الكلام على حديث النهي عن التسمية بنجيح ورباح من حديث جابر بن عبد الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن ماجه في سننه 3729: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ
:

 لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
، لأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى : رَبَاحٌ ، وَنَجِيحٌ ، وَأَفْلَحُ ، وَنَافِعٌ ، وَيَسَارٌ.

أبو أحمد الزبيري يخطيء في حديثه عن سفيان وقد روى هذا الحديث كل من مؤمل
ومحمد بن كثير فلم يذكرا النهي عن نجيح ورباح

قال ابن جرير في تهذيب الآثار 744 : حدثنا ابن بشار ، حدثنا مؤمل ، حدثنا
سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :

 لئن عشت لأنهين أن يسمى نافعا
وبركة ويسارا .

 وأشك في نافع ، لا أدري قال أم
لا ؟

قال الطحاوي في بيان مشكل الآثار 1738 : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ
, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لَئِنْ عِشْتُ
إلَى قَابِلٍ لَأَنْهَيَنَّ أَنْ يُسَمَّى نَافِعًا، وَيَسَارًا وَبَرَكَةَ، قَالَ:
وَلَا أَدْرِي أَقَالَ: رَافِعٌ أَمْ لَا ؟ “

وقد تابع ابن جريج سفيان فلم يذكر نجيحاً ولا رباحاً

قال مسلم في صحيحه 5654- [13-2138] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ أَبِي خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي
أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : أَرَادَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى
، وَبِبَرَكَةَ ، وَبِأَفْلَحَ ، وَبِيَسَارٍ ، وَبِنَافِعٍ وَبِنَحْوِ ذَلِكَ ، ثُمَّ
رَأَيْتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ أَرَادَ
عُمَرُ أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ.

وجاء في علل الدارقطني :” س 137- وسُئِل عَن حَدِيثِ جابِرِ بنِ عَبدِ
الله ، عَن عُمَر ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : إِن عِشتُ لَأُخرِجَنّ
اليَهُود والنَّصارَى مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ.

فَقال : يَروِيهِ أَبُو الزُّبَيرِ ، ووَهبُ بن مُنَبِهٍ ، عَن جابِرٍ.

واختُلِف عَنِ الزُّهْرِيِّ فَرَواهُ إِسماعِيلُ بن إِبراهِيم بنِ عُقبَة
، عَن عَمِّهِ مُوسَى بنِ عُقبَة ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قال : حَدَّثَنِي ابن تَدرُس
، وهُو أَبُو الزُّبَيرِ ، عَن جابِرٍ ، عَن عُمَر.

وَخالَفَهُ مُحَمد بن فُلَيحٍ رَواهُ عَن مُوسَى بنِ عُقبَة ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، قال : قال جابِرٌ : عَن عُمَر مُرسَلاً.

وَرَواهُ أَبُو أَحمد الزُّبَيرِيُّ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن أَبِي الزُّبَيرِ
، عَن جابِرٍ ، عَن عُمَر ، هَذا الحَدِيث وأَلحَق بِهِ كَلاَمًا آخَر أَدرَجَهُ فِيهِ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : لَأَنهِيَنّ أَن يُسَمَّى رَباحًا ونَجِيحًا”

فهذا نص أن رواية الزبيري في رباح ونجيح مدرجة

والمدرج من أقسام الضعيف وعليه لا يصح هذا الوجه في النهي عن التسمية بنجيح
ورباح بل هي زيادة شاذة هذا بالنسبة لحديث جابر

وقد ورد النهي عن التسمية بهذين الاسمين في حديث سمرة

قال مسلم في صحيحه 5652- [12-2137] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ
، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ
: سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ
أَكْبَرُ . لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ وَلاَ تُسَمِّيَنَّ غُلاَمَكَ يَسَارًا
، وَلاَ رَبَاحًا ، وَلاَ نَجِيحًا ، وَلاَ أَفْلَحَ ، فَإِنَّكَ تَقُولُ : أَثَمَّ
هُوَ ؟ فَلاَ يَكُونُ فَيَقُولُ : لاَ.

إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ فَلاَ تَزِيدُنَّ عَلَيَّ.

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم