الكلام على حديث : ( المسجد بيت كل تقي )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الطبراني في الكبير  6143 :
حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار ثنا خالد بن خداش ( ح )

 و حدثنا الحسين بن اسحاق التستري
ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي قالا ثنا صالح المري ثنا أبو مسعود الجريري عن أبي عثمان
قال :

 : كتب سلمان إلى أبي الدرداء
: يا أخي ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :

 ( المسجد بيت كل تقي وقد ضمن الله
عزوجل لمن كان المساجد بيوته الروح والرحمة والجواز على الصراط )

أقول : صالح بن بشير المري الراجح فيه أنه متروك

قال المزي في تهذيب الكمال :” و قال المفضل بن غسان الغلابى ، و محمد
بن عثمان بن أبى شيبة ، عن يحيى بن معين

: ضعيف .

و قال محمد بن إسحاق الصاغانى ، و يزيد بن الهيثم البادا عن يحيى بن معين
: ليس بشىء .

و قال جعفر بن أبى عثمان الطيالسى ، عن يحيى بن معين : كان قاصا و كان
كل حديث

يحدث به عن ثابت باطلا .

و قال عبد الله بن على ابن المدينى : سألت أبى عن صالح المرى ، فضعفه جدا
.

و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، عن على ابن المدينى : ليس بشىء ، ضعيف
ضعيف

.

و قال عمرو بن على : ضعيف الحديث ، يحدث بأحاديث مناكير عن قوم ثقات مثل
سليمان

التيمى ، و هشام بن حسان ، و الحسن ، و الجريرى ، و ثابت ، و قتادة ، و
كان

رجلا صالحا ، و كان يهم فى الحديث .

و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : كان قاصا ، واهى الحديث .

و قال البخارى : منكر الحديث .

و قال أبو عبيد الآجرى : قلت لأبى داود : يكتب حديث صالح المرى ؟ فقال
: لا .

و قال النسائى : ضعيف الحديث ، له أحاديث مناكير .

و قال فى موضع آخر : متروك الحديث .

و قال صالح بن محمد البغدادى : كان يقص و ليس هو شيئا فى الحديث ، يروى
أحاديث

مناكير عن ثابت البنانى ، و عن الجريرى ، و عن سليمان التيمى أحاديث لا
تعرف .

و حكى عبد الله بن على ابن المدينى عن أبيه فيما وجده بخطه أن أم صالح
المرى

كانت امرأة خراسانية اسمها ميمونة ، و كانت أمة لامرأة مرية من بنى حنيفة
بن

جارية بن مرة ، فأعتقت صالحا و أمه ، فهو مولى للمرأة المرية و أبوه عربى
حنفى “

وقال في تهذيب التهذيب :” قال ابن حبان فى ” الضعفاء “
: صالح بن بشر المرى كان من عباد أهل البصرة

و قرائهم ، و هو الذى يقال له : صالح بن بشير المرى الناجى ، و كان من
أحزن

أهل البصرة صوتا و أرقهم قراءة ، غلب عليه الخير و الصلاح حتى غفل عن الإتقان

فى الحفظ ، و كان يروى الشىء الذى سمعه من ثابت و الحسن و نحو هؤلاء على
التوهم

فيجعله عن أنس ، فظهر فى روايته الموضوعات التى يرويها عن الأثبات ، فاستحق
الترك عند الاحتجاج ، كان يحيى ابن معين شديد الحمل عليه ، مات سنة ست ، و قيل : سنة
اثنين و سبعين .

و قال أبو إسحاق الحربى : إذا أرسل فبالحرى أن يصيب ، و إذا أسند فاحذروه
.

و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم .

و قال عفان : كنا عند ابن علية فذكر المرى فقال رجل : ليس بثقة ، فقال
له آخر :

مه اغتبت الرجل ، فقال ابن علية : اسكتوا فإنما هذا دين .

و قال الدارقطنى : ضعيف . اهـ “

فعامة هذه جروح شديدة ، واختلف اجتهاد الألباني في صالح المري وقد استقر
أمره على أنه ضعيفٌ جداً في كما في غير موضع من سلسلة الأحاديث الضعيفة

قال في الضعيفة (1/ 465) :” وأخرجه ابن الضريس والبيهقي من طريق صالح
المري عن ثابت عن أنس .

قلت : وصالح هذا هو ابن بشير الزاهد ، قال البخاري والفلاس أيضا : منكر
الحديث .

والخلاصة أن هذه الطرق الثلاث شديدة الضعف فلا ينجبر بها ضعف الحديث ،
على أن معناه مستنكر عندي جدا لما فيه من المبالغة ، وإن كان فضل الله تعالى لا حد
له والله أعلم “

وقال أيضاً في الضعيفة (3/210) :” قلت : وهذا سند ضعيف مرسل، الحسن
هو البصري.

وصالح المري هو ابن بشير وهو ضعيف جدا، أورده الذهبي في ” الضعفاء
” :

قال النسائي وغيره : متروك”

وقال أيضاً في الضعيفة (3/668) :” وقيل : عن صالح المري عن ثابت عن
أنس “.

قلت : وهذا إسناد ضعيف، صالح المري، وهو ابن بشير ضعيف كما قال الحافظ
في “

التقريب “، وقال فيا يأتي :

” متروك الحديث “. وهو الأقرب إلى الصواب”

ثم قال :” وساق له الحافظ في ” اللسان ” من منكراته هذا
الحديث. ثم قال عقبه :

” ورواه أيضا عن عثمان أيضا عن صالح بن بشير المري أبو بشر البصري
عن ثابت عن

أنس. وإنما يعرف هذا من رواية صالح المري عن الحسن مرسلا. وصالح متروك

الحديث “.

وقال في الضعيفة (14/ 1202) :” أخرجه ابن عدي في ” الكامل
” ( 4/ 61 )، والبيهقي في ” شعب الإيمان ” ( 6/ 500/ 9051 ) من طريق
صالح المُرّي عن ثابت عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:… فذكره.

قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ أورده ابن عدي في ترجمة صالح هذا، وروى عن
عمرو بن علي أنه قال:

” منكر الحديث جداً، يحدث عن قوم ثقات بأحاديث مناكير”. وعن
البخاري أنه قال:

“منكر الحديث “. وعن النسائي أنه قال:

” متروك الحديث  “

ولا يخفى أن المجلد الرابع عشر من الضعيفة من أواخر أعماله

وللحديث شاهد منقطع

قال ابن أبي شبية في المصنف 35753: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
قَالَ : حدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ وَاسِعٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لاِبْنِهِ :

 يَا بُنَي ، لِيَكُنِ الْمَسْجِدُ
بَيْتَكَ ، فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : الْمَسَاجِدُ
بُيُوتُ الْمُتَّقِينَ ، فَمَنْ يَكُنِ الْمَسْجِدُ بَيْتَهُ يَضْمَنْ الله لَهُ الرُّوحَ
وَالرَّحْمَةَ وَالْجَوَازَ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْجَنَّةِ.

أقول : محمد بن واسع لم يدرك أبا الدرداء ولم يسمع من أحدٍ من الصحابة
أصلاً وهو بصري وأبو الدرداء شامي فهناك تباعد قطري مع التباعد الزمني فيقرب من أن
يكون هذا السند معضلاً ، وقد اختلف عليه فزاد بعضهم ذكر أم الدرداء في الإسناد وقد
رجح الدارقطني الوجه المنقطع  في الخبر

جاء في علل الدارقطني :” 1094- وسُئِل عَن حَدِيثِ ابنِ أَبِي الدَّرداءِ
، عَن أَبِي الدَّرداءِ ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : المَساجِد بُيُوتُ
الله فِي الأَرضِ ، وقَد ضَمِن الله عَزّ وجَلّ لِمَن كانَتِ المَساجِد بَيتَهُ بِالرَّحمَةِ
، والجَوازِ عَلَى الصِّراطِ.

فَقال : يَروِيهِ مُحَمد بن واسِعٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ عَبد الله
بن المُختارِ ، عَن مُحَمدِ بنِ واسِعٍ ، عَنِ ابنِ أَبِي الدَّرداءِ ، عَن أَبِي الدَّرداءِ.

وَرَواهُ إِسماعِيلُ بن أَبِي خالِدٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛

فَقِيل : عَنهُ ، عَن مُحَمدِ بنِ واسِعٍ ، عَن أَبِي الدَّرداءِ.

وَقِيل : عَن إِسماعِيل ، عَن رَجُلٍ مِن أَهلِ البَصرَةِ ، عَن مُحَمدِ
بنِ واسِعٍ ، عَن أَبِي الدَّرداءِ.

وَرَواهُ حَمّاد بن سَلَمَة ، ومُطعِمُ بن المِقدامِ الصَّنعانِيُّ ، عَن
مُحَمدِ بنِ واسِعٍ : أَنَّ أبا الدَّرداءِ كَتَب إِلَى سُلَيمان ، ولَم يَذكُر بَينَهُما
أَحَدًا ، والمُرسَلُ هُو المَحفُوظُ”

وقد نقل ابن الجوزي كلام الدارقطني هذا في العلل المتناهية وأقره

وقال معمر في جامعه 634 – عن صاحب له أن أبا الدرداء ، كتب إلى سلمان
: أن يا أخي اغتنم صحتك وفراغك ، قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد رده
، واغتنم دعوة المبتلى ، ويا أخي ليكن المسجد بيتك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : « إن المسجد بيت كل تقي ، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح
والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله » ويا أخي ارحم اليتيم ، وأدنه منك ، وامسح
برأسه ، وأطعمه من طعامك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم وأتاه
رجل يشكو قسوة قلبه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم : « أتحب أن
يلين قلبك ؟ » ، قال : نعم ، قال : « فأدن اليتيم إليك ، وامسح برأسه ، وأطعمه من طعامك
، فإن ذلك يلين قلبك ، وتقدر على حاجتك »

وهذا الصاحب قد يكون محمد بن واسع نفسه أو بصرياً آخر يرسل عن أبي الدرداء
أيضاً ،خصوصاً وأن معمراً لم يدرك أحداً أدرك أبا الدرداء ، ولو كان رجلاً آخراً ،
لاحتمل أن يكون مخرج المرسلين واحداً فكلاهما بصري يرسل عن أبي الدرداء

وعليه فالخبر لا يثبت فمداره على معضلات أو مرسلات وخبر صالح المري ولا
يصلح للتقوية

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم