الكلام على حديث ( إن لله عز وجل عبادا يعرفون الناس بالتوسم )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الطبراني في الأوسط 3047 : حدثنا إبراهيم قال : نا سعيد قال : نا أبو
عبيدة الحداد قال : نا أبو بشر المزلق ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :

 إن لله عز وجل عبادا يعرفون الناس
بالتوسم .

 لم يروه عن ثابت إلا أبو بشر ،
ولا عن أبي بشر إلا أبو عبيدة

أبو بشر المزلق صدوق فيه لين استنكروا عليه هذا الحديث بعينه

والسبب في الاستنكار أنه انفرد عن ثابت بحديث لا يعرفه أصحاب ثابت ولا
أصحاب أنس ومثل هذا مستنكر من رجل قليل الرواية

قال الإمام مسلم في صحيحه :” فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ
الزُّهْرِيِّ فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ
لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا
عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا
حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ،
أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ
أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ
، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ”

وثابت كالزهري في كثرة أصحابه

ولهذا أورد الطبراني هذا الحديث في معجمه الأوسط الذي يجمع فيه غرائب شيوخه
، وكذلك أورده البزار في مسنده المعلل ، واجتنبه أصحاب الكتب المشهورة حتى من يخرج
الضعيف منها لنكارته عندهم والله أعلم

وقال الذهبي في الميزان :” 1277 – بكر بن الحكم [س] ، أبو بشر المزلق.

عن ثابت.

صدوق.

وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.

وقال التبوذكى: ثقة.

قلت: روى خبرا منكرا – قاله أبو حاتم، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: إن لله رجالا يعرفون الناس بالتوسم”

وقال المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة (1/ 261) :” وأما عن
أنس فتفرد به أبو بشر بكر بن الحكم المزلق عن ثابت عن أنس رفعه “إن لله عز وجل
عبادًا يعرفون الناس بالتوسم” والمزلق قال فيه جماعة من الذين أخذوا عنه وليسوا
من أهل الجرح والتعديل كان ثقة، يريدون أنه كان صالحًا خيرًا فاضلًا، أما الأئمة فقال
أبو زرعة: ليس بالقوي.

أقول: وهو مقل جدًّا من الحديث فإذا كان مع إقلاله ليس بالقوي، ومع ذلك
تفرد بهذا عن ثابت عن أنس   فلا ينبغي وهنه – كذا في الأصل – ، وذكر الهيثمي
في مجمع الزوائد أنه حسن، وهذا بالنظر إلى حال المزلق في نفسه، فأما إذا نظرنا إلى
تفرده مع إقلاله ومع قول أبي زرعة “ليس بقوي” فلا أراه يستقيم الحكم بحسنه،
وإن كان معناه صحيحًا”

وما قاله الذهبي والمعلمي هو المتعين في الحديث لما قدمنا

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم