الكلام على حديث ( سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن حبان في صحيحه 6761 : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ النَّصْرِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ
الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ
لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبُو التَّقِيِّ هَذَا
هُوَ: أَبُو التَّقِيِّ الْكَبِيرُ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ
أَهْلِ حِمْصٍ، وَأَبُو التَّقِيِّ الصَّغِيرُ هُوَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْيَزَنِيُّ، وَهُمَا جَمِيعًا حِمْصِيَّانِ ثِقَتَانِ

عبد الحميد بن إبراهيم كان يلقن فيتلقن وهذا خبر منكر

قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت محمد بن عوف عنه ، فقال : كان شيخا
ضريرا ، لا يحفظ ، و كنا نكتب من نسخة عند إسحاق زبريق لابن سالم ، فنحمله إليه و نلقنه
، فكان لا يحفظ الإسناد . و يحفظ بعض المتن ، فيحدثنا ، و إنما حملنا على

الكتاب عنه شهوة الحديث . و كان محمد بن عوف إذا حدث عنه ، قال : وجدت
فى كتاب

عبد الله بن سالم و حدثنى أبو تقى به .

و قال أبو حاتم : كان فى بعض قرى حمص ، فلم أخرج إليه ، و كان ذكر أنه
سمع كتب عبد الله بن سالم ، عن الزبيدى ، إلا أنه ذهبت كتبه ، فقال : لا أحفظها ،

فأرادوا أن يعرضوا عليه ، فقال : لا أحفظها . فلم يزاولوا به حتى لان
، ثم قدمت حمص بعد ذلك ، بأكثر من ثلاثين سنة ، فإذا قوم يروون عنه هذا الكتاب .

و قالوا : عرض عليه كتاب ابن زبريق و لقنوه ، فحدثهم به ، و ليس هذا
بشىء ، رجل

لا يحفظ ، و ليس عنده كتب .

و قال النسائى : ليس بشىء .

و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .

فمثل هذا ضعفه شديد ولا ينفعه توثيق ابن حبان وانفراده وهو حمصي بسلسلة
كوفية معروف مشهورة الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود مما يستنكر على مثله

قال الطبراني في الكبير 10452 : حدثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن صدران
ثنا بزيغ أبو الخليل الخصاف ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال
:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساحد حلقا
حلقا إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة

بزيع متروك

قال الحاكم في المستدرك 7997 : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بُنْدَارٍ الزَّاهِدُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَالِسِيُّ
، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ
أَبِي جُحَيْفَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتَحَلَّقُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَلَيْسَ
هِمَّتُهُمْ إِلَّا الدُّنْيَا لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ فَلَا تُجَالِسُوهُمْ

” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

أحمد بن بكر البالسي قالوا فيه أنه روى أحاديث مناكير عن الثقات واتهمه
الأزدي بالوضع ، والذي يبدو أن هذا من مناكيره لانفراده بهذا السند من دون جميع أصحاب
سفيان الثوري والحسن البصري وأنس بن مالك

وقد خولف فقد روي الخبر بسند صحيح من كلام الحسن البصري ليس مرفوعاً

قال ابن أبي شيبة في المصنف 36458: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ
، قَالَ : حدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ
، لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِ حَاجَةٌ ، فَلاَ تُجَالِسُوهُمْ.

وعليه فإن هذا الحديث لا يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما
هو كلام الحسن البصري

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم