الكلام على حديث ( ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الحاكم في المستدرك 2741 :  حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ بُطَّةَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
زَكَرِيَّا الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، ثنا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ ، وَثَلَاثٌ
مِنَ الشَّقَاوَةِ ، فَمِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ ، وَتَغِيبُ
فَتَأْمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ وَطِيَّةً فَتُلْحِقُكَ
بِأَصْحَابِكَ ، وَالدَّارُ تَكُونُ وَاسِعَةً كَثِيرَةَ الْمَرَافِقِ ، وَمِنَ الشَّقَاوَةِ:
الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوءُكَ ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ ، وَإِنْ غِبْتَ
عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَمَالِكَ ، وَالدَّابَّةُ تَكُونُ قَطُوفًا
، فَإِنْ ضَرَبْتَهَا أَتْعَبَتْكَ ، وَإِنْ تَرْكَبْهَا لَمْ تُلْحِقْكَ بِأَصْحَابِكَ
، وَالدَّارُ تَكُونُ ضَيِّقَةً قَلِيلَةَ الْمَرَافِقِ “

” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مِنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْوَاسِطِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَرَّدَ
بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ خَالِدٍ إِنْ كَانَ حَفِظَهُ فَإِنَّهُ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ “

أقول : هذا الحديث بهذا الإسناد لم أجده إلا في مستدرك الحاكم بهذا التمام
وقد انفرد به شيخ الحاكم

قال  الوادعي في رجال الحاكم
:” 1213 – محمد بن بطة الأصبهاني:

* قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 218 ح 475):

أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني.

ذكره ابن ماكولا في «الإكمال» في بطة بضم الباء فقال: أبو عبد الله محمد
بن أحمد بن بطة حدث عن عبد الله بن محمد بن زكرياء ومحمد بن عبد الله بن رسته.

روى عنه الحاكم النيسابوري. اهـ.

وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج 2 ص 282) فقال:

محمد بن أحمد بن بطة أبو عبد الله المديني توفي في سنة خمس وأربعين وخرج
إلى نيسابور فأقام بها مدة ثم رجع إلى أصبهان. وروى عن إبراهيم بن نائلة”

أقول : فمثله مجهول الحال ولا يحتمل من مجهول التفرد بهذا السند الطويل
وهذا المتن الطويل الذي لا وجود له في مشاهير كتب الإسلام.

وقال ابن حبان في صحيحه 4032 :  أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
مَوْلَى ثَقِيفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ
مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ
الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ،
وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ»

وهذا فيه خلاف في متنه   وفيه ابن أبي هند ربما وهم

وقد خولف فروي موقوفاً – مختصراً – هو الصواب

قال البيهقي في الشعب 9556 :  أخبرنا
أبو الحسن المقري قال : أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال : نا يوسف بن يعقوب قال : نا
محمد بن أبي بكر قال : نا يحيى بن سعيد عن وائل بن داود قال : سمعت محمد بن سعد يحدث
عن أبيه و قال : أربع من السعادة و أربع من الشقاء فأما الشقاء فالزوجة السوء و الجار
السوء و المركب السوء و ضيق المسكن

وقال أبو نعيم في الحلية حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن أبي
بكر، حدثنا يحيى بن سعيد، عن وائل بن داود، قال: سمعت محمد بن سعد يحدث، عن أبيه، قال:
أربع من السعادة وأربع من الشقاء: الزوجة السوء، والجار السوء، وضيق المسكن، والمركب
السوء. ومن السعادة الزوجة الصالحة، والجار الصالح، والمركب الصالح، وسعة المسكن .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم