الكلام على حديث ( اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وعد نفسك في الموتى )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن حجر في المطالب العالية 3194 :

 قال مسدد : ثنا أبو الأحوص ، عن
أبي إسحاق ، عن رجل ، من النخع : شهدت أبا الدرداء حين حضره الموت ، قال : إني محدثكم
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

 اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم
تكن تراه فإنه يراك ، وعد نفسك في الموتى ، واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابات ، ومن
استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل ولو حبوا .

 صحيح لولا المبهم حدثنا فضيل بن
عياض ، عن منصور ، عن عبد الله بن مرة ، عن أبي الدرداء قال : اعبد الله كأنك تراه
، فذكره موقوفا إلى قوله : المظلوم

وزاد : واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك ، وأن الذنب لا يبلى وأن
البر لا ينسى

وقوله (ومن استطاع أن يشهد الصلاتين العشاءوالصبح ولو حبوا فليفعل ) لا
شاهد لها فيما ذكره  الألباني

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (72/ 5) أنبأنا أبو علي الحداد، أنا محمّد
بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، نا محمّد بن عبد الله الحضرمي،
نا أبو كريب، نا أبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق قال: سمعت رجلا من النخع
يدعى جابرا يقول: وجع أبو الدرداء فأتوه يعودونه وحضره الموت، فقال فيما يوصي: «اعبد
الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوات المظلوم فإنهن مجابات، وعليك بصلاة
الغداة، وصلاة العشاء، فاشهدهما، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا» ، قال:
وما رأيته إلّا رفع حديثه هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

والصواب عن أبي إسحاق رواية أبي الأحوص ، وهذا في سنده مبهم

قال أبو حاتم في الزهد 35 : حدثنا الحوضي ، قال : حدثنا يزيد ، قال : وسمعت
الحسن ، يقول :

 قال أبو الدرداء : ابن آدم ، اعمل
كأنك تراه ، واعدد نفسك في الموتى ، واتق دعوة المظلوم .

منقطع وهو موقوف يعل المرفوع

وقال أبو داود في الزهد 230 :  نا عبد الله بن مسلمة ، قال : نا فضيل بن عياض ،
عن سليمان ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن ، قال :

قال حبيب بن مسلمة لأبي الدرداء : أوصني فقال : عليك بكتاب الله ثلاث مرات
فلما ولى دعاه

قال : اعبد الله كأنك تراه ، واعدد لنفسك قبرا ، واحذر دعوة المظلوم .

وهذا موقوف يعل المرفوع

وقال أيضاً 231 : نا محمد بن قدامة ، قال : نا جرير ، عن منصور ، عن عبد
الله بن مرة ، قال : قال أبو الدرداء :

 اعبد الله كأنك تراه ، وعد نفسك
مع الموتى ، وإياك ودعوة المظلوم ، واعلم أن قليلا يكفيك خير من كثير يلهيك ، واعلم
أن البر لا يبلى ، وأن الإثم لا ينسى .

منقطع وهو موقوف يعل المرفوع

وقال الطبراني في الكبير 374 : حدثنا مصعب بن ابراهيم بن حمزة الزبيري
حدثني أبي ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال قال معاذ بن جبل
:

 قلت : يا رسول الله أوصني فقال
: اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى وأذكر الله عز و جل عند كل حجر وعند كل
شجر وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية ثم قال : ألا
أخبرك بأملك الناس من ذلك ؟ قلت بلى يا رسول الله فأخذ بطرف لسانه فقلت يا رسول الله
كأنه يتهاون به فقال النبي صلى الله عليه و سلم : وهل يكب الناس على مناخرهم في النار
الا هذا ؟ وأخذ بطرف لسانه

عبد العزيز الدراوردي صدوق له أوهام وقد خالفه محمد بن بشر الثقة فرواه
موقوفاً وهو أصح ، والموقوف والمرفوع كلاهما منقطع

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 35466: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
، قَالَ : حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، قَالَ
:

 قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : أَيْ
رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ، قَالَ : اعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ وَاعْدُدْ نَفْسَك
مِنَ الْمَوْتَى ، وَاذْكُرَ اللَّهَ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ ، وَإِذَا عَمِلْت
السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً : السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ
بِالْعَلاَنِيَةِ.

منقطع وهو موقوف فلا يشهد للمرفوع وليس فيه (وعليك بصلاة الغداة، وصلاة
العشاء، فاشهدهما، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا)

وقال أبو نعيم في الحلية ( 8/202) : حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى
ثنا خالد بن يحيى ثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن أبي سعيد عن زيد بن أرقم ح وحدثنا مخلد
بن جعفر ثنا أبو حنيفة بن ماهان الواسطي ثنا معمر بن سهل ثنا عامر بن مدرك ثنا عبدالعزيز
بن أبي رواد عن أبي سعيد عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعبد
الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك وكأنك ميت وقال خلاد في حديثه واحسب
نفسك مع الموتى وزاد واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة تفرد به أبو إسماعيل الايلي

عامر بن مدرك لين الحديث ،

وقد خولف فرواه غيره عن عبد العزيز موقوفاً  

وقال ابن المبارك في الزهد 1834 : أنا عبد العزيز بن أبي رواد ، عن سعد
، عن زيد بن أرقم قال :

 اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم
تكن تراه فإنه يراك ، واحسب نفسك مع الموتى ، واجتنب دعوة المظلوم فإنها مستجابة .

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 36847: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، قَالَ : حدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ
, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرَقْمَ ، قَالَ :

 اعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ
، فَإِنْ كُنْت لاَ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك ، وَاحْسُبْ نَفْسَك فِي الْمَوْتَى ،
وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا مُسْتَجَابَةٌ.

وهذا أصح ولا شك

وقال أحمد في مسنده 4764 : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ:

 يَا عَبْدَ اللهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا
كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى .

ذكرته من أجل قوله ( واعدد نفسك في الموتى ) وهذا ضعيف من أجل ليث

فالخبر لا يصح مرفوعاً ، وإنما يروى موقوفاً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم