الكلام على حديث : ( إِنَّ أَوْلاَدَكُمْ هِبَةُ اللهِ لَكُمْ ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الحاكم في المستدرك 3123: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ
بْنُ مَحْمُودٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ يَقُولُ
: أَنْبَأَ أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَوْلاَدَكُمْ هِبَةُ
اللهِ لَكُمْ ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا ، وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ
، فَهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ لَكُمْ إِذَا احْتَجْتُمْ إِلَيْهَا.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
، هَكَذَا إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ : أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ
مِنْ كَسْبِهِ وَوَلَدُهُ مِنْ كَسْبِهِ.

حماد بن أبي سليمان كثير الخطأ وفيه ضعف وعليه فإن تفرده محل نظر وقد نص
ابن المبارك على أن هذا الحديث وهم

قال البيهقي في السنن الكبرى 15524 – أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني
أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو نا يحيى بن ساسويه نا عبد الكريم السكري نا
وهب بن زمعة أنا سفيان بن عبد الملك قال:

 سألت عبد الله بن المبارك عن حديث
عائشة رضي الله عنها : فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها

فقال حدثني به سفيان عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة.

 قال سفيان وهذا وهم من حماد

قال عبد الله سألت أصحاب سفيان عن هذا الحديث فلم يحفظوا قال عبد الله
وهذا من حديثه عن عمارة بن عمير ليس فيه الأسود وليس فيه إذا احتجتم .

قال الشيخ وقد روي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها
دون هذه اللفظة وهو بهذا الإسناد غير محفوظ.

فابن المبارك وسفيان بن عبد الملك والبيهقي يضعفون هذا الخبر والله أعلم
فإن عمارة بن عمير لم يسمع من عائشة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم