الكلام على حديث ( عليك بحسن الخلق , وطول الصمت )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البزار في مسنده 7000: حَدَّثنا سهل بن بحر ، حَدَّثنا معلى بن أسد
، حَدَّثنا بِشْار بن الحكم أَبُو بدر الضبي ، حَدَّثنا ثابت البناني ، عَن أَنَسٍ
، قال : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم :

 الخصلة الواحدة تكون في الرجل
يصلح الله بها عمله كله , وطهور الرجل لصلاته يكفر الله ذنوبه ويبقى صلاته نافله له.

7001: وبإسناده ؛ قال : لقى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم أبا
ذر فقال :

 يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين
هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال : بلى يارسول الله قال : عليك
بحسن الخلق , وطول الصمت , فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما.

وحديثي بشار بن الحكم لا نعلم رواهما غيره ، عن ثابتٍ.

قال ابن عدي في الكامل :” 261- بشار بْن الحكم أَبُو بدر الضبي.

بصري منكر الحديث عن ثابت البناني وغيره. أَرَادَكَ بِالأُخْرَى هَيَّأَكَ
لَهَا ثُمَّ لا يُبَالِي أَيَّ وَادٍ سَلَكْتَ.

قَالَ الشَّيْخُ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَبَشِيرٌ
هَذَا وَإِنْ لَمْ يُنْسَبْ فَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ فِيمَنْ اسْمُهُ بَشِيرٌ لأَنَّ
هَذَا الْحَدِيثَ الذي رواه منكر عن الأَعْمَش”

وقال الذهبي في الميزان :” 1173 – بشار بن الحكم (الضبي البصري)
.

عن ثابت البناني.

يكنى أبا بدر.

قال أبو زرعة: منكر الحديث.

وقال ابن حبان: يتفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه.

روى عنه إبراهيم بن الحجاج الشامي.

وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.

يكنى أبا بدر”

فمثله ضعيف جداً خصوصاً عن ثابت

وقال أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان 1048 : حدثنا يونس
بن أحمد ، قال : ثنا أحمد بن محمد العطار الأبلي ، قال : ثنا بشر بن عبيد ، قال : ثنا
عبد الله بن موسى ، عن سليم ، مولى الشعبي ، عن الشعبي ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم :

 ألا أدلك على أفضل العبادة وأيسرها
على يديك ؟  قلت : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول
الله .

قال : عليك بالصمت وحسن الخلق فإنك لن تلق الله بمثلها .

بشر بن عبيد ضعيف جداً

قال الذهبي في الميزان :” 1205 – بشر بن عبيد الدارسي.

عن طلحة بن زيد، عن ثور.

كذبه الأزدي، وقال ابن عدي: منكر الحديث عن الائمة، [بين الضعف جداً]
.

له: عن عمار بن عبد الملك، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة – مرفوعاً: إن الله
أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض.

وله عن إسماعيل بن فرقد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده حديث ما عبد
الله بشئ مثل العقل.

وله عن خنيس بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر حديث: بادروا أولادكم
بالكنى، لا تغلب عليهم الالقاب.

وهذه الأحاديث غير صحيحة فالله المستعان.

[ وله، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن أبي هريرة – مرفوعاً: من صلى على
في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له. وهذا موضوع] “

ولعله بشر بن عبيد الآخر وهو أيضاً ضعيف جداً

وقال أبو الشيخ أيضاً 1378 : حدثنا أبو مسلم ، قال : ثنا العباس بن الربيع
بن ثعلب ، قال : حدثني أبي قال : ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار ، عن سليم ، مولى
الشعبي عن الشعبي ، عن أبي ذر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

 يا أبا ذر ، ألا أدلك على أفضل
العبادة وأخفها على البدن وأثقلها في الميزان وأهونها على اللسان ؟

 قلت : بلى فداك أبي وأمي قال
: عليك بطول الصمت وحسن الخلق ، فإنك لست تعامل الله بمثلها .

ويحيى بن عقبة هذا كذبه أبو حاتم وابن معين

قال الذهبي في الميزان :” 9590 – يحيى بن عقبة بن أبي العيزار.

عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

قال أبو حاتم: يفتعل الحديث.

وقال أبو زكريا بن معين: ليس بشئ.

وقال البخاري: منكر الحديث.

يروى عن منصور وعن هشام بن عروة.

كنيته أبو القاسم.

قال النسائي وغيره: ليس بثقة.

وروى ابن محرز، عن ابن معين: كذاب خبيث عدو الله، كان يسخر به.

قلت: حدث عنه محمد بن بكار [بن] الزيات، وغيره”

ولهذا وصف المنذري سند أبي الشيخ لهذا الحديث بأنه ( واه )

وقال ابن أبي الدنيا في الصمت 650 : حدثني إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا
خلف بن تميم ، عن محمد بن عبد العزيز التيمي ، عن جليس لهم ، عن الشعبي رحمه الله ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه :   ألا أدلك
على أحسن العمل وأيسره على البدن ؟  قال : بلى
بأبي أنت وأمي .

 قال :   حسن الخلق
، وطول الصمت ، عليك بهما فإنك لن تلقى الله بمثلهما .

في سنده مبهم وهو مرسل وبقية الطرق واهية

وقال المنذري في الترغيب :” ورواه أبو الشيخ ابن حيان من حديث أبي
الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيف مؤنتهما
عظيم أجرهما لم تلق الله عز وجل بمثلهما طول الصمت وحسن الخلق”

ولا يمكن تقوية الخبر بهذا السند لأنه شاهد معدوم ويحتمل أن يكون ضعيفاً
جداً كحال الأسانيد إلى أبي ذر أو وجهاً مرجوحاً للخبر المرسل وعليه فالخبر لا يثبت

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم