الكلام على حديث : ( إن خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن والحارث )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أحمد في مسنده 17881: حَدَّثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثنا
أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
سَبْرَةَ :

أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَهَبَ مَعَ جَدِّهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلى الله عَليه وسَلم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم مَا اسْمُ
ابْنِكَ قَالَ عَزِيزٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلم لاَ تُسَمِّهِ عَزِيزًا

وَلَكِنْ سَمِّهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الأَسْمَاءِ
عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثُ.

أقول : زيادة ذكر الحارث منكرة فإن أبا إسحاق كان اختلط وأبو وكيع ضعفه
جمع

وقال في التقريب (( صدوق يهم )) وقد روى هذا الخبر غيره عن أبي إسحاق مختصراً
ليس فيه ذكر الحارث ، ورواه جمع عن خيثمة وليس فيه ذكر الحارث

فأما الذين رووه عن ابي إسحاق مختصراً فهم

1_ سفيان الثوري وقد روى عنه قبل الاختلاط

قال ابن حبان في صحيحه 5828 : أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ
خَيْثَمَةَ، قَالَ: 

كَانَ اسْمُ أَبِي عَزِيزًا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.

ونحواً من رواية سفيان رواه

2_ شعبة بن الحجاج وحديثه عند الحاكم في المستدرك 7809

فلا تقبل زيادة ( صدوق يهم ) من دون هذين الجبلين بل هي شاذة

وأما الذين رووه عن خيثمة ولم يذكروا تلك الزيادة فهم

1- يونس بن ابي إسحاق

قال أحمد في مسنده 17604 : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:

كَانَ اسْمُ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَزِيزًا، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.

2- العلاء بن المسيب

قال ابن أبي شيبة في المصنف 26415: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ : كَانَ اسْمُ أَبِي
فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَزِيزًا ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ
الرَّحْمَن.

ولهذه الزيادة الشاذة أعني ( ذكر الحارث في أحب الأسماء ) ، شاهد من أنس

قال أبو يعلى في مسنده  2778 :
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن
أنس : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

 أحب الأسماء إلى الله عبد الله
وعبد الرحمن والحارث

وهذا سندٌ ضعيف جداً إسماعيل بن مسلم المكي المصري متروك

قال المزي في تهذيب الكمال :” قال أبو طالب : قال أحمد بن حنبل :
إسماعيل بن مسلم المكى منكر الحديث .

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : إسماعيل بن مسلم المكى

ما روى عن الحسن فى القراءات ، فأما إذا جاء إلى مثل عمرو بن دينار ، و
أسند عنه بأحاديث مناكير ، ليس أراه بشىء ـ فكأنه ضعفه ـ و يسند عن الحسن عن سمرة بأحاديث
مناكير .

و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : إسماعيل بن مسلم المكى ليس بشىء
.

و كذلك قال عثمان بن سعيد الدارمى ، و أبو يعلى الموصلى ، عن يحيى .

و قال محمد بن أحمد بن البراء و أبو العباس القرشى ، عن على ابن المدينى
: إسماعيل بن مسلم المكى لا يكتب حديثه .

و قال عمرو بن على : إسماعيل المكى يحدث عنه أهل الكوفة : الأعمش و إسماعيل
بن أبى خالد ، و جماعة ، و كان ضعيفا فى الحديث ، يهم فيه ، و كان صدوقا يكثر الغلط
، يحدث عنه من لا ينظر فى الرجال .

و قال إبراهيم بن يعقوب السعدى : إسماعيل بن مسلم واهى ( الحديث ) جدا
.

و قال أبو زرعة : هو بصرى سكن مكة ، ضعيف الحديث .

و قال ابن أبى حاتم عن أبيه : إسماعيل بن مسلم العبدى المكى ، و يقال
: البصرى ، أصله بصرى سكن مكة ، قدم الرى مع المهدى ، أظنه مات بالرى .

و قال أيضا : سألت أبى عن إسماعيل بن مسلم العبدى ، فقال : هو ضعيف الحديث
مختلط ، قلت له : هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد ؟ فقال : جميعا ضعيفان ،

و إسماعيل هو ضعيف الحديث ، ليس بمتروك ، يكتب حديثه .

و قال البخارى : حدثنى هلال بن بشر ، قال : مات إسماعيل بن مسلم المكى
، أبو إسحاق مولى حدير من الأزد بعد الهزيمة بقليل .

قال : و هو بصرى ، كان أبوه يتجر و يكرى إلى مكة ، فنسب إليه ، تركه يحيى

و ابن مهدى ، و تركه ابن المبارك ، و ربما ذكره .

و قال النسائى : إسماعيل بن مسلم يروى عن الزهرى ، متروك الحديث .

و قال فى موضع آخر : ليس بثقة

  قال أبو طالب : قال أحمد بن حنبل
: إسماعيل بن مسلم المكى منكر الحديث .

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : إسماعيل بن مسلم المكى

ما روى عن الحسن فى القراءات ، فأما إذا جاء إلى مثل عمرو بن دينار ، و
أسند عنه بأحاديث مناكير ، ليس أراه بشىء ـ فكأنه ضعفه ـ و يسند عن الحسن عن سمرة بأحاديث
مناكير .

و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : إسماعيل بن مسلم المكى ليس بشىء
.

و كذلك قال عثمان بن سعيد الدارمى ، و أبو يعلى الموصلى ، عن يحيى .

و قال محمد بن أحمد بن البراء و أبو العباس القرشى ، عن على ابن المدينى
: إسماعيل بن مسلم المكى لا يكتب حديثه .

و قال عمرو بن على : إسماعيل المكى يحدث عنه أهل الكوفة : الأعمش و إسماعيل
بن أبى خالد ، و جماعة ، و كان ضعيفا فى الحديث ، يهم فيه ، و كان صدوقا يكثر الغلط
، يحدث عنه من لا ينظر فى الرجال .

و قال إبراهيم بن يعقوب السعدى : إسماعيل بن مسلم واهى ( الحديث ) جدا
.

و قال أبو زرعة : هو بصرى سكن مكة ، ضعيف الحديث .

و قال ابن أبى حاتم عن أبيه : إسماعيل بن مسلم العبدى المكى ، و يقال
: البصرى ، أصله بصرى سكن مكة ، قدم الرى مع المهدى ، أظنه مات بالرى .

و قال أيضا : سألت أبى عن إسماعيل بن مسلم العبدى ، فقال : هو ضعيف الحديث
مختلط ، قلت له : هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد ؟ فقال : جميعا ضعيفان ،

و إسماعيل هو ضعيف الحديث ، ليس بمتروك ، يكتب حديثه .

و قال البخارى : حدثنى هلال بن بشر ، قال : مات إسماعيل بن مسلم المكى
، أبو إسحاق مولى حدير من الأزد بعد الهزيمة بقليل .

قال : و هو بصرى ، كان أبوه يتجر و يكرى إلى مكة ، فنسب إليه ، تركه يحيى

و ابن مهدى ، و تركه ابن المبارك ، و ربما ذكره .

و قال النسائى : إسماعيل بن مسلم يروى عن الزهرى ، متروك الحديث .

و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .

قولهم ( منكر الحديث ) و ( ليس بشيء ) و ( متروك ) و ( لا يكتب حديثه
) و ( أحاديثه غير محفوظة )  كلها جروح شديدة
، وقد مال الألباني في بعض المواطن في الضعيفة إلى أنه متروك فقال في (3 / 387)
:” والوجه الثاني : فيه إسماعيل بن مسلم المكي وعمرو بن عبيد المعتزلي وهما

متروكان”

وقد مال إلى شدة ضعفه الحافظ ابن رجب حيث قال في فتح الباري (7/44)
:” وإسماعيل ، هو المكي . ضعيف جدا “

وقال أحمد في مسنده 17607 : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا
زِيَادٌ، أَوْ عَبَّادٌ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَبْرَةَ
بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ:

مَا وَلَدُكَ؟  قَالَ: فُلَانُ
وَفُلَانُ وَعَبْدُ الْعُزَّى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، إِنَّ أَحَقَّ أَسْمَائِكُمْ
أَوْ مِنْ خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ، إِنْ سَمَّيْتُمْ عَبْدَ اللَّهِ  وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ.

الحجاج بن أرطأة مدلس وقد عنعن ، والطريقان السابقان واهيان فبهذا يعلم
ضعف حديث (خَيْرِ أَسْمَائِكُمْ، إِنْ سَمَّيْتُمْ عَبْدَ اللَّهِ  وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالْحَارِثَ ) وإنما الصحيح
أن الحارث من أصدق المسلمين ، وليس من أحسن الأسماء .

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم