قال أبو داود 4898 : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُحَرَّرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
أَنَّهُ قَالَ :
بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- جَالِسٌ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ وَقَعَ رَجُلٌ بِأَبِى بَكْرٍ فَآذَاهُ
فَصَمَتَ عنه أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ آذَاهُ الثَّانِيَةَ فَصَمَتَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ
ثُمَّ آذَاهُ الثَّالِثَةَ فَانْتَصَرَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- حِينَ انْتَصَرَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَوَجَدْتَ
عَلَىَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَزَلَ مَلَكٌ
مِنَ السَّمَاءِ يُكَذِّبُهُ بِمَا قَالَ لَكَ فَلَمَّا انْتَصَرْتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ
فَلَمْ أَكُنْ لأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ .
4899 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَجُلاً كَانَ يَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَسَاقَ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى عَنِ ابْنِ
عَجْلاَنَ كَمَا قَالَ سُفْيَانُ.
أقول : هنا خالف الليثَ بن سعد محمدُ بن عجلان ، وقد رجح الدارقطني رواية
الليث بن سعد ولا بعد في هذا لأنه أوثق باتفاق
جاء في العلل للدارقطني :” س 1472: وسُئِل عَن حَدِيثِ المَقبُرِيِّ
، عَن أَبِي هُرَيرة ، وقَع رَجُلٌ بِأَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِي الله عَنهُ ، وهُو
مَع رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم جالِسٌ ، فَجَعَل يَشتِمُ أَبا بَكرٍ ،
الحَدِيث ، وفِيهِ : فَقال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : إِن كان يَشتِمُك
ويَنالُ مِنك ، وأَنت ساكِتٌ ، ومَعَك مَلَكٌ يَرُدُّ عَلَيهِ قَولَهُ ، فَلَمّا رَدَدت
عَلَيهِ ، ذَهَب المَلَكُ ، ووَقَع الشَّيطانُ … الحَدِيثَ.
فَقال : يَروِيهِ ابن عَجلاَن ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ سُلَيمانُ بن
بِلاَلٍ ، وابن عُيَينَة ، ويَحيَى القَطّانُ ، والوَلِيد بن مُسلِمٍ ، وصَفوانُ بن
عِيسَى ، وبَكرُ بن صَدَقَة ، والمُغِيرَةُ بن عَبدِ الرَّحمَنِ ، عَن مُحَمدِ بنِ
عَجلاَن ، عَن سَعِيدٍ المَقبُرِيِّ ، عَن أَبِي هُرَيرةَ.
وَخالَفَهُمُ اللَّيثُ بن سَعدٍ رَواهُ ، عَن سَعِيدٍ المَقبُرِيِّ ، عَن
بَشِيرِ بنِ المُحَرَّرِ ، عَن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّب مُرسَلاً.
وكَذَلِك رَواهُ أَبُو بَكرٍ الحَنَفِيُّ ، عَن عَبدِ الحَمِيدِ بنِ جَعفَرٍ
، عَن سَعِيدِ بنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبُرِيِّ ، عَن بَشِيرِ بنِ المُحَرَّرِ ، عَن
سَعِيدِ بنِ المُسَيَّب وهُو الصَّوابُ.
ويشبه أَن يَكُون ذَلِك مِن ابنِ عَجلاَن ، لأَنَّهُ يُقالُ : إِنَّهُ
كان قَدِ اختَلَط عَلَيهِ رِوايَتَهُ عَن سَعِيدٍ المَقبُرِيِّ ، واللَّيثِ بنِ سَعدٍ
، فِيما ذَكَر يَحيَى بن مَعِينٍ ، وأَحمَد بن حَنبَلٍ أَصَحُّ النّاسِ رِوايَةً ،
عَنِ المَقبُرِيِّ ، وعَنِ ابنِ عَجلاَن ، عَنهُ يُقالُ : إِنَّهُ أَخَذَها عَنهُ قَدِيمًا
“
وبشير بن المحرر مجهول فيكون الخبر ضعيفاً
وقال عبد الرزاق (20255) – أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع أن
رجلا كان يشتم أبا بكر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ،فلما ذهب أبو بكر لينتصر
منه قام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : شتمني ، فلما ذهبت لأرد عليه قمت
، قال : إن الملك
كان معك ، فلما ذهبت لترد عليه قام فقمت.
وهذا الخبر مرسل ، وأبو إسحاق اختلط ومعمر لعله روى عنه بعد الإختلاط
وهل يصلح هذا المرسل لتقوية مرسل ابن المسيب الضعيف ؟
الجواب : هذا المرسل ليس فيه قوله :” فَلَمَّا انْتَصَرْتَ وَقَعَ
الشَّيْطَانُ فَلَمْ أَكُنْ لأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ ” والله عز وجل
يقول :” وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ” ويقول
النبي صلى الله عليه وسلم :” الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالاَ فَعَلَى الْبَادِئِ مَا
لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ ” رواه مسلم
ثم إن احتمال أن يكون مخرج المرسلين واحداً واردٌ بقوة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم