الكلام على حديث : ( كانت تحمل ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الترمذي في جامعه 963 : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا
خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ الجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ:

 أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ مِنْ
مَاءِ زَمْزَمَ وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْمِلُهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

وفي بعض النسخ ( غريب ) وهو أنسب فقد استنكر الإمام البخاري في هذا الحديث
على خلاد بن يزيد

قال البخاري في التاريخ الكبير :” 639 : خَلادٌ، قَالَ أَحْمَدُ حدثنا
أَبُو كُرَيْبٌ حدثنا خَلادُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفيُّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَمَلَتْ مَاءَ زَمْزَمَ
فِي الْقَوَارِيرِ وَقالتْ: حَمَله رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الأَدَاوَى وَالْقِرَبِ فَكَانَ يَصُبُّ عَلَى الْمَرْضَى وَيَسْقِيهِمْ، قَالَ
أَبُو عَبْد اللَّه: لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ”

وقد استغربه الدارقطني فقال في أطراف الأفراد والغرائب :” 6221-حديث:
أنها كانت تحمل ماء زمزم من . . . الحديث

تفرد به أبو كريب عن خلاد بن يزيد الجعفي عن زهير بن معاوية عنه”

وهذا استنكار أيضاً وقد قال ابن حبان في خلاد (( ربما أخطأ )) فإن لم يكن
استنكره البخاري والدارقطني هو ما أخطأ فيه فما الذي أخطأ فيه

وتفرده هنا مريب إذ انفرد بها الخبر من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
من دون كافة أهل المدينة وأهل العراق وهذه سلسلة مشهورة يتطلبها الناس ويتطلبون أحاديثها
لهذا نص البخاري على هذا التفرد

وخلاد أصلاً لم يوثقه معتبر بل ذكره ابن حبان في الثقات وقال (( ربما أخطأ
)) وخرج له ابن خزيمة حديثاً توبع عليه في صحيح مسلم ،  واستنكر عليه الذهبي حديثاً آخر في الميزان غير
حديثنا هذا ، وخرج له ابن خزيمة  عدة لا تكاد
تبلغ ستة أحاديث ، فمثل هذا أنى له أن ينفرد بخبر من طريق زهير عن هشام عن أبيه عن
عائشة

إذا فهمت هذا علمت دقة نظر البخاري والدارقطني في هذا الاستنكار

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم