قال أحمد في مسنده 12293 : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ سَلَّامٍ
أَبِي الْمُنْذِرِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ:
حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ،
وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ .
استنكر العقيلي هذا الحديث بعينه على سلام ، وقد تابع سلاماً جعفر بن سليمان
الضبعي وهو نفسه متكلم في حديثه عن ثابت
و قال أبو الحسن بن البراء عن على ابن المدينى : أكثر عن ثابت ، و كتب
مراسيل
و فيها أحاديث مناكير ، عن ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم .
وقد رجح الدارقطني الإرسال في هذا الخبر
جاء في علل الدارقطني :” 2385 : وسُئِل عَن حَديث ثابت ، عن أنس قال
رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : حُبِّب إليّ النساء ، والطيب ، وجعل قرة عيني
في الصلاة.
فقال : حَدَّث به سلام بن سليمان – أبو المنذر ، وسلام بن أبي الصهباء
، وجعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت ، عن أنس.
وخالفهم حماد بن زيد ، فرواه عن ثابت مرسلاًً..
وكذلك رواه محمد بن عثمان ، عن ثابت البصري مرسلاًً.
والمرسل أشبه بالصواب“
وهذا يفسر عدم وجود الحديث عند أصحاب ثابت الكبار كحماد بن سلمة وسليمان
بن المغيرة
قال عبد الرزاق في المصنف 7939 : عن بن التيمي عن أبيه و عن ليث قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم حبب إلي الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة
وهذا لا يقوي مرسل ثابت فسليمان التيمي وثابت كلاهما طبقة واحدة وهما بصريان
، وليث ليس تابعياً وهو ضعيف
ثم إن كلاهما من صغار التابعين وصغار التابعين مراسيلهم لا تقبل التقوية
قال ابن كثير في الباعث الحثيث :” والذي عول عليه كلامه _ يعني الشافعي
_ في الرسالة ” أن مراسيل كبار التابعين حجة، إن جاءت من وجه آخر ولو مرسلة، أو
اعتضدت بقول صحابي أو أكثر العلماء، أو كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ
يكون مرسله حجة، ولا ينتهض إلى رتبة المتصل “
فخص مراسيل كبار التابعين بقابلية الاعتضاد
وقال العراقي في التقييد والإيضاح (1/39) :” “قوله” حكاية
عن نص الشافعي رضى الله عنه في مراسل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه
مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعى إلاول في كلام
له ذكر فيه وجوها من إلاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر انتهى كلامه
وفيه نظر من حيث أن الشافعي رضى الله عنه إنما يقبل من المراسيل التي اعتضدت بما ذكر
مراسيل كبار التابعين بشروط أخرى في من أرسل كما نص عليه في الرسالة”
وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 543) :” وهذا الذي عليه
جمهور المحدثين، ولم أر تقييده بالكبير صريحا عن أحد، لكن نقله ابن عبد البر عن قوم
، بخلاف ما يوهمه كلام المصنف. نعم قيد الشافعي المرسل الذي يقبل – إذا اعتضد – بأن
يكون من رواية التابعي الكبير.
ولا يلزم من ذلك، أنه لا يسمى ما رواه التابعي الصغير مرسلا.
والشافعي مصرح بتسمية رواية من دون كبار التابعين مرسلة وذلك في قوله:
“ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين بدلائل
ظاهرة”
وقال العقيلي في الضعفاء :” (2045) يحيى بن عثمان الحربي بغدادي عن
هقل لا يتابع على حديثه عن الاوزاعي حدثنا محمد بن زكريا البلخي حدثنا يحيى بن عثمان
حدثنا هقل بن زياد عن الاوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت قرة عيني في الصلاة هذا يرويه سلام الطويل عن
ثابت عن أنس وسلام فيه لين”
فاستنكر عليه هذا الحديث بعينه ، وقوله صواب إذ أن الانفراد عن أنس بسنة
في هذه الطبقة ، محل استنكار خصوصاً من طريق الأوزاعي
قال الطبراني في الكبير 1012 : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ الْمِصِّيصِيُّ قَالَا , ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ،
ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ.
وهذا غريب جداً ولم يذكر (حبب إلي الطيب والنساء) وأبو حذيفة ضعيف جداً
عن الثوري
قال عبد الله في العلل ومعرفة الرجال [ 758 ] سمعت أبي وذكر قبيصة وأبا
حذيفة فقال قبيصة أثبت منه جدا يعني في حديث سفيان أبو حذيفة شبه لا شيء وقد كتبت عنهما
جميعا
وهذا جرح شديد
وقال ابن رجب في شرح علل الحديث :” وقال الجوزجاني سمعت أحمد يقول
: (( كأن سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثوري الذي يحدث عنه الناس
)) .
قال العقيلي : (( جاء عن سفيان بأحاديث بواطيل لم يحدث بها عن سفيان غيره
)) “
قد سقطت كلمة ( بواطيل ) من بعض الطبعات وهي مثبتة في طبعة الرشد ، ولا
شك أن هذا الخبر منها لأنه لا يوجد في مصدر آخر غير معجم الطبراني الكبير ، والحديث
معروف من حديث أنس ولم يتابعه أحد عن الثوري به
وله طريق ذكرها ابن حبان في المجروحين من حديث يوسف بن عطية الصفار
وهو متروك [ المجروحين 2/488 ]
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة :” 23- حديث: “حببت إليَّ
من دنياكم: النساء، والطيب، وجلعت قرة عيني في الصلاة”.
ضعفه العقيلي”
ولم يتعقبه بشيء وسكت عليه المعلمي فالظاهر أنهما يوافقانه على تضعيف وهذا
ما أميل إليه بعد هذا البحث
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم