرو بن العلاء
عن إياس بن جعفر الحنفي قال: أخبرت أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانت له خرقة
يتنشف بها عند الوضوء

وقال ابن أبي حاتم في العلل :” 51- وسمِعتُ أبِي ذكر حدِيثًا : رواهُ
عبدُ الوارِثِ ، عن عَبدِ العزِيزِ بنِ صُهيبٍ ، عن أنسٍ أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كانت لهُ خِرقةٌ ، يتمسّحُ بِها.

فقال إني رأيتُ فِي بعضِ الرِّواياتِ عن عَبدِ العزِيزِ أنّهُ كان لأنسِ
بنِ مالِكٍ خِرقةٌ وموقُوفٌ أشبهُ ، لا يُحتملُ أن يكُون مُسندًا”

وقال الترمذي في جامعه 54: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ
بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ
حُمَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ:

 رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ مَسَحَ وَجْهَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ.

وهذا الحديث متنه يخالف الأحاديث السابقة فكلها تدل على أن له خرقة منفصلة
يتوضأ بها وهذا يدل على أن خرقته كانت ثوبه وليست منفصلة مخصصة للتنشيف على أن هذا
السند ضعيف جداً لضعف رشدين

قال أبو الحسن الميمونى : سمعت أبا عبد الله ـ يعنى أحمد بن حنبل يقول
: رشدين بن سعد ليس يبالى عن من روى لكنه رجل صالح ، فوثقه هيثم بن خارجة و كان فى
المجلس فتبسم أبو عبد الله ، ثم قال : ليس به بأس فى أحاديث الرقاق .

و قال حرب بن إسماعيل : سألت أحمد بن حنبل عنه فضعفه ، و قدم ابن لهيعة
عليه .

و قال أبو القاسم : سئل أحمد بن حنبل عنه فقال : أرجو أنه صالح الحديث
.

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : لا يكتب حديثه .

و قال محمد بن أحمد بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : ليس من حمال المحامل
.

و قال أحمد بن محمد بن حرب الجرجانى ، عن يحيى : رشدينين ليسا برشيدين
: رشدين ابن كريب ، و رشدين بن سعد .

و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، و عبد الله بن أحمد الدورقى ، عن يحيى
: ليس بشىء .

و قال عمرو بن على ، و أبو زرعة : ضعيف الحديث .

و قال أبو حاتم : منكر الحديث ، و فيه غفلة ، و يحدث بالمناكير عن الثقات
، ضعيف الحديث ، ما أقربه من داود بن المحبر ، و ابن لهيعة أستر ، و رشدين أضعف .

و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : عنده معاضيل ، و مناكير كثيرة .

و قال أيضا : سمعت بن أبى مريم يثنى عليه فى دينه .

و قال قتيبة بن سعيد : كان لا يبالى ، ما دفع إليه قرأه .

و قال النسائى : متروك الحديث .

و قال فى موضع آخر : ضعيف الحديث ، لا يكتب حديثه .

فالأكثر على تضعيفه جداً كما يدل عليه كلام أبي حاتم وابن معين والنسائي
، وقتيبة نص على أنه يتلقن وهذا جرح مفسر شديد لا يدفع .

وقال ابن حبان مؤكداً لما ذكره قتيبة :” و قال ابن حبان : كان ممن
يجيب فى كل ما يسأل ، و يقرأ كلما دفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه ، فغلبت
المناكير فى أخباره .”

وعبد الرحمن أيضاً ضعيف

وقال الطبراني في الكبير 127 : حدثنا مطلب بن شعيب الازدي ثنا عبد الله
ين صالح حدثني الليث حدثني الاحوص بن حكيم عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن عبد
الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يمسح على وجهه
بطرف ثوبه في الوضوء

محمد بن سعيد المصلوب كذاب وضاع

فالصواب في الخبر الضعف لشدة ضعف جميع طرقه ولو كان فيها واحداً ضعفه محتمل
لما صح فكيف وكلها شديدة الضعف

وقد ضعف ابن الجوزي هذا الحديث في العلل المتناهية

وكذا نص الترمذي على أنه لا يصح في هذا الباب حديث عن النبي حيث قال
:” قال التِّرمِذِيُّ: الحَديث الأَوَّلُ غَرِيبٌ وإِسنادُهُ ضَعيفٌ، ورَشدَينُ،
وعَبد الرَّحمَن بن زِيادٍ ضَعِيفانٍ, وحَديثُ عائِشَةَ لَيسَ بِالقائِمِ, ولا يَصِحُّ
عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي هَذا البابِ شَيءٌ”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم