الكلام على حديث ( الظلم ثلاثة فظلم لا يتركه الله )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 26031 : حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ
بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ: دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ
لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا، وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ.

 فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي
لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ: فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّهُ
مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ، فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ].

وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا: فَظُلْمُ
الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ،
أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ
إِنْ شَاءَ.

 وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي
لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا: فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، الْقِصَاصُ
لَا مَحَالَةَ “

صدقة ضعيف ، ويزيد بن بابنوس مجهول

وقال الطيالسي في مسنده 2109 : حدثنا الربيع عن يزيد عن أنس قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم :

 الظلم ثلاثة فظلم لا يتركه الله
وظلم يغفر وظلم لا يغفر فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله واما الظلم الذي
يغفر فظلم العبد فيما بينه وبين ربه واما الظلم الذي لا يتركه فيقص الله بعضهم من بعض

يزيد الرقاشي متروك على الصحيح كما بسطته في عدة مقالات وقد ذكروا أنه
يأخذ الحسن ويجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الخبر ورد عن الحسن

قال معمر في جامعه 889 : عن قتادة ، أو الحسن أو كليهما ، قال :

 الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر ، وظلم
لا يترك ، وظلم يغفر ، فأما الظلم الذي لا يغفر : فالشرك بالله ، وأما الظلم الذي لا
يترك : فظلم الناس بعضهم بعضا ، وأما الظلم الذي يغفر : فظلم العبد نفسه فيما بينه
وبين ربه .

وفي بسط حال الرقاشي نقول :

قال المزي في تهذيب الكمال :” و قال أبو طالب : سمعت أحمد بن حنبل
يقول : لا أكتب حديث يزيد الرقاشى . قلت له : فلم ترك حديثه ، لهوى كان فيه ؟ قال
: لا ، و لكن كان منكر الحديث . و قال : شعبة يحمل عليه ، و كان قاصا .

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : هو فوق أبان بن أبى عياش ،
و كان يضعف .

و قال فى موضع آخر : و كان شعبة يشبهه بأبان .

و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : هو خير من أبان بن أبى عياش
.

و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : رجل صالح و ليس حديثه
بشىء .

و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ميمون بن سياه ، و زياد النميرى
كلهم ضعفاء .

و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عن يزيد الرقاشى ، فقال : رجل صالح
. و سمعت يحيى بن معين ذكره ، فقال : رجل صدق .

و قال يعقوب بن سفيان : فيه ضعف .

و قال أبو حاتم : كان واعظا بكاء ، كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر ،
صاحب عبادة ، و فى حديثه ضعف .

و قال النسائى ، و الحاكم أبو أحمد : متروك الحديث .

و قال النسائى فى موضع آخر : و الدارقطنى ، و البرقانى : ضعيف “

و قال ابن حبان : كان من خيار عباد الله ، من البكائين بالليل ، لكنه غفل
عن حفظ الحديث شغلا بالعبادة ، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبى صلى
الله عليه وآله وسلم ; فلا تحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب .

وهذا يقتضي ضعف روايته عن أنس جداً

وقال الألباني في الضعيفة (2/ 89) :” وهذا سند ضعيف جدا ، يزيد هو
ابن أبان وهو متروك كما قال النسائي وغيره . والحديث ذكره في ” الجامع الصغير
” من رواية البيهقي في ” الشعب ” عن أنس ، وقال المناوي : ” وفيه
يزيد الرقاشي ، قال الذهبي وغيره : متروك “

وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 109) :” وَفِيهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ
، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا”

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/17) :” لكنه من رواية يزيد
الرقاشي وهو ضعيف متروك الرواية”

ولو فرضنا أننا سنقوي خبر عائشة بخبر أنس فأي الألفظ ننسب للنبي صلى الله
عليه وسلم فحديث أنس بلفظ ( الظلم ثلاثة ) وحديث عائشة بلفظ ( الدواوين ثلاثة ) فهل
ننسب له لفظ ( الدواوين ) الذي لم يرد إلا بخبر ضعيف أو لفظ الظلم الذي لم يرد إلا
بخبر ضعيف وعلى أي أساس سيكون الترجيح هذا في الحقيقة من المشكلات

 وفي خبر عائشة ذكر الصوم
والصلاة ولا ذكر لهما في الطرق الأخرى.

 وقال البزار في مسنده :

6491- حَدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ القشيري، حَدَّثنا زَائِدَةُ بْنُ
أَبِي الرُّقَادِ , عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَن أَنَس عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ فَظُلْمٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ وظلم
يغفره الله وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ
اللَّهُ فَالشِّرْكُ، وَقال اللَّهُ {إِنَّ الشرك لظلم عظيم} وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي
يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ لأَنْفُسِهِمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
رَبِّهِمْ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ
بَعْضًا حَتَّى يَدِينَ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ.اهـ

زائدة بن أبي الرقاد وشيخه ضعفاء جداً

وعليه فإن الخبر لايصح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم