قال بحشل في تاريخ واسط ص55 :
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ: ثنا أَبُو تَوْبَةَ
الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ:
نَزَلَ بِنَا ضَيْفٌ بَدَوِيٌّ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَ بُيُوتِهِ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ كَيْفَ فَرَحُهُمْ
بِالإِسْلامِ، وَكَيْفَ حَدَبُهُمْ عَلَى الصَّلاةِ. فَمَا زَالَ يُخْبِرُهُ مِنْ ذَلِكَ
بِالَّذِي يَسُرُّهُ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نَضِرًا.
فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ
وَحَانَ أَكْلُ الطَّعَامِ، دَعَانِي مُسْتَخْفِيًا لا يَأْلُو أَنِ ائْتِ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم ضَيْفًا. فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، مَا أَصْبَحَ
فِي بَيْتِي شَيْءٌ يَأْكُلُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَرَدَّنِي إِلَى نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ
يَعْتَذِرْنَ بِمَا اعْتَذَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. فَرَأَيْتُ
لَوْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُسِفَ. فَقَالَ الْبَدَوِيُّ:
إِنَّا أَهْلَ الْبَادِيَةِ مُعَانُونَ عَلَى زَمَانِنَا، لَسْنَا بِأَهْلِ الْحَاضِرَةِ.
إِنَّمَا يَكْفِي الْقَبْضَةُ مِنَ التَّمْرِ يُشْرَبُ عَلَيْهَا مِنَ اللَّبَنِ أَوْ
مِنَ الْمَاءِ، فَذَلِكَ الْخِصْبُ. فَمَرَّتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَنْزٌ لَنَا قَدِ احْتُلِبَتْ،
كُنَّا نسميها ثمر ثَمَرَ. فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
باسمها ثمر ثَمَرَ.
فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ تُحَمْحِمُ. فَأَخَذَ بِرِجْلِهَا بِسْمِ اللَّهِ.
ثُمَّ اعْتَقَلَهَا بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ مَسَحَ سُرَّتَهَا بِسْمِ اللَّهِ فَحَطَّتْ.
فَدَعَانِي بِمِحْلَبٍ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ. فَحَلَبَ بِسْمِ اللَّهِ.
فَمَلأَهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى الضَّيْفِ. فَشَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ضَخْمَةً.
ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: عِلْ.
ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ فَقَالَ لَهُ:
عِلْ. فَكَرَّرَهُ عَلَيْهِ حَتَّى امْتَلأَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ. ثُمَّ
حَلَبَ بِسْمِ اللَّهِ وَمَلأَهُ وَقَالَ:
أَبْلِغْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا هَذَا، فَشَرِبَتْ مِنْهُ مَا
بَدَا لَهَا. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَحَلَبَ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ. ثُمَّ أَرْسَلَنِي
بِهِ إِلَى نِسَائِهِ كُلَّمَا شُرِبَ مِنْهُ رَدَدْتُهُ إِلَيْهِ.
فَحَلَبَ فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ فَمَلأَهُ. ثُمَّ قَالَ: ادْفَعْهُ إِلَى
الضَّيْفِ. فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ. فَشَرِبَ مِنْهُ مَا شَاءَ
اللَّهُ. ثُمَّ أَعْطَانِي. فَلَمَّا آلَ أَنْ أَضَعَ شَفَتِي عَلَى دَرَجَ شَفَتِهِ
فَشَرِبْتُ شَرَابًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ. ثُمَّ قَالَ
اللَّهُمَّ بَارِكْ لأَهْلِهَا فِيهَا .
أقول : رجاله ثقات غير أن عروة بن رويم قال في التقريب :” صدوق ،
يرسل كثيراً ” وذكره في صغار التابعين ، وقد تشكك المزي في اتصال خبره عن ثوبان
قال المزي في تهذيب الكمال :” 3904 – د س ق: عروة بن رويم اللخمي
، أبو القاسم الشامي الأردني.
وكانت له بدمشق دار بناحية قنطرة سنان.
رَوَى عَن: أنس بن مالك، وثوبان مولى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يقَالَ: مرسل”
وقد وجدت أن الآجري قد روى هذا الخبر في الشريعة وفيه التصريح أن عروة
لم يسمع الخبر من ثوبان
قال الآجري في الشريعة 1048 : وحدثنا أبو محمد بن صاعد قال : حدثنا محمد
بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي قال : حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار قال : حدثنا
محمد بن مهاجر ، عن عروة بن رويم أنه ذكر له أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : نزل بنا ضيف بدوي فجلس به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمام بيوته ،
فجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام وكيف حزنهم في الصلاة ، فما زال يخبره من ذلك
بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله نضرا ، حتى إذا انتفخ النهار ، وحان أكل الطعام
أن يؤكل ، دعاني فأشار إلي مستخفيا لا يألوا أن ائت بيت عائشة رضي الله عنها فأخبرها
أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا ، قالت : والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما أصبح
في بيتنا شيء يأكله أحد من الناس فردني إلى نسائه ، كلهن يعتذرن بما اعتذرت به عائشة
رضي الله عنها ، حتى رأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم كسف ، وكان البدوي عاقلا
ففطن ، فما زال البدوي يعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى قال : إنا أهل البادية
معانون في زماننا لسنا كأهل الحضر ، إنما يكفي أحدنا القبضة من التمر يشرب عليها أو
الشربة من اللبن فذلك الخصب ، فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت ، كنا نسميها ثمراء فدعا
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، باسمها وقال : « ثمرا ثمرا » ، فأقبلت إليه تحمحم
فأخذ برجلها ومسح ضرعها وقال : « باسم الله » فحفلت ، فدعاني بمحلب لنا ، فأتيته به
فحلب وقال : « باسم الله ، فملأه ، ثم قال : » ادفع باسم الله « فدفعت إلى الضيف فشرب
منه شربة ضخمة ، ثم أراد أن يضعه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : » عد «
فعاد ، ثم أراد أن يضعه فقال له رسول الله : » عد « فكرر حتى امتلأ وشرب ما شاء الله
، ثم حلب فيه وقال : » باسم الله « وملأه ثم قال : » أبلغ هذا عائشة فلتشرب منه ما
بدا لها « ثم رجعت إليه فحلب فيه وقال : » باسم الله « فملأه ثم أرسلني إلى نسائه كلما
شربت امرأة ردني إلى الأخرى وقال : » باسم الله « حتى ردهن كلهن ، ثم رددت إليه وقال
: » باسم الله « وقال : » ارفع إلي « فرفعته فقال : » باسم الله « فشرب ما شاء الله
ثم أعطاني ، فلم آل أن أضع شفتي على درج القدح فشربت شرابا أحلى من العسل وأطيب من
المسك وقال : اللهم بارك لأهلها فيها .
ورجال سند الآجري ثقات وقوله (عن عروة بن رويم أنه ذكر له أن ثوبان) صريح
في الانقطاع بين عروة وثوبان
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم عن أبيه : عامة أحاديثه مراسيل ، سمعت إبراهيم
بن مهدى ـ يعنى : المصيصى ـ يقول : ليت شعرى إنى أعلم عروة بن رويم ممن سمع فإن عامة
أحاديثه مراسيل .
وعليه فهذا السند ضعيف ولا أعلم لهذا الخبر سنداً آخر فيبدو أن الخبر ضعيف
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم