الكلام على حديث ( عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الكلاباذي في معاني الأخبار (1/116) :

 قرأ علي أبي نصر محمد بن عمرويه
ابن سهل المطوعي في المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في دار بكار وهو ينظر في كتابه
: حدثكم محمود بن آدم ، قال : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 عجبت من يوسف صلوات الله عليه
، ومن صبره وكرمه ، والله يغفر له لو كنت أنا مكانه حين آتاه الرسول لبدرته الباب ،
ولكنه أراد أن كيون له القدر ، ولولا كلمة قالها ما لبث في السجن ما لبث.

الكلاباذي هذا لم أقف على من عدله وكذلك شيخه وقد خالف عبد الرزاق فروى
الخبر عن ابن عيينة مرسلاً

قال عبد الرزاق في تفسيره 1313 : عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو
, عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ , وَصَبْرِهِ , وَكَرَمِهِ فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ
حِينَ سُئِلَ عَنِ الْبَقَرَاتِ الْعِجَافِ السِّمَانِ , وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ مَا
أَخْبَرْتُهُمْ حَتَّى أَشْتَرِطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُخْرِجُونِي , وَلَقَدْ عَجِبْتُ
مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ , وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ أَتَاهُ الرَّسُولُ
, وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَبَادَرْتُهُمُ الْبَابَ , وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ
لَهُ الْعُذْرُ وَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ الْكَلِمَةَ الَّتِي قَالَ مَا لَبِثَ فِي
السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ.

وهذا أصح ولا شك

وقال الطبراني في الكبير 11640 : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَنَا عَمْرُو بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ” عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ حَيْثُ
أُرْسِلَ إِلَيْهِ ليُسْتَفْتَى فِي الرُّؤْيَا، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ
حَتَّى أَخْرُجَ، وعَجِبْتُ لصَبْرِهِ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ أُتِي لِيَخْرُجَ
فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أَخْبَرَهُمْ بِعُذْرِهِ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لبادرتُ الْبَابَ،
وَلَوْلَا الْكَلِمَةُ لَمَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ حَيْثُ يَبْتَغِي الْفَرَجَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللهِ قَوْلُهُ: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ}  “

إبراهيم متروك فالصواب في الخبر أنه مرسل

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم