الكلام على حديث ( تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الترمذي في جامعه 3786 : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحَسَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

 رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ
القَصْوَاءِ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي
تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي
أَهْلَ بَيْتِي .

 وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ،
وَأَبِي سَعِيدٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وهَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ. وَزَيْدُ بْنُ الحَسَنِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ

وهذا اللفظ ظاهره وجوب التمسك بسنة أهل البيت ، وبه ذهب بعض الناس إلى
حجية إجماع العترة وهذا السند ضعيف جداً زيد بن الحسن قال أبو حاتم :” منكر الحديث
” وقد روى هذا الخبر غير واحد بهذا السند عن جعفر ولم يذكر فيه هذا الحرف

وقال الطبراني في الكبير 2678 : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا منجاب
بن الحارث ثنا علي بن مسهر عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية : عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : أيها الناس إني تارك فيكم ما إن
أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء
والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض

عطية العوفي شيعي ضعيف

وقال مسلم في صحيحه 6304- [36-2408] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ،
وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ، قَالَ زُهَيْرٌ : حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ
بْنُ حَيَّانَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ ، وَعُمَرُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ
: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا ، رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ
لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا ، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ
لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، وَقَدُمَ عَهْدِي ، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا
، وَمَا لاَ ، فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا ، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ، ثُمَّ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ
أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا
كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ ، وَاسْتَمْسِكُوا
بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي
أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي
، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ
بَيْتِهِ ؟ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : نِسَاؤُهُ
مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ
، قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ ، وَآلُ جَعْفَرٍ
، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ : كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.

وهذا الحديث في صحيح مسلم من ظن أنه يشهد للحديث الذي معنا فقد غلط ، بل
ظاهره يخالف

فقد سماهما ( ثقلان ) لكبر شأنهما ثم حث على كتاب عز وجل والتمسك به ،
وأما أهل البيت فأمر بالإحسان فخص الكتاب فقط بذكر التمسك والحث عليه

وهذا زيد بن أرقم راوي الحديث لم يحصر أهل البيت بعلي وأبنائه

وما ذهب إليه زيد بن أرقم من أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرم
عليهن الصدقة خالفته فيه عائشة فكانت تذهب إلى أنهن حرم عليهن الصدقة وهي أعلم بالأمر
منه

قال ابن أبي شيبة في المصنف 10811: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ شَرِيكٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ بَعَثَ إلَى
عَائِشَةَ بِبَقَرَةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ إنَّا آلَ مُحَمَّدٍ
صلى الله عليه وسلم لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.

وإسناده صحيح

وقال أحمد في مسنده 24485 : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَهُنَّ:

 إِنَّ أَمْرَكُنَّ لَمِمَّا يُهِمُّنِي
بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ .

لذا وصى بهن ، وببقية أهل بيته ، وعوداً على سرد طرق الحديث

وقال الترمذي في جامعه 3788 : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ المُنْذِرِ الكُوفِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَالأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَرْقَمَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ
تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ
اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي،
وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي
فِيهِمَا  هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

حبيب بن أبي ثابت لم يسمع زيداً ، وخبره هذا منكر يخالف خبر صحيح مسلم
في متنه

وقال النسائي في الكبرى 8148 : أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا يحيى بن
حماد قال ثنا أبو عوانة عن سليمان قال ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن
أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر
بدوحات فقممن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر
كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي
الحوض ثم قال إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا
وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقلت لزيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه
و سلم قال ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمع بأذنه

وهذا ظاهره الاتصال غير أن محمد بن فضيل خالف أبو عوانة في وصله ، ورواه
كامل أبو العلاء وخالف في وصله عن حبيب ، وخالفه شريك في ذكر موطن الشاهد وروى هذا
الخبر فطر بن خليفة عن أبي أبي الطفيل ولم يذكر موطن الشاهد وكذا رواه سلمة بن كهيل
من رواية شعبة ولم يذكر موطن الشاهد فدل على شذوذ الزيادة لذا اجتنب النسائي هذا الخبر
في المجبتى

وقال الحاكم في المستدرك 4577:  حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَدَعْلَجُ
بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ ، قَالاَ : أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَقُولُ : نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالْمَدِينَةِ عِنْدَ شَجَرَاتٍ خَمْسِ دَوْحَاتٍ عِظَامٍ ، فَكَنَسَ النَّاسُ مَا
تَحْتَ الشَّجَرَاتِ ، ثُمَّ رَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَشِيَّةً فَصَلَّى ، ثُمَّ قَامَ خَطِيبًا ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ
، وَذَكَرَ وَوَعَظَ ، فَقَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ : ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا
النَّاسُ ، إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اتَّبَعْتُمُوهُمَا
، وَهُمَا : كِتَابُ اللهِ ، وَأَهْلُ بَيْتِي عِتْرَتِي.ثُمَّ قَالَ : أَتَعْلَمُونَ
أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالُوا : نَعَمْ
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ
فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ.

محمد بن سلمة متروك

وقال أبو طاهر في جزئه 142 : حدثنا أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ
، قال : حدثنا محمد بن حميد ، قال : حدثنا هارون بن المغيرة ، عن عمرو بن أبي قيس ،
عن شعيب بن خالد ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل ، سمع زيد بن أرقم ، سمع النبي
، صلى الله عليه وسلم يقول :

 أيها الناس إني تارك فيكم أمرين
لن تضلوا ما اتبعتموهما ، القرآن وأهل بيتي عترتي .

 ثم قال :   هل تعلمون
أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأموالهم ؟   ثلاث مرات ، فقال الناس : نعم ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم :   من كنت مولاه فعلي مولاه  

محمد بن حميد متروك وقد رواه شعبة عن سلمة مقتصراً على قوله (من كنت مولاه
فعلي مولاه)

وقال ابن حجر في المطالب العالية 4043 : وقال إسحاق : أنا أبو عامر العقدي
، عن كثير بن زيد ، عن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه ، عن علي ، قال : إن النبي صلى
الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذا بيد علي قال :   ألستم تشهدون
أن الله ربكم ؟

 قالوا : بلى ، قال :   ألستم تشهدون
أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وأن الله ورسوله أولياؤكم ؟  فقالوا : بلى ، قال :   فمن كان
الله ورسوله مولاه ، فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب
الله سببه بيده ، وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي .

 هذا إسناد صحيح

وقول ابن حجر ( إسناده صحيح ) سقطة لأن كثير بن زيد الأسلمي الأكثر على
تضعيفه والخبر ثابت عن علي بدون زيادة (وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب
الله سببه بيده ، وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي) فدل على نكارتها

قال أحمد في مسنده 19302 : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو
نُعَيْمٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَمَعَ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ
اللهَ كُلَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ، لَمَّا قَامَ فَقَامَ ثَلَاثُونَ مِنَ النَّاسِ،
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَهُ   بِيَدِهِ،
فَقَالَ لِلنَّاسِ: ” أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
؟ ” قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ” مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ
فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ” قَالَ:
فَخَرَجْتُ وَكَأَنَّ فِي نَفْسِي شَيْئًا، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ فَقُلْتُ
لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ:
فَمَا تُنْكِرُ ؟ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
ذَلِكَ لَهُ

وقال عبد الله في زوائد المسند 950 : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ
الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ،
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، قَالا: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ: مَنْ
سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ
إِلا قَامَ، قَالَ: فَقَامَ مِنْ قِبَلِ سَعِيدٍ سِتَّةٌ، وَمِنْ قِبَلِ زَيْدٍ سِتَّةٌ،
فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: ” أَلَيْسَ اللهُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ؟
” قَالُوا: بَلَى قَالَ: ” اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ،
اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ “

وعوداً على شواهد الحديث

قال أحمد في مسنده 19313 :  حَدَّثَنَا
أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ دَاخِلٌ عَلَى
الْمُخْتَارِ أَوْ خَارِجٌ مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ
” ؟ قَالَ: نَعَمْ “

وهذا شاهد مختصر يوافق الوارد في صحيح مسلم وليس فيه ( ما إن تمسكتم بهما
)

وقال أحمد في مسنده 21578 : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا
شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ: كِتَابُ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ
مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَوْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي
أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ
.

شريك يتشيع وقد ساء حفظه بعدما ولي القضاء

وقال الذهبي في الميزان :” 6799 – قاسم بن حسان [د، س] .

عن عمه، عن ابن مسعود.

قال البخاري: حديثه منكر، ولا يعرف.

ثم ذكر له شيئا، فقال: قال محمد ابن نصر: حدثنا أبو بشر، حدثنا معتمر،
قال: سمعت الركين، عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن مسعود –
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشرة: الصفرة – يعنى الخلوق، وتغيير الشيب، وجر
الازار، والتختم بالذهب، والضرب بالكعاب، وعقد التمائم أو تعليقها، والرقى إلا بالمعوذات،
والتبرج بالزينة لغير محلها، وعزل الماء عن محله أو لغير محله، وفساد الصبى غير محرمه.

قلت: وروى عن زيد بن ثابت، وفلفلة الجعفي.

وعنه الركين بن الربيع، وغيره”

فمثله ضعيف جداً ، وما نقله ابن شاهين من توثيق احمد بن صالح فمن طريق
ابن أبي رشدين المتروك

وقال الحاكم في المستدرك 4691 : أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الْحَفِيدُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، ثنا عَمْرُو
بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ ، الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ
الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي
ثَابِتٍ ، مَوْلَى أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ
الْجَمَلِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَائِشَةَ وَاقِفَةً دَخَلَنِي بَعْضُ مَا يَدْخُلُ
النَّاسَ ، فَكَشَفَ اللَّهُ عَنِّي ذَلِكَ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَقَاتَلْتُ
مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمَّا فَرَغَ ذَهَبْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ
أُمَّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أَسْأَلُ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا
وَلَكِنِّي مَوْلًى لِأَبِي ذَرٍّ ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا فَقَصَصْتُ عَلَيْهَا قِصَّتِي
، فَقَالَتْ: أَيْنَ كُنْتَ حِينَ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا ؟ قُلْتُ: إِلَى
حَيْثُ كَشَفَ اللَّهُ ذَلِكَ عَنِّي عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، قَالَ * : أَحْسَنْتَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” عَلِيٌّ
مَعَ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ
الْحَوْضَ “

” هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَأَبُو سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ
هُوَ عُقَيْصَاءُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ “

وهذا خبر باطل عقيصاء هذا ضعفه ابن معين والنسائي والجوزجاني جداً ، وهذا
خبر خاص بعلي لا ببقية أهل البيت

وقال الطبراني في الكبير 4971 : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر
بن حميد ( ح )

وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا ثنا
عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : نزل النبي صلى
الله عليه و سلم يوم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

 إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي
قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت قال : أليس تشهدون أن
لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق وأن البعث بعد الموت
حق ؟ قالوا نشهد قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم ثم قال
: ألا تسمعون ؟ قالوا : نعم قال : فإني فرطكم على الحوض وأنتم واردون على الحوض وإن
عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في
الثقلين فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله ظرف بيد الله عز
و جل وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا والآخر عترتي وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما
لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض وسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا
عنهما فتهلكوا ولا تقلموهم فإنهم أعلم منكم ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من
كنت أولى به من نفسي فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

حكيم بن جبير ضعيف جداً وقد مر معنا الخبر من طريق أبي الطفيل عن زيد بدون
الزيادة التي هي موطن الشاهد فدل على نكارة الخبر

وقال البزار في مسنده 8993:  حَدَّثنا
أحمد بن منصور بن سيار ، قَال : حَدَّثنا داود بن عَمْرو ، قَال : حَدَّثنا صالح بن
موسى بن عَبد الله بن طلحة قال : حدثني عَبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح ، عَن أبي
هُرَيرة ، قال : قال رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وَسَلَّم : إني قد خلفت فيكم
اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض.

صالح بن موسى متروك وهذا بلفظ السنة

وقال المروزي في السنة 68 :  حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ، وَعَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ الدَّيْلِيِّ،
عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ:

أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا
أَلْقَاكُمْ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا فِي هَذَا الْمَوْقِفِ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ
دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا وَإِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ
فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَقَدِ بَلَّغْتُ  فَذَكَرَ كَلَامًا كَثِيرًا

وَقَالَ فِي آخِرِهِ:  فَاعْقِلُوا
أَيُّهَا النَّاسُ قَوْلِي فَإِنِّي قَدْ بَلَّغْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَيُّهَا
النَّاسُ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ
نَبِيِّهِ، أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمُ اعْقِلُوا تَعِيشُوَا
وَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ،
اللَّهُمْ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمْ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمْ هَلْ بَلَّغْتُ؟

وهذا بلفظ السنة والسبب في ذكره أن الشيخ الألباني ذكره في شواهد هذا الحديث
وليس من شواهده

وقال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 870 : حدثنا سعيد بن عثمان
، نا أحمد بن دحيم ، نا محمد بن إبراهيم الديبلي ، نا علي بن زيد الفرائضي ، نا الحنيني
، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :  

 تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم
بهما : كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

وهذا بلفظ السنة ولكنني ذكرته لأن الشيخ الألباني ذكره في الشواهد !

وقال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 294) : حدثنا يحيى قال: حدثنا
جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال: النبي صلى الله عليه
وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما
لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

قوله ( ما إن تمسكتم ) غلط في هذه الرواية فإنها في عامة المصادر بدونها
فقد رواه عن جرير كل

1- يوسف بن موسى وحديثه عند البزار (4325)

2- علي بن المديني وحديثه عند الطبراني (4981)

وتابعه خالد بن عبد الله الواسطي عند الطبراني في الكبير (4980) ولم يذكر
هذه الزيادة

وهذا هو أقوى طرق الحديث فإن كان للخبر طريق قائم فهو هذا الطريق وفيه
ما يستدعي النظر وهو أن أبا الضحى لم يخرج له في الكتب الستة شيء عن زيد بن أرقم

وقد أورد البزار هذا الخبر في مسنده المعلل فلعله رأى في متنه مخالفة لرواية
الأكثر عن زيد بن أرقم .

 والرواية الثابتة في صحيح مسلم
ولا شك أن رواية تلاميذه الملازمين خيرٌ من رواية هذا الذي لا يعرف سماعه منه إلا إذا
طبقنا شرط مسلم ومسلم نفسه اجتنب هذه الرواية

وطرق الحديث كما ترى كلها ضعيفة جداً إلا طريق العوفي وطريقين عن زيد بن
أرقم يعلان بمخالفة الوارد في صحيح مسلم

ثم إن أصح الألفاظ عن زيد بن أرقم ليس فيه ( ما إن تمسكتم بهما ) فدل على
شدة ضعفها

وقد أعل شيخ الإسلام الرواية بلفظ ( وعترتي ) ونقل تضعيف أحمد للحديث وبين
صواب اللفظ الوارد في صحيح مسلم وأنه هو الحق

قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/395) :” قال الرافضي العاشر ما
رواه الجمهور من قول النبي صلى الله عليه و سلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا
كتاب الله و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض و قال أهل بيتي فيكم مثل
سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هذا يدل على وجوب التمسك بقول أهل بيته
و علي سيدهم فيكون واجب الطاعة على الكل فيكون هو الإمام

و الجواب من وجوه

أحدها أن لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم

قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة
فقال

أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول

ربي فأجيب ربي و إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى و النور
فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به فحث على كتاب الله و رغب فيه ثم قال

و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي

و هذا اللفظ يدل على إن الذي امرنا بالتمسك به و جعل المتمسك به لا يضل
هو كتاب الله

وهكذا جاء في غير هذا الحديث كما في صحيح مسلم عن جابر في حجة الوداع لما
خطب يوم عرفة وقال قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون
عنى فما انتم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها
إلى السماء وينكبها إلى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات

وأما قوله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فهذا رواه
الترمذى وقد سئل عنه احمد بن حنبل فضعفه

وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح وقد أجاب عنه طائفة بما يدل
على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة قالوا ونحن نقول بذلك كما ذكر القاضي أبو
يعلي وغيره

ولكن أهل البيت لم يتفقوا ولله الحمد على شيء من خصائص مذهب الرافضة بل
هم المبرؤون المنزهون عن التدنس بشيء منه”

ولا شك أن حديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) بالنسبة إلى هذا
الحديث سماء

فإن قلت : الحديث في صحيح مسلم فيه الترغيب بكتاب الله عز وجل ، فأين الحث
على السنة

فيقال : الكتاب يدل على السنة قال الله تعالى ( وما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا )

ثم إن ( كتاب الله ) يطلق ويراد به القرآن والسنة معاً

قال البخاري في صحيحه 2695 : حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ذِئْبٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا جَاءَ
أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ فَقَامَ
خَصْمُهُ فَقَالَ صَدَقَ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ
إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ فَقَالُوا لِي عَلَى
ابْنِكَ الرَّجْمُ فَفَدَيْتُ ابْنِي مِنْهُ بِمِائَةٍ مِنْ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ
ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَقَالُوا إِنَّمَا عَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ
وَتَغْرِيبُ عَامٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَقْضِيَنَّ
بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ أَمَّا الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ وَعَلَى
ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ لِرَجُلٍ فَاغْدُ
عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا فَغَدَا عَلَيْهَا أُنَيْسٌ فَرَجَمَهَا.

فقال ( لأقضين بينكما بكتاب الله ) ثم ذكر التغريب وليس في كتاب الله بل
هو في السنة وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول عمر ( حسبنا كتاب ربنا )

والرافضة لا يثبتون أصول الدين بأخبار الآحاد وهذا آحادي كما لا يخفى

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم