الكلام على حديث : ( ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 8436 : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو
دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

 أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ:
” ادْنُوَا ، فَكُلَا “، قَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ، قَالَ: ” ارْحَلُوا
لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ “

قال البزار في مسنده بعد تخريج الحديث :” وهذا الحديث لا نعلم رواه
عن الأوزاعي إلاَّ الثوري ولا عن الثوري إلاَّ أبو داود الحفري”

وقد خولفوا فروي الخبر مرسلاً

قال النسائي في سننه 2264 : أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى
أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَدَّى
بِمَرِّ الظَّهْرَانِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ الْغَدَاءَ مُرْسَلٌ

 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ يَحْيَى عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ
وَعُمَرَ كَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ مُرْسَلٌ

ورجح الدارقطني الإرسال حيث جاء في العلل له :” 1762- وسُئِل عَن
حَدِيثِ أَبِي سَلَمَة ، عَن أَبِي هُرَيرة : كان النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم
بِمَرِّ الظَّهرانِ ، فَأُتِي بِطَعامٍ فَدَعا أَبا بَكرٍ ، وعُمر ، قالا : إِنّا صائِما
، فَقال النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : ارحَلُوا لِصاحِبَيكُمُ اعمَلُوا لِصاحِبَيكُم.

فَقال : يَروِيهِ الأَوزاعِيُّ واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ الثَّورِيُّ
، عَنِ الأَوزاعِيِّ ، عَن يَحيَى ، عَن أَبِي سَلَمَة ، عَن أَبِي هُرَيرةَ.

وَخالَفَهُم يَحيَى بن حَمزَة ، ويَحيَى البابَلُتِّيُّ ، رَوَياهُ عَنِ
الأَوزاعِيِّ ، عَن يَحيَى ، عَن أَبِي سَلَمَة مُرسَلاً وهُو الصَّحِيحُ”

فإن قلت : أليس الثوري ثقة ثبت فلماذا لا تقبل زيادته في السند

فيقال : قد انفرد عنه الحفري وهو وإن كان ثقةً فليس في تثبت الثوري  فالحمل عليه في شذوذ زيادة أبي هريرة في السند

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم