الكلام على حديث ( خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 17831 : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ،
أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ وَهُوَ يَقُولُ:

 قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ بِنَا، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا
إِلَى الْقَوْمِ أَوْسَعُوا لَنَا ، فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ
وَزَعِيمُكُمْ؟  فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا
إِلَى الْمُنْذِرِ بْنِ عَائِذٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَهَذَا الْأَشَجُّ؟  فَكَانَ أَوَّلَ يَوْمٍ
وُضِعَ عَلَيْهِ هَذَا الِاسْمُ لِضَرْبَةٍ بِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ.

 فَقُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ، فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ،
ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ، فَأَلْقَى عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ
ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ
بَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَهُ وَاتَّكَأَ، فَلَمَّا
دَنَا مِنْهُ الْأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ لَهُ، وَقَالُوا: هَاهُنَا يَا أَشَجُّ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاسْتَوَى قَاعِدًا، وَقَبَضَ
رِجْلَهُ: «هَاهُنَا يَا أَشَجُّ» فَقَعَدَ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَاسْتَوَى قَاعِدًا، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَلْطَفَهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْ بِلَادِهِ،
وَسَمَّى لَهُ قَرْيَةَ: الصَّفَا، وَالْمُشَقَّرِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ قُرَى هَجَرَ
فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا
مِنَّا، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ وَطِئْتُ بِلَادَكُمْ، وَفُسِحَ لِي فِيهَا» قَالَ:
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْأَنْصَارِ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَكْرِمُوا
إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَشْبَهُ شَيْءٍ بِكُمْ
شِعَارًا وَأَبْشَارًا، أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، وَلَا مَوْتُورِينَ،
إِذْ أَبَى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حَتَّى قُتِلُوا» ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ: «كَيْفَ
رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ، وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ؟» قَالُوا:
خَيْرَ إِخْوَانٍ، أَلَانُوا فَرْشَنَا، وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا، وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا
يُعَلِّمُونَنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا، فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَرِحَ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلًا رَجُلًا
يَعْرِضُنَا عَلَى مَا تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا، فَمِنَّا مَنْ تَعَلَّمَ التَّحِيَّاتِ،
وَأُمَّ الْكِتَابِ، وَالسُّورَةَ، وَالسُّورَتَيْنِ، وَالسُّنَّةَ، وَالسُّنَّتَيْنِ،
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْ أَزْوَادِكُمْ
شَيْءٌ؟» فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ، فَأَقْبَلَ كُلُّ
رَجُلٍ مَعَهُ صُبْرَةٌ مِنْ تَمْرٍ، فَوَضَعَهَا عَلَى نِطْعٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَوْمَأَ
بِجَرِيدَةٍ فِي يَدِهِ كَانَ يَخْتَصِرُ بِهَا، فَوْقَ الذِّرَاعِ وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ،
فَقَالَ: «أَتُسَمُّونَ هَذَا التَّعْضُوضَ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى
صُبْرَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: «أَتُسَمُّونَ هَذَا الصَّرَفَانَ؟» ، قُلْنَا: نَعَمْ،
ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى صُبْرَةٍ، فَقَالَ: «أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟» فَقُلْنَا:
نَعَمْ. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ» ، قَالَ: فَرَجَعْنَا
مِنْ وِفَادَتِنَا تِلْكَ، فَأَكْثَرْنَا الْغَرْزَ مِنْهُ، وَعَظُمَتْ رَغْبَتُنَا
فِيهِ حَتَّى صَارَ عُظْمَ نَخْلِنَا وَتَمْرِنَا الْبَرْنِيُّ، قَالَ: فَقَالَ الْأَشَجُّ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ ثَقِيلَةٌ وَخِمَةٌ، وَإِنَّا إِذَا لَمْ
نَشْرَبْ هَذِهِ الْأَشْرِبَةَ هِيجَتْ أَلْوَانُنَا، وَعَظُمَتْ بُطُونُنَا، فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ،
وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَلْيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي سِقَائِهِ يُلَاثُ عَلَى
فِيهِ» فَقَالَ لَهُ الْأَشَجُّ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَخِّصْ لَنَا
فِي هَذِهِ، فَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ وَقَالَ: «يَا أَشَجُّ إِنْ رَخَّصْتُ لَكُمْ فِي
مِثْلِ هَذِهِ» وَقَالَ بِكَفَّيْهِ هَكَذَا «شَرِبْتَهُ فِي مِثْلِ هَذِهِ» وَفَرَّجَ
يَدَيْهِ وَبَسَطَهَا، – يَعْنِي أَعْظَمَ مِنْهَا – «حَتَّى إِذَا ثَمِلَ أَحَدُكُمْ
مِنْ شَرَابِهِ، قَامَ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ، فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ» وَكَانَ
فِي الْوَفْدِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَصَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، قَدْ هُزِرَتْ سَاقُهُ
فِي شُرْبٍ لَهُمْ فِي بَيْتٍ تَمَثَّلَهُ مِنَ الشِّعْرِ فِي امْرَأَةٍ مِنْهُمْ،
فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ: فَقَالَ
الْحَارِثُ: لَمَّا سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَعَلْتُ أُسْدِلُ ثَوْبِي، لِأُغَطِّيَ الضَّرْبَةَ بِسَاقِي، وَقَدْ أَبْدَاهَا اللَّهُ
لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أقول : موطن الشاهد («أَتُسَمُّونَ هَذَا الْبَرْنِيَّ؟» فَقُلْنَا: نَعَمْ.
قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ») ، وهذا السند ضعيف
من أجل يحيى العصري مجهول

وقال الحاكم في المستدرك 7528 : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْعَدْلُ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، ثَنَا
سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ السَّامِرِيُّ ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ الْبَصْرِيُّ ،
عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ
يُخْرِجُ الدَّاءَ وَلَا دَاءَ فِيهِ .

سعيد مجهول وهذا نص البخاري وأبو حاتم على أن روايته مرسلة ، وانفراده
بمثل هذا محل نكارة وسيأتي تقرير ذلك في كلام المعلمي

وقال الحاكم في المستدرك 8312 : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ ، ثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ ، ثَنَا طَالِبُ
بْنُ حُجَيْرٍ ، حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ جَدِّهِ مَزِيدَةَ ،
قَالَ:

 لَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْرَجُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَمْرًا مِنْ تَمَرَاتِهِمْ ، فَجَعَلُوا يَأْكُلُونَهُ فَسَمَّى تِلْكَ
التَّمَرَاتِ بِأَسْمَائِهِمْ ، فَقَالُوا: مَا نَحْنُ بِأَعْلَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
مِنْ أَسْمَائِهَا مِنْكَ ، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: أَطْعَمَنَا مِنْ بَقِيَّةِ الْمُقَرَّبِينَ
، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” هَذَاالْبَرْنِيُّ
وَهُوَ خَيْرُ تُمُورِكُمْ ، وَهُوَ دَوَاءٌ لَا دَاءَ فِيهِ “

هود مجهول ، وقد يكون هذا هو عين الخبر السابق في وفد عبد القيس وقد انفرد
بزيادة (وَهُوَ دَوَاءٌ لَا دَاءَ فِيهِ) ، فهي زيادة منكرة

قال الروياني في مسنده نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ،
حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَكَنٍ
الرَّقَاشِيُّ، نا عُقْبَةُ الْأَصَمُّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ، يُذْهِبُ الدَّاءَ،
وَلَا دَاءَ فِيهِ.

عقبة بن عبد الله الأصم ضعيف جداً ، وقد استنكر عليه ابن عدي هذا الحديث
بعينه

قال الشيخ مقبل الوادعي في أحاديث معلة ص72 :” فالجواب أن عقبة ضعيف
جداً لا يصلح في الشواهد والمتابعات ، قال الحافظ الذهبي في “ميزان الاعتدال”
قال يحيى ليس بشيء وقال أبو داود ضعيف وقال الفلاس كان واهي الحديث ليس بالحافظ وقال
النسائي ليس بثقة إلى آخر ما ذكر الذهبي رحمه الله فقول النسائي رحمه الله ليس بثقة
يفيد أنه لا يصلح في الشواهد والمتابعات…والله أعلم”

وقال أبو نعيم في المنتخب من أحاديث يونس بن عبيد 13 : ثنا أَحْمَدُ بْنُ
يَعْقُوبَ بْنِ الْمِهْرِجَانِ , ثنا ابْنُ نَاجِيَةَ , ثنا أَبُو ذَرٍّ الْخُرَسَانِيُّ
, ثنا عِمْرَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُجَاشِعِيُّ الْبَصْرِيُّ , ثنا الْمُهَاجِرُ
بْنُ عَمْرٍو , عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ عَلِيٍّ قَالَ:
جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا
مُحَمَّدُ خَيْرُ تَمَرَاتِكُمُ الْبَرْنِيُّ»

عمران متروك

وقال أبو نعيم في الطب النبوي 822: أخبرنا أحمد بن محمد في كتابه، حَدَّثَنا
أبو عروبة الحراني، حَدَّثَنا محمد بن خالد بن خداش، حَدَّثَنا عبيد بن واقد، عَن عثمان
بن عبد الله العبدي، عَن حميد، عَن أنس بن مالك: أن وفد عبد القيس من أهل هجر قدموا
على النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم فقال: خير تمراتكم البرني يذهب بالداء ولا داء
فيه.

عثمان بن عبد الله مجهول واستنكر عليه العقيلي هذا الحديث بعينه فقال
( حديثه غير محفوظ ) وليس له غيره

قال أبو نعيم في الطب النبوي 825: حَدَّثَنا يزيد بن جناح، حَدَّثَنا محمد
بن علي بن عامر، حَدَّثَنا محمد بن منصور، حَدَّثَنا محمد بن راشد، عَن عيسى بن عبد
الله بن محمد بن عُمَر بن علي بن أبي طالب، عَن أبيه، عَن جَدِّه، عَن علي رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم:

 خير تمراتكم البرني يذهب بالداء
ولا داء فيه.

عيسى متروك كما قال الدارقطني

وقد حكم ابن الجوزي على هذا بالوضع

قال السيوطي في اللآلىء: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَدْ أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ وَصَحَّحَهُ الْمَقْدِسِيُّ
وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الطِّبِّ وَالْحَاكِمُ
فيِ الْمُسْتَدْرَكِ فالحكم يوضعه مجازفة

فرد عليه المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة ص180 :” بل المجازفة
في هذا الكلام، فإن ألفاظ الخبر مختلفة، ومنها ما ينادي على نفسه بالوضع، وإخراج البخاري
في التاريخ لايفيد الخبر شيئاً، بل يضره، فإن من شأن البخاري أن لا يخرج الخبر في التاريخ
إلا ليدل على وهن راويه، وتصحيح المقدسي لرواية عقبة الأصم مع ضعفه وتدليسه، وتفرده،
وإنكار المتن مردود عليه، أما حديث أبي سعيد الذي أخرجه أبو نعيم والحاكم، ففي سنده
من لا يعرف، ولم يصححه الحاكم، وإنما قال (أخرجناه شاهداً) وأبعد الروايات عن الإنكار
من طريق شهاب بن عباد، أنه سمع بعض وفد بني عبد القيس يقول: قدمنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم الحديث وفيه البرني (أما إنه من خير تمركم، وأنفعه لكم) والله
أعلم”

وعليه فالمعلمي يرجح ضعف الحديث بل نكارته ، ويرى أنكر ألفاظه (أما إنه
من خير تمركم، وأنفعه لكم) ، لعدم وروده في أصح طرق الخبر ، وما قاله المعلمي هو الصواب
والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم